المفقود عند أهل العلم إما:
- أن يكون في سفرٍ غالبه السلامة.
- وإما أن يكون في سفرٍ غالبه الهلاك.
فإذا كان في سفرٍ غالبه السلامة فيقول أهل العلم: يُضرَب له مدَّةُ تسعين سنة منذ وُلِد؛ لأنه وُجد، وهذا قبل وجود هذه الوسائل التي تَعرِف بالتحديد أين مكانه، وتتصل به في كلِّ لحظة، حيث كان الشخص يسافر من المشرق إلى المغرب، ويمكث عشرين أو ثلاثين سنة يطلب العلم هناك، وقد يصله بعض الرسائل في خمس سنين، أو ستِّ سنين، وبعضهم تصله الرسائل ولا يفتحها؛ خشية أن تُشوِّش عليه، فهؤلاء هذه المدة مناسبة لهم؛ لأنه قد يمكث عشرين أو ثلاثين سنة وهو حيٌّ يُرزق، يطلب العلم، أو يطلب الرزق، لكن الآن هل يمكن أن يُقال مثل هذا الكلام، وتنتظر تسعين سنة؛ لأنه سافر، وأنت يمكن أن تَصل إلى الحقيقة في دقائق؟! فوسائل الاتصال تأتي بخبره في أقرب مدَّة.
لكن ليس كمَن سافر سفرًا غالبه الهلاك، فإن أهل العلم يَضربون له مدَّةَ أربع سنوات، فإذا لم يأتِ فإن زوجته تَعتدُّ، وتتزوَّج بعد العدَّة، ويُقسَم ماله.
وعلى كل حال هذه مسألة مردُّها إلى القضاء.