دخول مكة لأول مرة في الحياة بغير إحرام للعمرة

Question
المسلم الذي يدخل مكة لأول مرة في حياته هل يجب عليه الدخول معتمرًا؟
Answer

جمع من أهل العلم ومنهم الحنابلة والشافعية لا يجيزون لداخل مكة أن يدخل إلا محرِمًا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- دخل مكة لفتحها وعلى رأسه المغفر، فدلَّ على أنه ليس بمحرِم، وعلَّل ذلك بقوله -عليه الصلاة والسلام-: «إنما أُحلَّتْ لي ساعة من نهار» [البخاري: 1349]، فعلى هذا غيره لا يجوز أن يدخل إلا محرِمًا.

والقول الثاني لأهل العلم: أنه يجوز لغير مريد الحج والعمرة أن يدخل حلالًا غير محرِم، فلا بأس على هذا القول بدخول مكة بدون إحرام لمن لا يريد الحج والعمرة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- لما وقَّتَ المواقيت قال: «هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ ممن أراد الحج والعمرة» [البخاري: 1524]، فمريد الحج والعمرة لا يجوز له أن يدخل إلا محرِمًا، والذي لا يريد الحج ولا العمرة من خلال هذا الحديث فإنه لا شيء عليه؛ لأنه لا يريد الحج والعمرة، فخرج الذي لا يريد بقوله -عليه الصلاة والسلام-: «ممن أراد الحج والعمرة»، فمفهومه: أن الذي لا يريد الحج والعمرة لا يلزمه الإحرام، وهذا هو الراجح أنه لا مانع من الدخول بغير إحرام ولو كانت العمرة الواجبة؛ لأنه لا يريد الحج والعمرة، فنصُّ الحديث يدل على أنه لا يلزمه ذلك، وإن كان اللزوم بالنسبة للحج لأنه على الفور أنه إذا جاء في وقت الحج يلزمه الإحرام من باب أن هذا الحج على الفور ولا يجوز له التأخير، لكن لو دخل بغير إحرام ما يُلزَم بشيء، فلا يكون كمن قصد البيت للحج والعمرة ثم دخل بغير إحرام، والله أعلم.