الكتب في هذا كثيرة، لا سيما للمتأخرين، ومن أفضلها وأولها وأولاها كتاب (الإملاء) للشيخ حسين والي من شيوخ الأزهر، ألَّف هذا الكتاب وطُبع قديمًا في مطبعة بولاق، وطُبع بعدها طبعات كثيرة جدًّا، ويوصي به أهل العلم، وهو كتاب نافع. وله أيضًا (تمرين الإملاء) بحجمه وبطبعاته، كلما طُبع الكتاب الأصل طُبع (التمرين) في بولاق وغيرها؛ لأنه تطبيقات على القواعد التي ذكرها في (الإملاء)، يُورد أشياء ويحلُّها للتمرُّن على ما جاء في الكتاب الأصل، فهو نافع جدًّا. وهناك كتب كثيرة جدًّا للمتأخرين، والله أعلم.
والإملاء في غاية الأهمية، ونرى التفريط فيه من قِبل الطلاب في المدارس العامة، فيندر أو يقل جدًّا أن تجد من المتعلمين من يتقن هذا النوع من العلم، والذي لا يُحسن الإملاء ولا يُحسن كتابة ما يريد على الوجه الصحيح كيف يُفهم عنه؟ إلا من خلال السياق، وهذه نتيجة مُرَّة ألَّا يُفهم الكلام إلا من خلال السياق. فالأصل أن يتعلَّم الطالب، ويحرص الطالب والمعلم على تعليم الطلاب الطريقة الصحيحة في الإملاء، وكذلك ولاة أمور الطلاب يحرصون عليهم في هذا الباب، ويحرصون على أن يعلموهم الخط، فكثير من خطوط الطلاب لا تُقرأ، وإملاؤهم ضعيف! فكيف يكون طالب علم بهذا المستوى؟ وكيف ينسخ المسائل العلمية؟ وكيف ينسخ الكتب؟ وكيف يوجِّه الناس بكلامه المكتوب؟ وأذكر أن بعض الجامعات وضعتْ درجات في الاختبار للخط والإملاء؛ لما لُوحظ من ضعف الطلاب في هذا المجال، ومن النكت -مع الأسف- أنه يوجد من بعض المدرسين مَن يضع درجات وهو ضعيف في هذا الباب! فالله المستعان.