الأسباب المعينة على طلب العلم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد فهذا الموضوع المطلوب لهذا الدرس متشعب وكثير وله فروع وكل فرع من فروعه يحتاج إلى وقت لكن من أعظم الأسباب بل أعظم الأسباب المعينة على الطلب هي النظر في النصوص الواردة في فضل العلم ومنزلة العلماء في الآخرة والأولى فالحادي للطلب هو ما جاء عن الله وعن رسوله في فضل العلم والحث عليه تأكيد في شرف العلم والعلماء وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بطلب الاستزادة بالاستزادة من العلم طه: ١١٤  ومن أعلم منه عليه الصلاة والسلام بالنسبة للبشر يطلب المزيد طه: ١١٤  أمر بذلك وما ذلكم إلا لشرف العلم وفضل العلماء، ومثّل الآجري في كتابه أخلاق العلماء قيمة العلماء بالنسبة للناس بقوم في ليلة مظلمة في وادٍ كثير الهوام والسباع والأشجار ليلة شديدة الظلمة لا يرون ما أمامهم ولا يرى بعضهم بعضًا فإن سلم من أفعى لم يسلم من سبع وإن سلم من ذلك لم يسلم من شجرة وإن سلم من ذلك لم يسلم من هوّة وحفرة هؤلاء هم الذين يعبدون الله على جهل يأتيهم من ينقذهم يأتي شخص معه مصباح معه نور يمشي أمامهم فيبصرون ما أمامهم حتى يخرجوا من هذا الوادي المهلك أناس يعبدون الله على جهل لا علم عندهم يأتيهم من يبصرهم ليعبدوا الله على بصيرة وإذا كان الخطر في المثال على الدنيا وما يتعلق بها فالخطر في العبادة على جهل خطره على الدين الذي هو رأس المال الذي به يتحقق الهدف الذي من أجله خلق الإنسان وهو تحقيق العبودية لله جل وعلا ولذا في الحديث الصحيح «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» حديث معاوية في الصحيح «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» مفهومه أن الذي لا يفقه في الدين ولا يتفقه في الدين أن الله لم يرد به خيرًا من هذه الجهة ومن هذه الحيثية ولا يلزم من ذلك أن يريد الله به شرًا لأن من عوام المسلمين من أراد الله به خيرًا من جهات أخرى تجد العامين المتعبد العابد المتكسب المنفق الباذل في وجوه الخير هذا على خير عظيم العامي المجاهد في سبيل الله هذا على خير عظيم على كل حال لا يلزم من كون الإنسان لم يرد الله به خيرًا فيوجهه للعلم أن يكون ممن أراد الله به شرًا قد يريد الله به خير من جهات أخرى لكن أقرب الطرق الموصلة إلى الخير هو طريق العلم ليعبدوا الله على بصيرة ليصلي صلاة صحيحة يصوم صيامًا صحيحًا يحج حجًا صحيحا يتعامل مع الناس بمعاملات شرعية لا يشوبها شبهة ولا حرام لا يتسنى ذلك إلا بالعلم وبإمكان العامي أن يمتثل ما أمر به إذا أراد أن يقدم على أي عمل لا يعرف عنه شيئًا أن يقدم بعد سؤال أهل العلم فالعامي فرضه سؤال أهل العلم النحل: ٤٣  وعلى كل حال كونك لا تحتاج إلى أحد تعبد الله جل وعلا على مراد الله جل وعلا وعلى مراد رسوله عليه الصلاة والسلام تصلي كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم وتأخذ المناسك عنه كما فعل يكفي للمسلم نصوص الكتاب والسنة التي جاءت في الحث على العلم وفضله في أن يقتحم غمرة هذا الفضل العظيم بطلب العلم ولزوم العلماء لكن قد يقول قائل أنا في الستين من العمر مضى أكثر عمري في طلب الرزق كان الناس لا تتهيأ لهم الفرص لطلب العلم انشغلوا بطلب المعيشة أقول مازال المجال مفتوح مازال المجال مفتوحًا أمامك يا ابن الستين والسبعين والثمانين مادام في العمر بقية التمس الطريق إلى العلم من سلك طريقًا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريًقا إلى الجنة من من صيغ العموم كبير صغير ذكر أنثى ليس مقصور على الصغار نعم الصغير مظنة للتحصيل أكثر من الكبير لكن لا يلزم من ذلك التحصيل اسلك الطريق ولو كنت ابن سبعين ابن ثمانين احضر الدروس والحمد لله «سهل الله له به طريق إلى الجنة» يكفي ما يلزم أن يكون عالم ومما قيل في صالح بن كيسان وهو من كبار الآخذين عن الزهري قيل في عمره عند بداية الطلب تسعين سنة عمره تسعون سنة في بداية الطلب قال بعضهم ثمانون سبعون أقل ما قيل خمسون سنة وبعضهم يبلغ به سن اليأس عند الأربعين عند الخمسين وييأس من طلب العلم نقول ما فيه يأس يا أخي لو بقي من عمرك يوم وذهبت إلى الدرس لو بقي من عمرك يوم واحد وسلكت الطريق تلتمس به علم يرجى أن يحصل لك ما وُعد به من سلك الطريق بالنية الصالحة تدرك وتدرك ما تدرك بقي من عمرك ما بقي هذا يحدو الكبير والصغير على سلوك الطريق فإذا عرفنا النصوص الواردة في فضل العلم وشرف العلماء هذا أعظم الأسباب التي تحدو الإنسان لطلب العلم ولولا هذه النصوص ما فيه أحد يطلب العلم لأي شيء يطلب العلم؟ لأن العلم ثقيل وعلى خلاف ما تشتيه النفوس لأنه موصل إلى الجنة «سهل الله له به طريقًا إلى الجنة» والجنة حفت بالمكاره لكن مع ذلك على الإنسان أن يسلك الطريق ولو كان كبيرًا فاليأس إذا دب إلى قلب الإنسان حرمه خير الدنيا والآخرة بعض الناس وصل الأربعين ما حفظ القرآن يقول ما فيه فائدة حاولت وعجزت أقول لا، حاول وإن أتتك المنية وأنت تحاول عجوز في السبعين من العمر أمية لا تقرأ ولا تكتب ختمت القرآن كاملاً حفظ وفي الستين كثير وما دون ذلك أكثر والحمد لله الآن الأبواب مفتوحة والسبل ميسرة والناس كفو المؤونة يعني الناس كلهم الآن يشكون من الفراغ لا سيما كبار السن يشكون من الفراغ القاتل النساء في البيوت لا عمل لهن اليوم إلا الأكل والنوم فإذا لم يقطع العمر بما يرضي الله جل وعلا ويوصل إلى جناته لا خير فيه هذا العمر لا خير لأن الأيام والليالي ظروف هذه الظروف إن ما شغلت بأمر نافع اشتغلت بما يضر وما المانع أن يجلس كبير السن عند آلة التسجيل ويسمع القرآن ويردد القرآن ووجد ولله الحمد أشرطة مسجلة تكرر المرات والمرات بأصوات واضحة وندية حتى يحفظ الإنسان وكل شيء موجود ولله الحمد وبآلات يتقنها من لا يقرأ ولا يكتب وموجودة ولله الحمد والبيوت أيضًا مملوءة من القراء فلا يأس إذا استحضرنا النصوص الواردة في الحث على العلم والتعلم وفضله وشرفه وشرف أهله هناك أسباب معينة على التحصيل بإذن الله جل وعلا إذا اتجهت النية وصدقت النية في طلب العلم منها الأسباب الغريزية ومنها الأسباب المكتسبة أسباب غريزية وأسباب مكتسبة لا بد من بذلها أسباب غريزية الذكاء مثلاً قوة الحافظة قوة الفهم هذه لا تؤخذ باليد هذه منحها الله جل وعلا ووهبها لبعض الناس دون بعض وجود الحافظة القوية مع الفهم القوي يختصر الطريق وييسر السبيل مع أن من كانت حافظته أقل أو فهمه أقل بالصبر والمصابرة والمثابرة يحصل من العلم أكثر مما يحصله الذكي الحافظ الفاهم مع التراخي ومن أسباب التحصيل الغريزية الفهم والحفظ القوي فإذا استغل استغلت الحافظة القوية بفهم النصوص بحفظ النصوص والعلم الشرعي مبني على النصوص والنصوص لا بد من حفظها يعني شاع بعض النظريات التي يسمونها تربوية في بداية التعليم النظامي شاع بعض النظريات من بعض الوافدين أن الحفظ يبلد الذهن يبلد الذهن كلام وأشيع أنه إذا حفظ كتاب زاد في البلد نسخة نعم في العلوم التطبيقية مهن يدوية لا تحتاج إلى حفظ تحتاج إلى دقة نظر ومران فلا تحتاج إلى حفظ وهم ليسوا بحاجة إلى حفظ ماذا يحفظون بالمران يدركون أكثر مما يحفظون وهذا ينفع في بعض الأشياء قيادة السيارات فيها مؤلفات الأفضل أن تقود السيارة من خلال هذا المؤلف تحفظ هذا الكتاب أو تفتح السيارة ومعك واحد يرشدك وتمشي وبالتدريج تتعلم شيئًا فشيئا ولذا كان التخريج واستخراج المعلومات من الكتب عند أهل العلم ليس فيها مصنفات تبحث عن حديث تبحث عن آية تبحث عن مسألة ما فيه فهارس ولا مؤلفات خاصة في تخريج الأحاديث ولا ترتيب الآيات لا معجم مفهرس ولا غيره ابحث بنفسك وبالمران يتيسر لك كل شيء هذه الفهارس وهذه الكتب المعينة على استخراج الطرق وجدت وأُلِّفت لما ابتعد الناس عن القراءة ابن حبان لما ألف كتابه الأنواع والتقاسيم رتبه على ترتيب محيّر محيّر لا يمكن أن يهتدي الطالب إلى الحديث الذي يريده حتى يقرأ الكتاب كاملاً وهذا مقصد للمؤلف ثم جاء من رتّب الكتاب ويسره المقصود أن المران من أعظم الوسائل يعني الالتصاق بالكتب ومراجعة الكتب وإدامة النظر في الكتب من أعظم ما يعين على التحصيل قلنا إن من الأسباب الغريزية الحفظ والفهم لكن ماذا يصنع ضعيف الحافظة وقليل الفهم؟ لأن القسمة كما يقول أهل العلم رباعية عنده قوة في الفهم والحفظ وآخر عنده ضعف في الفهم والحفظ والثالث عنده قوة في الحفظ ضعف في الفهم والرابع عكسه أمور يكمل بعضها بعضا والذي يفقد الأمرين لن يفقد الأجر المرتب على سلوك الطريق ومع الصبر والمصابرة ومعاناة العلم لا شك أنه يحصل خيرًا كثيرًا إضافة إلى أن الفهم وإن كان أصله غريزة إلا أنه يزداد بالاكتساب الحافظة مع أن الأصل فيها الغريزة إلا أنها تقوى بالمتابعة بمتابعة المحفوظات وتضعف مع ترك الحفظ وتضعف أيضًا بتقدم السن وهذا الذي يقوله عامة أهل العلم وإن كان الماوردي في أدب الدنيا والدين ينازع في كون الحافظة تضعف يقول الحافظة هي هي كما ركّبت في الإنسان حتى يفقدها إما بخرف أو موت الحافظة على مستوى واحد لكن نشاهد أن من بلغ الأربعين أقل حفظ ممن ممن عمره عشرين هذا أمر مشاهد يقول لا ليس ضعفًا في الحافظة وإنما هو في وجود الموانع والصوارف المشوشة على هذه الحافظة يقول الحافظة لا تتغير حتى يفقدها الإنسان أو تضعف بأثر حسي على كل حال من عنده الحافظة فليحرص على الحفظ وليكثر من حفظ النصوص يحرص على حفظ القرآن يحرص على حفظ السنة يحرص على حفظ المتون المرتبة عند أهل العلم لطبقات المتعلمين العلم ما حواه الصدر وليس ما حواه القِمَطر القمطر يعني الدالوب الذي فيه الكتب الكتب مملوءة بالعلم لكن وبعدين إذا أبعدت عنها وش تصير؟ عامي لكن إذا كان علمك محفوظًا في الصدر فأنت العالم بالفعل وأهل العلم يقولون إن هناك الفقيه بالفقه والفقيه بالقوة القريبة من الفعل وهذا موضوعه آخر الفهم مع المران مع تتابع كد الذهن لفهم الجمل الصعبة التي قصد أهل العلم تمرين طلاب العلم عليها يزيد في الفهم وهذا شيء مجرب يعني ليس من العبث ولا من باب تعذيب الطلاب تأليف الكتب بأساليب معقدة يعني هل صاحب زاد المستقنع أراد أن يعذب طلاب العلم أو يصرف طلاب العلم عن كتابه؟ أبدًا هل صاحب المنتهى وهو في كتاب في غاية الصعوبة في فقه الحنابلة أراد أن يصرف الناس عن كتابه أو يعذب طلاب العلم؟ لا هل خليل صاحب المتن في الفقه المالكي المشهور الذي هو من أعقد الكتب أراد أن يصرف الناس عن كتاب من فتحه وقرأ فيه فصل رماه هل مراده هذا؟ أو أراد أن يربي طلاب العلم على أسلوب يتميزون به عن غيرهم ويستطيعون أن يتعاملوا مع جميع الكتب إذا فهمت المنتهى المنتهى، منتهى الإرادات اقرأ في أي كتاب فقهي إذا فهمت مختصر خليل اقرأ في أي كتاب ما فيه مشكلة لأن الإنسان قد يغيب عن مكتبته فلا يستطيع أن يراجع شروح قد يغيب عن أهل العلم فلا يستطيع أن يسأل عما يشكل عليه فإذا تمرّن على هذه الكتب الصعبة سهل عليه ما عداها يعني في شروح الحديث الذي يفهم شرح ابن دقيق العيد على العمدة لا يشكل عليه في شيء في الشروح يعني هل يمكن أن يشكل عليه شيء في فتح الباري؟ ما يمكن أن يشكل عليه شيء لأنه قرأ كتابًا فيه شيء من المتانة متين وفي أسلوب بعض المثقفين يقول هذا معقد لا ليس بمعقد نعم لا يصلح للمبتدئين يصلح للمتقدمين المدركين فإذا فهموه خلاص انتهى جاوز يستطيعون أن يقرؤوا في أي كتاب من غير مراجعة لا يقف في وجوههم شيء من الجمل فيتدرج الإنسان في الطلب وهذا مما يعينه على التحصيل على الطريقة التي رتبها أهل العلم للمبتدئين ثم المتوسطين ثم المتقدمين ثم يقرأ ما شاء فلزوم التعلم على الجادة المرسومة عند أهل العلم من خير ما يعين على التحصيل ومن توفيق الله جل وعلا لطالب العلم أن يوفَّق بعالم ناصح بعالم ناصح يدله على الطريق من أوله فلا يأتيه في مهامه العلوم من أول الأمر ثم إذا انتبه في الأخير إذا به يحتاج إلى وقت طويل ليرجع من أول الطريق وأقول العالم الناصح الذي إذا جاء طالب العلم يستشيره محضه النصيحة وأرشده إلى كتابٍ يناسبه ويحتاج إليه ولا يعسر عليه فهمه لأن بعض العلماء ينظر إلى حاجته هو ولا ينظر إلى حاجة الطالب يأتي طالب في المتوسط يستشير عالم يقول أريد أن أقرأ عليك فبأي كتاب أقرأ عليك هذا العالم إن كان قاضي مثلاً قال الطرق الحكمية لماذا؟ لأنه قاضي يستفيد منها لكن الطالب ماذا يستفيد كتاب عظيم وفيه فوائد عظيمة لكن الطالب متى يحتاج إلى إلى هذه الفوائد؟ بعد أن ينهي طبقات كتب طبقات المتعلمين ويتأهل للقضاء مثلاً وآخر يقول هات جواهر العقود ومعين القضاة والموقعين والشهود هذا يحتاجه طالب العلم المبتدئ الذي جاء يستنصح هذا الشيخ؟ أقول من أعظم ما يعين ويسهل التحصيل تيسير الرب جل وعلا لطالب العلم عالم ناصح تهمه مصلحة الطالب أما الذي يعتني بمصحلته دون مصلحة الطالب هذا محض الطالب النصيحة وإن كان الكتاب لا يخلو من فائدة تجد عالم متمكن كبير يأتيه طالب متوسط ويقول له هات كتاب منهاج السنة طالب العلم كيف يفهم منهاج السنة وهو طالب متوسط؟ فمن خير ما يعين طالب العلم أن ييسر له عالم ناصح يدله على الطريق من أوله وعاش الناس فترة يعني من قبل سنة التسعين إلى الأربعمائة وهم يتخبطون لأن الحِلَق ضعفت ضعفت الحلق حلق التعليم واكتفى الناس بالتعليم النظامي في المعاهد والكليات وفيها خير كثير لكن هناك كتب في غاية الأهمية لطالب العلم ما تقرأ في هذه المدارس النظامية فإذا تخرج الطالب ابتلي بعمل ثم سئل من فلان ومن علان ومن زميله وكذا وجد المسألة صفر أنا لا أتكلم عن جميع الطلاب لكن هذا بالجملة لأنه قد يتخرج في الكليات الشرعية من لديه شيء من العلم ومؤهل للنظر في الكتب لكن يبقى أنه هل هذا هل هذه الدراسات النظامية بما فيها الكليات الشرعية أسست على الجادة التي سلكها أهل العلم؟ بعض الكتب ما تمر عليهم وليست في طريقهم وهي متون صغيرة تعينه على التحصيل إلى أن ينتهي مثل متن الآجرومية مثلاً هل يمر بطالب العلم النظامي هذا المتن الذي لا يستغني عنه طالب العربية مع شروحه وحواشيه فيه مسائل يدركها الصبيان الذين قرؤوا الآجرومية وتخفى على طلاب الدراسات العليا في كليات اللغة العربية لأنهم ما مشوا على الجادة مشوا على تعليم نظامي قررت فيه كتب معاصرين ثم بعد ذلك مذكرات في الجامعات وينتهي الوقت ما أنهوا ربع المنهج ويخفى عليهم كثير من العلم فإذا وجد عالم ناصح يرتب للطالب وقد وجد الآن ولله الحمد أمور ترتبت والدورات العلمية آتت ثمارها إضافة إلى الدروس المرتبة في المساجد من قبل أهل العلم الدورات العلمية بدأت منذ خمسة عشر عامًا أو  أكثر عاشت يمكن عشر سنوات بدون ترتيب يستقدم الشيخ ويطلب منه دورة في كتاب النكاح من زاد المستقنع الصيف تكثر الزواجات فيرون أن النكاح الناس بحاجة إليه في أيام الحج يطلب دورة في كتاب الحج من كتاب كذا لكن الأبواب الأولى التي تقدمته ما فيه إنما على المناسبات فاتجه المنظمون والمرتبون للدورات العلمية إلى ترتيب الطلاب وتصنيفهم إلى طبقات وترتيب الكتب وخلال خمس سنوات أنجزوا إنجازا كبيرًا وفي المنطقة الشرقية مثال يحتذى وكانت من أفقر المناطق بطلاب العلم والآن بدون استثناء هي أغنى المناطق بطلاب العلم لأنهم خرّجوا أفواجًا الحين على الجادة وعلى الطريقة المعروفة فلزوم الطريق من أوله ييسر فتجد خريج كلية الشريعة ما يحفظ الأربعين النووية لماذا؟ لأنه ما مشى على الجادة الأربعين النووية مرت عليه في الابتدائي ونسيها وقد يكون تساهل بحفظها والأستاذ ما تحمس لحفظها فما حفظها الطلاب لكن على الجادة لا بد أن يحفظ الأربعين قبل العمدة يحفظ العمدة قبل البلوغ إذا حفظ البلوغ إن شاء وعلت وسمت همته إلى المنتقى أو إلى الكتب الأصلية في السنة الصحيحين والسنن الأربعة والمسانيد إلى آخره هو مؤهل لينظر في الكتب الأصلية لكن شخص ما حفظ الأربعين كيف يتأهل للنظر في الكتب الأصلية؟ ولذلك في كثير عند كثير من طلاب العلم خلل في التحصيل تجده يحلل مسائل دقيقة وعميقة في التدمرية أو في درء تعارض العقل والنقل لكن تسأله عن مسائل في الأصول الثلاثة ما يعرفها لماذا؟ لأنه ما وجد من يمسك بيده من أول الطريق ويربيه على طريقة أهل العلم هذه من أعظم الوسائل المعينة على التحصيل، المتخرج في كلية الشريعة أو في أصول الدين في كلية شريعة إذا تخرج وخرج إلى ميدان العمل وسئل عن مسائل خلاص صار شيخ متخرج من كلية شرعية يعني شيخ يا شيخ ما حكم كذا ما فيه لماذا؟ لأن هذه المسألة في باب لم يطرقه المدرس الذي يوجد في منهجه في كلية الشريعة مثلاً ضاق عليه الوقت أو انتقى أو ألف لهم مذكرات وضح بعض المسائل وترك بعض تُرك الأمر الاختياري لكن لو ماشي على متن من أوله إلى آخره لا بد أن يكون عنده خبر من هذه المسألة لو على طريق الإجمال لو كان هذا الطالب مع دراسته نصح بقراءة الكتب وجرد الكتب حفظ المتون وقراءة الشروح على الطريقة المعروفة عند أهل العلم بتدوين الفوائد افترض أنه قرأ مثلاً بعد أن أنهى المتون قرأ شرح النووي على مسلم أو قرأ شرح الكرماني على البخاري ثم بعد ذلك قرأ فتح الباري وقد فعل كثير من الطلاب فعلوا هذا لكن كثير منهم يشكوا يقول أنا قرأت فتح الباري من أوله إلى آخره قرأت تفسير ابن كثير سألت نفسي ماذا استفدت ما الفائدة التي حصلت عليها من قراءتي لتفسير ابن كثير أو فتح الباري؟ يراجع نفسه ما يجد شيء هل نقول إن هذا ما استفاد؟ استفاد، كيف؟ استفاد إذا بحث مسألة بعينها في مجلس تذكر أنها مرت عليه ولو لم يتذكرها ابتداء يتذكرها إذا سمع رأس المسألة طيب تذكرها تذكر على حسب حافظته إما أن يتذكرها بالتفصيل أو يتذكرها إجمالاً أو مع شيء من التشويش والغبش مباشرة يرجع إليها في الكتاب يعرف أنها في هذا الكتاب لكن الذي ما قرأ ولا وجه للقراءة كيف يستفيد؟ ما يستفيد وكم في أسواق المسلمين من الباعة من التجار من العباقرة الذين ما توجهوا لحفظ ولا لقراءة لكن ما الفائدة إذا سئل عن شيء لا يمكن أن يجيب لأنه ما قرأ ولا كتب فلا يعني أن الإنسان تميز بحافظة أو تميز بفهم أنه صار عالمًا وإذا تأملنا الدفعات من الخريجين وجدنا أن الأوائل في الغالب أنهم توظفوا في وظائف إدارية أو شبه إدارية أو شغلوا عن العلم ثم نسوا العلم لكن الذين دونهم عملوا في التدريس وواصلوا وراجعوا وعلموا الناس نفع الله بهم نفعًا عظيمًا واستمروا صاروا هم العلماء وإن وجد ممن يفوقهم في الحفظ والفهم لكنهم ما واصلوا هذا ما فيه حيلة العلم ما يأتي إلا أن يؤتى إليه العلم صعب ومتين لا بد من معاناته بعض الانشغال الانشغال ببعض الأمور بعض الناس ينشغل بالوعظ والتوجيه والإرشاد والخطابة ثم يبرز في هذا وينفع الله به نفعًا عظيمًا في هذا الباب لكنه يغفل عن معرفة الأحكام الحلال والحرام ودقائق العلم هذا لا شك أنه ينفع الله به نفعًا عظيمًا في بابه لكن إذا سئل ماذا يقول ما يستطيع أن يجيب نظرنا في أحوال من درس في الجامعات سواء درسونا أو درسوا معنا أو حتى في طلابنا نظرنا من كان نظره في الكتب الثقافية وأدرك عبارة وصار يتحدث ويتكلم ويخطب ويرتجل والثاني ما نظر في الكتب الثقافية إذا دخل هذا في قاعة التعليم والدرس تفسير والا حديث والا فقه والا عقيدة والثاني دخل هذا الذي نظر في الكتب الثقافية التحضير قبل الحضور شاق يحتاج إلى مصارعة في النفس يعني يسير على فلان أو يمشي ويروح فلان والا يستدعي فلان ويسولف هذا سهل في الليل لكن كونه يمسك الكتب ويحضر ويراجع صعب هذا الذي نظر في الكتب الثقافية تجده يدخل القاعة ويمشي الساعة يمشيها لكن يمشيها بإيش بأن ينظر في أصل الموضوع ويتحدث عنه على أساس أمور عامة لكن الذي لم ينظر في الكتب الثقافية إما أن يحضر في الليل والا يسكت ما فيه بديل فتجده يأطر نفسه على التحضير في الليل وهذا النوع في الغالب هم الذين برزوا في العلم ولا يعني أننا لا نعنى بالعبارة ولا نعنى بالكلام والحديث مع الناس وإفادة الناس لا لكن لا بد أن نجمع بين الأمرين لا نعتمد على ما اكتسبناه من عبارة ولذا يوصي أهل العلم مع قراءة التفسير والحديث والعقيدة والفقه وغيرها من العلوم يوصون بما يصحح العبارة ولذلك أُلفت كتب المقامات ليس من فراغ تؤلف كتب المقامات وهي مبنية على لا شيء حدث الحارث بن همام قال ما فيه حارث ولا همام ولا حَدّث ولا حُدّث لكن المقصود أن تقرأ هذه المقامة ليستفيد منها طالب العلم تصحيح العبارة نستفيد من هذه الكتب نستفيد من كتب التاريخ اعتبار نعتبر نستجم بها نستفيد من كتب الأدب كل هذا نستفيد منه المقصود أن طالب العلم هو مطالب أصالة بالوحيين وما يخدم الوحيين الشافعي رحمه الله يقول في بيتين:

أخي لن تنال العلم إلا بستة   .

