حقيقةً ليس من النصح للطالب أن أنظر في مصلحتي، وفي كتاب أنا أحتاجه، والطالب لم يصل إليه، مثل: قاضٍ يأتيه طالب في المتوسط يريد أن يقرأ عليه، فيقول: اقرأ في (الطرق الحكمية)! فهذا الكتاب من أجل الطالب أو من أجل القاضي؟ فالمعلم يجب عليه أن ينصح لطلابه، وأن ينظر في مصلحتهم قبل مصلحته، وهو جلس واحتسب الأجر من الله -جل وعلا- لا لينتفع بالدرجة الأولى، وإن كان المعلم هو أول مَن ينتفع بالتعليم، والمؤلِّف هو أول مَن ينتفع بالتأليف، كما قال الإمام مسلم -رحمه الله- في مقدمة الصحيح: (فإذا عُزم لي تمامه، فأول من يستفيد منه أنا) [1/3]، فالتأليف شأنك بنفسك، لكن إذا حجرتَ طلابًا، أو أتاك طالب ليستفيد منك، فتقول له: اقرأ الكتاب الفلاني، وهو كتاب لا يستفيد منه أصلًا؛ من أجل أن تستفيد أنت! فهذا الدرس لك وليس للطالب، وفي هذه الحالة بإمكانك أن تستأجر أجيرًا يقرأ عليك ما تحتاج، وتترك هذا الطالب ليستفيد منك أو من غيرك، فمن النصح للطالب أن يُنظر في مستواه، ويُنظر فيما يحتاجه من الكتب، فيُرشد ويُوجَّه إليها.
Question
ما رأيكم في بعض طلبة العلم الذي يجعل الطلاب يقرؤون عليه الكتب التي تناسبه؟
Answer