شرح العقيدة الطحاوية (04)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذا يسأل هل الأفضل لطالب العلم إذا كان لا يملّ أن يقتصر على فنين أو ثلاثة إذا كان يقرأ ساعات طويلة أو ينوع أكثر من ذلك؟
لا شك أنه إذا اقتصر على فنين أو ثلاثة وكان من النوع الذي ذكر لا يملّ فإنه أحصر لذهنه من جهة وأسرع في استيفاء العلوم الثلاثة مما لو كان يتنقل بين ستة أو سبعة، إذا كان لا يمل أما إذا كان ملولاً فلا مانع أن يضع جدولا في كل يوم يقرأ في خمسة فنون ستة فنون، وعلى كل حال هو على خير سواء فعل هذا أو ذاك لكن عليه أن يحرص وعليه أن يحضر ذهنه ويحفظ ما ينبغي حفظه من المتون ويفهم الشروح.
هذا يقول: رجل جعل على نفسه صدقة إن فعل أمرًا ما فلم ينقطع عن هذا الأمر فجعل على نفسه صيامًا إن فعل هذا الأمر فلم ينقطع أيضًا حتى أصبح عليه صيام أيام كثيرة فانخلع من هذا النذر الذي جعله عليه فهل عليه شيء؟
مادام يستطيع أن يفي فيجب عليه أن يفي لأنه نذر طاعة «من نذر أن يطيع الله فليطعه» أما إذا كان لا يستطيع هذا حكمه آخر ومادام مستطيعًا فعليه أن يفي، وهذا له نظير فيمن تقدم رجل جعل على نفسه درهما إن اغتاب شخصًا فهانت عليه الغيبة، فجعل على نفسه صيام يوم إن اغتاب شخصًا فانقطع عن الغيبة؛ لأن الصيام ثقيل ليس مثل التصدق بدرهم لاسيما عند الواجد.
وهل له أن يتصدق عن هذه الأيام التي..؟
لا يتصدق إلا إذا عجز عنها.
هل من قال أن من لم يعمل خيرًا قط يدخل الجنة مرجئ؟
إذا تمكن من العمل فلم يعمل خيرًا قط هذا مذهب من لا يدخل العمل في مسمى الإيمان وهم المرجئة أما أهل السنة قاطبة فالإيمان عندهم اعتقاد وقول وعمل.
سم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، قال المؤلف رحمه الله تعالى:
وكثير من أهل النظر يزعمون أن دليل التمانع هو معنى قوله تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء:22] لاعتقادهم أن توحيد الربوبية الذي قرره هو توحيد..
قرروه.
لاعتقادهم أن توحيد الربوبية الذي قرروه هو توحيد الإلهية الذي بينه القرآن ودعت إليه الرسل عليهم السلام وليس الأمر كذلك بل التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الإلهية المتضمن توحيد الربوبية وهو عبادة الله وحده لا شريك له فإن المشركين من العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وأن وأن خالق السموات والأرض واحد كما أخبر تعالى عنهم بقوله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزمر:38] وقوله: {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُون}[المؤمنون:84-85] ومثل هذا كثير في القرآن.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، دليل التمانع الذي يستدل به المتكلمون على توحيد الربوبية وأنه لو افترض أن هناك ربين أحدها يأمر بتحريك جسم والآخر يأمر بتسكينه، والمفترض أنهما متماثلان أحدهما يأمر بتحريكه والثاني يأمر بتسكينه أو أحدهما يأمر بحياته والثاني يأمر بموته، فإما أن يتحقق لهما ما أرادا وهذا هو اللائق بكونهما ربين وهذا ممتنع لأن فيه جمعًا بين النقيضين الحركة والسكون هذا ممتنع، أو لا يتحقق مراد واحد منهما وهذا ممتنع أيضًا لأنه لا بد للحي إما أن يكون متحركًا أو ساكنًا ولا بد أن يكون حيًا أو ميتًا لأنه رفع للنقيضين وهذا أيضًا ممتنع أو يتحقق مراد أحدهما دون الآخر فالذي يتحقق مراده هو اللائق بالوصف وهو الرب والثاني مغلوب ولا يصلح أن يكون ربًا، بهذا استدل أهل الكلام على الربوبية ونزّلوا عليه قول الله جل وعلا: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا}[الأنبياء:22] لأنه إذا تُصور أن هناك أكثر من إله وهذا أمر بعبوديته والثاني أمر بعبوديته في وقت واحد ما تمكن المأمور من أن يطيع هذا وهذا في آن واحد {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ}[الزمر:29] هؤلاء المتشاكسون الذي يأمر هذا في