 

سأنبيك عن تفصيلها ببيان  .

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة      .

 

وصحبة أستاذ وطول زمان .

ستة ذكاء لا بد منه لكن هل يعني أن غير الذكي لا يطلب العلم يطلب العلم والنتيجة بيد الله أدرك أو ما أدرك ليست له وحرص من يأتي العلم على التراخي لا بد من الحرص على التحصيل يشكو كثير من طلاب العلم في أثناء الطلب بالتراخي والعلم لا بد له من همة عالية ليدرك شيئًا منه لا بد أن يهتم ولا بد أن يحرص يتراخى نقول راجع النصوص التي تحث على طلب العلم اقرأ في سير أهل العلم وانظر في معاناتهم لشدائد العلم والتحصيل من أجل أن تنشط يعني الذي يفتر عن العبادة يقرأ في سير العباد في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام في سيرة خلفائه الراشدين في سيرة سادات الأمة ينشط للعبادة الذي يفتر في العلم ينظر في سير العلماء وكونهم يصبرون يعني يذكر أشياء أشبه ما تكون بالخيال يعني شخص ليس بالبعيد توفي قبل يعني من ثمان وستين سنة سنة ألف وثلاثمائة واثنين وستين رحمة الله عليه ومن شيوخ شيوخنا ليلة الزواج ليلة دخوله بزوجته دخل عليها الغرفة ثم تذكر آية قرأها في صلاة العشاء أو في الصلاة عمومًا المغرب أو العشاء ما أدري المقصود أنه تذكر هذه الآية فأشكل عليه شيء من معناها فنزل إلى المكتبة صار يطالع كتب التفسير من تفسير إلى تفسير إلى آخر متى انتبه بأذان الفجر أذان الفجر لما أذن الفجر انتبه أن الليلة زواجه والمرأة تنتظر لا بد من الحرص لا بد من الجد لا بد من الاجتهاد والعلم في بدايته شاق لكن في نهاية متعة ولذة لا تعادلها أي لذة كالعبادة كما يقول بعض السلف أنه جاهد عشرين سنة من أجل قيام الليل ثم تلذذ به عشرين سنة والعلم هكذا تجد طالب العلم أو ما يبدأ يقرأ يقرأ نصف ساعة باليوم ثم تزيد إلى ساعة ثم يزيد إلى ساعتين حتى وجد من يقرأ في اليوم والليلة أكثر من عشر ساعات متواصلة لا يقوم إلا لصلاة أو أكل أو شرب أو قضاء حاجة هذا ليس ببعيد الآن موجودين يا إخوان والتوفيق بيد الله يعني احنا ما نتكلم عن السلف يقول وين حنا وين السلف لا موجودين الآن التوفيق بيد الله يعني أناس مشغولين بوظائف وأسر وعندهم دروس يومية ويقصدون المساجد الذي يصلى فيها على الجنائز ويشيعون الجنائز ويحضرون الدفن ويزورون المستشفيات والمرضى ويختمون في كل أسبوع هذا صعب؟ هذا موجود الآن وإنه ليسير على من يسره الله عليه لكن المحروم من حرمه الله والذي يسوف سوف أفعل سوف أقوم ما يمكن فلا بد من الحرص ولا بد من التحمل كان الناس يكتبون على ضوء القمر يكتبون الكتب الكبيرة تفسير الطبري يكتب على ضوء القمر ثلاثين جزء أو فتح الباري أو تفسير القرطبي أو غيرها من التفاسير أو الشروح الكبار أمور ميسرة الآن تبي فتح الباري اضغط زر وطلعه لك الكمبيوتر مطبوع تبي أي كتاب أمره سهل اذهب إلى المكتبة تشتريه بثمن بخس كل شيء متيسر لكن مع هذا التيسير نحتاج إلى نبذل ما نقول والله تيسر هذا مثل الأكل والشرب يعني أمر ميسر ومبرد ومنظف لا هذا شيء ثاني شيء آخر العلم لا بد فيه من الحرص والبذل ذكاء وحرص واجتهاد لا بد أن يجد طالب العلم ويجتهد فمن جد وجد ومن تراخى حصد الحرمان لن يجد شيئًا هذا الذي تراخى في التحصيل هذا لن يجد شيئًا لكن بعض الناس تجده يجد مدة ثم ينقطع يأتي مشحون سمع محاضرة تحث على العلم فذهب إلى المكتبة قال خلاص أنا اليوم ما أنام حتى أحفظ مائة آية ومائة حديث وعنده حافظة تسعف اليوم حفظ غدًا خف الحماس اللي عنده الذي بعده الذي بعده ثم انقطع صار كالمنبت لكن العلم يؤخذ مع الجد بالتدريج يؤخذ شيئًا فشيئًا لأنك إذا أرهقت نفسك أرهقت حافظتك أرهقت ذاكرتك تكل وتمل وإذا أردت أن تحفظ فاختر الوقت المناسب واختر المكان المناسب الوقت المناسب قبل أذان الفجر إن كان الإنسان مقيد عن القيام قيام الليل فبعد صلاة الفجر مناسب جدًا مع صفاء الذهن وأخذ القسط الكافي من النوم وعدم إرهاق المعدة بالأكل تجد هذا يستوعب ويحفظ المكان المناسب البعيد عن الناس والحفظ يناسبه المكان الضيق لينحصر الذهن فيما يرى وفيما يقرأ بينما الفهم فهم المسائل الصعبة يحتاج إلى مكان فيه شيء من السعة وهذا شيء مجرب ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة بلغة يعني ما يبلغك من أمر الدنيا فيما يقوم به بدنك من أكل وشرب ولباس وسكن وما يعينك على تحصيل العلم من شراء كتب وآلات تحتاجها للتحصيل لا بد منها لا بد من البلغة شيخ الإسلام رحمة الله عليه يفتي بأخذ الزكاة لطالب العلم يشتري بها كتب بناء على أنها حاجة أصلية فإذا انقطع طالب العلم عن الكسب وانقطع للعلم اتصف بالفقر فساغ له أن يأخذ من الزكاة ولا بد من البلغة الآن يحتاج إلى وسيلة نقل تنقله من بيته إلى مكان الدرس إذا لم يجد كيف يحضر إلى الدرس؟ كثير من طلاب العلم يشكون مع أن الله جل وعلا وسع على الناس لكن هذا موجود في الوافدين انقطع عن الدرس لماذا؟ قال والله ما وجدت أحد يوصلني إلى مكان الدرس وبلغة لا بد من البلغة لا بد من من شيء يقوم به البدن خلافًا لما يدعيه بعض المتصوفة أن التوكل على الله جل وعلا ((ومن يتوكل على الله فهو حسبه)) الطلاق: ٣  لكن بذل السبب لا ينافي التوكل يعني ذكر أمثلة مثلاً الشاطبي في الموافقات ذكر مثال وأصله في الرسالة القشيرية ذكر مثال قال إن شخصًا من هذا النوع وقع في بئر ويزعم أنه يتوكل على الله ولا يبذل الأسباب فجاء بعده أناس وقالوا هذه البئر في طريق الناس يخشى أن يقع فيها أحد فلعلنا نسقفها وهو موجود يسمع كلامهم من باب التوكل على الله ما قال أنا موجود أخرجوني يقول هو متوكل على الله سقفوها عليه ما الذي حصل؟ مات فهذا الصنف الذي يزعم أن بذل الأسباب أو فعل الأسباب ينافي التوكل هذا الكلام خلل في العقل وقدح في الشرع والا اجلس في بيتك لا تتزوج وقل أتوكل على الله وسوف يأتي بالأولاد يمكن ما يمكن؟ بذل الأسباب لا بد منها كما أن الاعتماد على الأسباب نقص في الشرع خلل في الشرع طعن في الشرع فنحن بين طرفي نقيض منهم من يقول الأسباب لا قيمة لها ووجودها مثل عدمها وهذا معروف عند الأشاعرة ولذا يقولون هذا الآن الري يحصل بأي شيء بالشرب حنا نقول نعم يحصل بالشرب نشرب ونروى يقول لا الشرب سبب ولا قيمة له فالري يحصل عنده لا به يحصل عنده لا به بينما المعتزلة على النقيض يقولون السبب مؤثر بنفسه بذاته وهذا طعن الشرع نقول نعم السبب مؤثر لكن الله جل وعلا هو الذي جعل فيه التأثير فما نقول مثل ما يقول الأشعرية يجوز أن يرى الأعمى في الصين بقة الأندلس هذا كلامهم بالحرف يعني ما هو بإلزام والا شيء بالحرف يقولون هذا الكلام الأعمى في أقصى المشرق في الصين يجوز أن يرى البقة صغار البعوض بالأندلس في أقصى المغرب لماذا؟ لأن البصر سبب والسبب لا قيمة له نعم كونك تبصر إبصارات من خلال العين المبصر يحصل عنده لا به يعني لو تأمله الإنسان هذا يمكن أن يقوله عاقل؟ ما يمكن لكنهم بنوا على مقدمات التزموا بلوازمها فقالوها والا ما يمكن أن يقول عاقل إنه يجوز أن يرى الأعمى بالصين بقة الأندلس لكن عندهم مقدمات أسسوها وقعدوها ووضعوا عليها أصول مذهبهم وقواعد مذهبهم ثم التزموا ببقية لذلك تسمع من بعض المبتدعة شيء لا يمكن أن يصدر عن عاقل لماذا لأنه ابتدأ الطريق بمخالفة ببعد عن الكتاب والسنة فعوقب بمخالفة أعظم منها ثم عوقب بمخالفة أعظم ثم عوقب ثم عوقب حتى قال سبحان ربي الأسفل نسأل الله العافية وقال الآخر:

ألا بذكر الله تزداد الذنوب            وتنطمس البصائر والقلوب          

هذا يمكن أن يقوله مسلم في بداية الطريق ما يمكن أن يقوله لكنه خالف في البداية لم يتخذ الكتاب والسنة منهج يسير عليه اعتمد على قواعد فلسفية ومنطقية وبنى عليها علمه فعوقب بمثل هذه الأمور نقول لا بد من بذل الأسباب لتحصيل العلم ولا يمكن أن يأتي العلم هكذا بعض المخرفين من المتصوفة يقول إنه نام في مكتبة فلما أصبح وجده وجد نفسه قد حفظ جميع الكتب التي في المكتبة ما يحتاج بذل أسباب حفظ جميع الكتب هذا من تلبيس الشيطان هذا من تخريف الشيطان وشيخ الإسلام رحمه الله في كتابه الفرقان ذكر بعض هذه الأشياء وفي طبقات الأولياء كما يزعمون وكما يدعون أشياء كثيرة من هذا النوع نسأل الله السلامة والعافية والموفق من وفقه الله جل وعلا لسلوك الصراط المستقيم وثبته عليه ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ لا تكتفي بالكتب لا تكتفي بالآلات لا تقل عندي أشرطة وعندي متون أسمع الأشرطة وأفرغ على المتون لا يكفي لا تقل عندي أنترنت أسمع الدروس من خلال المواقع إلا إذا كنت لا تستطيع الحضور إذا كنت لا تستطيع الحضور فهذه وسيلة من وسائل التحصيل لكن صحبة الأستاذ هو الأصل لأن العلم يؤخذ من كلام الشيخ ومن حال الشيخ ومن سمت الشيخ ومن هدي الشيخ كم ذكر في تراجم أهل العلم من يقول إنه حضر عند فلان فاستفاد من بكائه أكثر من فائدته من علمه الإنسان يحضر إلى هذا الشيخ الذي اشتهر صلاحه بين الناس واشتهر علمه وعبادته