أما (صحيح البخاري)؛ فبينَّا في مناسبات كثيرة أن الطبعة السلطانية هي أفضل الطبعات له؛ لأنها قوبلتْ وروجعتْ من قِبَل علماء، وهي مطبوعة عن نسخة الحافظ اليونيني -رحمه الله- الذي لا يُعرف له نظير في الاهتمام بـ(صحيح البخاري) وجمعِ رواياته، وأُتقنت الطبعة، وجُعلتْ فروق الروايات على الحاشية، وقد كانت مفقودة إلى وقت قريب، ثم صوِّرتْ تصويرًا رائعًا على ورق جميل، وفيها خدمة -أيضًا- بترقيم الأحاديث، وذِكر أطرافه، والإحالة على (تحفة الأشراف)، ومَن وافق البخاري في رواية الحديث من الأئمة -رحمهم الله-، والإحالة على الشروح، وكل هذه خدمات يحتاجها طالب العلم.
و(فتح الباري) أفضل الطبعات له على الإطلاق طبعة بولاق، لكنها متعذِّرة الآن، تكاد تكون مفقودة، فإذا لم توجد؛ فالطبعة السلفية الأولى تقوم مقامها، بعد أن يُصحَّح جدول الخطأ والصواب.
و(صحيح مسلم) الطبعة العامرة التركية في ثمانية أجزاء هي أفضل الطبعات له، وإن كان هناك طبعات أخرى قريبة منها جدًّا، مثل: طبعة فؤاد عبد الباقي -رحمه الله-، ومثل الطبعة التي مع (النووي على مسلم)، وهي طبعة المطبعة المصرية في ثمانية عشر جزءًا.
و(شرح النووي) طُبع مرارًا، فطُبع خمس طبعات على هامش (إرشاد الساري)، ثلاث طبعات في بولاق، وطبعتان في الميمنية، وهي طبعات جيِّدة، لكن طلاب العلم لا يصبرون، ولا يتحمَّلون القراءة في الحواشي، وتصعب عليهم؛ لأن حرف بولاق مُمِلٌّ ومُتعب، وإلَّا فهي طبعات طيِّبة وجميلة. والطبعة المصرية في ثمانية عشر جزءًا -أيضًا- طبعة قليلة الأخطاء.