سبب انقلاب حال مَن كان ظاهره الاستقامة

Question
لماذا نرى مَن كان ظاهره الاستقامة، ثم ينقلب حاله إلى سوء؟ ما سبب ذلك؟
Answer

سببه أولًا دَخيلَة كانت في نفسه وهو يعمل الأعمال الصالحة ظاهرًا، هذه الدخيلة لا شك أنها تخونه أحوج ما يكون إلى نفسه، ويقول أهل العلم: (من طلب العلم لغير الله مُكِر به)، ومع الأسف أن قلب أحدنا أحيانًا يُمسخ وهو لا يشعر، فالمسألة مزلَّة قدم، والقلب هذا أمره غاية العَجَب، فعلى الإنسان أن يتعاهده، فهذا الذي ظاهره الاستقامة، ثم انقلب حاله، كما جاء في الحديث: «فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها» [البخاري: 3208] -نسأل الله حسن الخاتمة والثبات على الدين-، وجاء في حديث آخر: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس» [البخاري: 2898]، فلا بد أن تجد في قلبه شيئًا، وإلَّا فالمقرَّر أن الفواتح عنوان الخواتم، والله -جل وعلا- أرحم بعبده مِن أن يُقدِّم له أنواع الطاعات وأنواع البر والإحسان، ثم بعد ذلك ينقلب، فلا بد أن تجد في نفسه شيئًا وهو يزاول هذه الطاعات.

وعلى كل حال صحبة الأخيار، مع صدق اللَّجأ إلى الله -جل وعلا-، هذا خير ما يُعين على الثبات.