يستفيد فوائد عظيمة وإن لم يسمع كثيرًا لم يسمع توسع في العلم وتشقيق في المسائل ونظر في دقائق العلم لكن يستفيد وصحبة أستاذ ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة وصحبة أستاذ وطول زمان وطول زمان طول زمان بعض الناس يأتي ليأخذ العلم في مدة يسيرة يأتي ليحصل العلم في سنة أو في أشهر قال هي مسألة كتب صغيرة هذه نقرؤها ونمشي نقول لا بد أن توطن نفسك على طول الزمان لأنك مهما أدركت من العلوم لا بد أن تستزيد والرسول عليه الصلاة والسلام قال الله جل وعلا ((وقل ربي زدني علماً)) طه: ١١٤  علم يعني علوم الناس كلهم لو اجتمعت ما نسبتها لعلم الله جل وعلا كما في حديث موسى والخضر إلا كما نقر هذا الطير من البحر فكيف بعلم فرد ما علمي وعلمك إلا كما أخذ هذا الطائر من هذا البحر فأنت تحتاج إلى مزيد من العلم فمهما بلغت من العلم لن تخرج عن قول الله جل وعلا: ((ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)) الإسراء: ٨٥  فأنت بحاجة إلى المزيد وتجد الناس يتفاوتون تفاوت كبير وبينهم بون شاسع في العلوم فأنت بحاجة إلى.. لا تقول والله حفظت المتون وقرأت في الشروح خلاص انتهيت صرت عالم تحتاج إلى طول زمان وتحتاج إلى أن تموت وأنت تطلب العلم وأنت تقرأ في الكتب وأنت تسأل العلماء وأنت تحضر الدروس وش المانع ليس بعيب أن يحضر عالم كبير عند آخر يعني رأيت أنا الشيخ ابن جبرين حضر عند عند طلابه حضر عند بعض طلابه الشيخ ابن جبرين شفاه الله وعافاه يعني رأيته بعيني يعني كونه يحضر عند أقرانه مثل الشيخ ابن عثيمين هذا ما هو بغريب لكن كونه يحضر عند بعض طلابه هذا هذا درس في التربية لجميع طبقات المتعلمين إذا صدر هذا من الشيخ ما يقول والله أنا كبير وحصلت وأستاذ وما أدري إيش لا لا ما زلت ((وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً)) الإسراء: ٨٥  ما زلت بحاجة والإنسان إذا وصل إلى حد أن يقول إني صرت عالم هذا لا شك أنه حرم من العلم.

مسألة الاستعجال في التحصيل هذه موجودة عند كثير من الطلاب فتجده إذا حضر عند الشيخ يوم أو يومين وإن كان من كبار أهل العلم أو ثلاثة أو شهر أو ستة أشهر مثلاً حاسب نفسه وراجع نفسه قال ما استفدنا شيء وترك العلم لا يدرك في هذه المدة لا بد من طول الزمان ويعاني كثير من المشايخ والمعلمين من استعجال بعض الطلاب تجد الشيخ يشرح كتاب ويبسط المسائل ويستطرد فيما يفيد الطلاب ثم ينبغ له بعض الطلاب الذين يقولون نريد إكمال الكتاب نريد إكمال الكتاب يعني بدلاً من الكتاب يحتاج إلى عشر سنوات يقولون نريده بسنة هذا الاستعجال يحرم الطلاب من العلم ولا شك أنه يوجد من المشايخ من يعينهم على تحقيق الطلب فتجده ينجز الكتاب في سنة أو أقل من سنة اذهب إلى ذلك الشيخ واحضر عنده وينتهي الكتاب في سنة ويأتي غيرك ممن يريد الإفاضة في الشرح والاستطراد والفوائد الزائدة عما يخدم الكتاب يأتي إلى هذا الشيخ فكثير من الطلاب الباعث هو الاستعجال فيسأل الشيخ كم يتوقع أن ينتهي الكتاب؟ العلم بيد الله جل وعلا لكن أتوقع أن ينتهي بعشر سنوات قال لا والله الشيخ الفلاني أنهاه بسنة أو بسنتين اذهب إلى الشيخ الفلاني واحضر عنده سنة أو سنتين وحاسب نفسك فيما بعد وش استفدت؟ كل شيء له ضريبة يعني طول الوقت طول الزمان فيه العلم وفيه التفصيل وفيه الإيضاح والتأصيل والتأسيس لكن اختصار الوقت وقصر الوقت فيه الإنجاز فأيهما أهم الإنجاز مع الاختصار أو التطويل مع كثرة الإفادة؟ يقول من يضمن أن نعيش إلى أن ينتهي الكتاب حتى لو ذهبت إلى شخص ينجز الكتاب في أسبوع من يضمن لك أن تعيش إلى أن ينتهي الكتاب الأمر الثاني أن النهاية ليست غاية إنهاء الكتب ليس هو الغاية الكلام في تحصل العلم نعم الطلاب يتفاوتون الطلاب يتفاوتون لا يعاملون معاملة واحدة فإذا نظر الشيخ أو المعلم إلى الطلاب الذين بين يديه وأنهم لا يحتملون هذه الاستطرادات وأن بعض العلم والتطويح بهم يمينًا وشمالاً يشوش عليهم يختصر ويعطيهم على قدرهم وإذا رأى أنهم بحاجة إلى مزيد من البسط لأن الذي بين يديه علماء كبار يحتاجون إلى ما جاؤوا إلى لفائدة زائدة عما عندهم فمثل هذا يبسط لهم العلم ويحرص على إفادتهم ويوجد هذا النوع ويوجد هذا النوع قد يوجد في بدايات الدروس جميع الأنواع ثم تجد بعض الأنواع تتخلف يعني يفتح الدرس وفيه ألف طالب ثم بعد ذلك بعد شهر ما يصفي إلى مائة هؤلاء الطلاب الذين انصرفوا رأوا أنهم لا يستوعبون كل ما يقال ورأوا أن مجرد حضورهم ضياع وقت يذهبون إلى من يناسبهم وأقول قد يوجد من كبار أهل العلم من لا يناسب جميع طبقات المتعلمين ما يصلح إلا للكبار وبعض العلماء يصلح للمتوسطين وبعضهم يصلح للمبتدئين وهذه من نعم الله جل وعلا أن كل طالب علم يجد من يناسبه وصحبة أستاذ وطول زمان هذا الاستعجال في أخذ العلم بدون نتيجة أعرابي جاء بابنه إلى مقرئ في أواخر شهر شعبان وقال خذ الولد أنا معي إبل أو غنم أبيعها في السوق ثم أرجع لآخذه ليصلي بنا القرآن في رمضان احرص أن يكون حفظ ما يقرأ ولا يكتب الولد صغير يبي يبيع الغنم أو الإبل بساعة أو ساعتين يجي إلى المعلم ويجد الولد انتهى من حفظ القرآن هذا ماذا يدرك، السرعة ما تؤدي نتيجة الرفق والتؤدة وطول النفس والصبر أحيانًا الإنسان يصبر على جفاء شيخ شيخ تجده مثلاً عنده حدة في الطبع إذا لم تصبر عليه ما استفدت إذا لم تصبر على هذا الشيخ ما استفدت منه والذي عنده كما يقولون عزة في النفس ما يصبر على الذل وهذا الشيخ يعني يمكن أن يتناول هذا الطلاب بكلمة غير مناسبة أو قد يتناوله بيده أو يتهجم عليه أو يخجله بين زملائه إن ما صبر عليه يرجع خلاص لكن بعلم والا بدون علم بدون علم لا بد من الصبر على شدائد التحصيل ومنها جفاء المعلم يصبر على جفاء الشيخ إذا وجد لكن الموفق من يوفق بشيخ يحبب العلم إلى قلبه يكون حسن الخلق وعنده طريقة وأسلوب للتعليم هذا لا شك أن هذا توفيق لكن قد مثل هذا يتوفر في جميع المعلمين؟ ما يتوفر ولو اقتصرنا على هذا النوع يمكن ما نجد ولا عشرة بالمائة مما يكفي فإذا وجد هذا العلم الذي لا يوجد إلا عند هذا الشخص فلنصبر عليه مهما وصلنا منه النسائي رحمة الله عليه الإمام المشهور صاحب السنن المحدث الكبير جاء إلى الحارث بن مسكين ليأخذ عنه العلم الإمام النسائي رحمة الله عليه كان يهتم بمظهره وملبسه رآه الحارث بن مسكين وهو من كبار أهل الحديث ومن ثقاتهم لكنه رجل محتاج وعنده أسرة كبيرة فيأخذ على المتعلمين أجرة فتوقع أن هذا الداخل أمير ما اهتم بهندامه وشخصيته يبي يكثر له الأجرة كأن النسائي رحمه الله من النوع الذي لا يجيز أخذ الأجرة على التحديث فما أعطاه شيء طرده الحارث بن مسكين من الدرس طرده ماذا صنع النسائي؟ رحمة الله عليه صار يختفي خلف سارية ويسمع الحديث يسمع الحديث وروى عن الحارث بن مسكين أحاديث قائلاً فيها الحارث بن مسكين فيما قرئ عليه وأنا أسمع ما يقول حدثنا الحارث بن مسكين ولا أخبرنا الحارث بن مسكين لماذا؟ لأن الحارث بن مسكين ما قصده بالتحديث ولا بالإخبار فمن ورعه حذف الصيغة ما يقول أخبرنا ولا حدثنا ولكون الحارث بن مسكين إمام لا يفرط في حديثه روى عنه فروى عنه بدون صيغة يقول الحارث بن مسكين فيما قرئ عليه وأنا أسمع لو واحد منا يطرد وش تكون ردة الفعل عنده؟ يبطل بلاش من العلم واحد من طلاب العلم حافظ للقرآن وحافظ بعض المتون ذهب إلى واحد من كبار أهل العلم يسأله سؤال ما هو بيطلب عليه العلم هذا العالم الكبير ماد رجله وجالس فسلم عليه وهو جالس وما احتفى به فسئل لما رجع قيل له ما رأيك؟ قال قصوا رجلي إن ذهبت إليه ثانية وأنا أقول له استمر في جهلك بعد إن ما ذهبت إلى هذا العالم استمر في جهلك تحمل الجهل فلا بد أن تصبر على جفاء من عنده هذه الصفة من أهل العلم الذي لا يصبر لا يدرك فلا بد من الصبر على جفاء الشيوخ ولا بد من طول النفس والتدرج في أخذ العلم وهذه المحاضرة ينفع فيها بعض ما قيل في محاضرة الأمس يعني فيها شيء من التداخل من ذلك أن يلهج الإنسان بالدعاء بدعاء الله جل وعلا أن يجعله من العلماء الربانيين الهادين المهديين الذي يعبد الله على بصيرة ويدعو إلى الله على بصيرة يتعلم ويعمل ويعلم لينال خير الدنيا والآخرة فيكون لهجا بدعاء الله جل وعلا أيضًا عليه أن يعمل بما علم وهذا مما قيل في الأمس وعليه أيضا أن يتقي الله جل وعلا فيما يأتي وفيما يذر ((اتقوا الله ويعلمكم الله)) البقرة: ٢٨٢  استعمل الوسائل المعينة على التحصيل بعضهم يقول أن اللبان يعين على الحفظ استعمله الشافعي رحمه الله يقول فيه شيء من الفائدة وبعضهم كما جاء في الحديث بالنسبة «لماء زمزم لما شرب له» وهذا وجد عند كثير من أهل العلم شربوا ماء زمزم لقوة الحفظ شربوا ماء زمزم لقوة في الفهم شرب بعضهم ماء زمزم لحفظ الكتاب الفلاني شرب بعضهم ماء زمزم ليكون مثل العالم الفلاني فلا بد من بذل الأسباب الحسية والمعنوية ونكتفي بهذا وننظر في الأسئلة.

 

والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.