الوقت والثاني يأمره بنفس الوقت لا يمكن أن يتحقق وهذا مثل لمن يعبد أكثر من إله ضربه الله جل وعلا ليبين أن التوحيد هو الأصل وهو الممكن بالنسبة لمن أراد أن يعبد إله واحدًا، لاعتقادهم أن توحيد الربوبية الذي قرروه هو توحيد الإلهية الذي جاءت به النصوص ونزلت من أجل تقريره الرسل وأنزلت من أجله الكتب وقاتل الرسل أممهم من أجله يقولون هو توحيد الربوبية، لو كان المطلوب توحيد الربوبية ما حصل نزاع بين الرسل وأممهم ولا قتال؛ لأن الأمم مقرة بتوحيد الربوبية ودعت إليهم الرسل- عليهم السلام- وليس الأمر كذلك بل التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الإلهية المتضمن لتوحيد الربوبية، توحيد الألوهية وهو إفراد الرب بالعبادة متضمن لتوحيد الربوبية إذا أفردت الرب بالعبادة فمعناه أنك لا بد أن توحده لأنك إذا أشركت به معناه أنك ما أفردته بالعبادة ولن تفرده بالعبادة وله نظير مثله شريك، بل توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية ومن لازم توحيد الربوبية توحيد الألوهية وهو عبادة الله وحده لا شريك له، فإن المشركين من العرب كانوا يقرون بتوحيد الربوبية وأن خالق السموات والأرض واحد كما أخبر تعالى عنهم، هم لا يشركون في الخلق ولا في الرَّزق ولا في شيء من خصائص الربوبية بل يعترفون به ربًا وأنه خالق ورازق ولا شريك له في ذلك {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}[الزمر:38] متى يشركون؟ إذا قيل لهم قولوا لا إله إلا الله إذا قيل لهم اعبدوا إلهًا واحدًا {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا}[ص:5] ينكرون هذا ويعرفون المراد من لا إله إلا الله ولذلك نفروا واستنكروا أن يطلب منهم هذا الأمر لأنهم مشركون في الألوهية ومع الأسف أن فئاما من المسلمين في العصور المتأخرة أبو جهل وأبو لهب أعرف منهم بلا إله إلا الله لأنهم نفروا لما قيل لهم قولوا لا إله إلا الله؛ لأنهم يعلمون معنى لا إله إلا الله ويعرفونه، وتجد الواحد من الشعوب المسلمة بل الألوف المؤلفة يطوف على القبر ويقول لا إله إلا الله، يكرر لا إله إلا الله ليل نهار وهذه قصة يعني مسألة الطواف على القبور مع قول لا إله إلا الله يدركها كثير من أهل الآفاق؛ لأنهم رأوهم يقولون لا إله إلا الله لأنهم سمعوها من الصغر ولا يعرفون معناها ولا يعرفون مقتضاها ولا ما يناقضها عاشوا في جاهلية، لكن أين هذا ممن يقول وهو يطوف بالبيت، ذاك يطوف بقبر ويقول لا إله إلا الله، وهذا يطوف بالبيت ويقول يا أبا عبد الله جئنا بيتك وقصدنا حرمك نرجو مغفرتك نسأل الله العافية، والثاني في البلدان النائية التي دخلها الإسلام ثم دخلتها الشيوعية ومحت أثر الإسلام من قلوب الناس فلم يبق إلا الشهادة يقول لا إله إلا الله كبير سن في الثمانين أو أكثر من عمره ولحيته تملأ صدره ويكرر لا إله إلا الله ويبيع سمكا وبين يديه مصحف جوامعي كبير من الحجم الكبير إذا باع سمكه قطع ورقة ولفها وأعطاه إياه هل وراء هذا الجهل شيء؟! هذا يعرف معنى لا إله إلا الله؟! يعرف معنى لا إله إلا الله؟! ما يعرف ما معنى لا إله إلا الله
والله المستعان {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُون}[المؤمنون:84-85] مثل هذا كثير في القرآن في تقرير توحيد الربوبية، وأن المشركين من سائر الأمم والطوائف يعترفون بأن خالق الخلق واحد وأنه لا شريك له لكنهم يعبدون معه غيره ويقولون لو شاء الله ما عبدناهم، ويقولون أيضًا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى فهم يعتقدون أن الله أعظم من آلهتهم يريدونهم زلفى فيجعلون بينهم وبين الله وسائط نسأل الله العافية.
أحسن الله إليك.
ولم يكونوا يعتقدون في الأصنام أنها مشاركة لله في خلْق العالَم بل كان حالهم فيها كحال أمثالهم من مشركي الأمم من الهند والترك والبربر وغيرهم تارة يعتقدون أن هذه تماثيل قوم صالحين من الأنبياء والصالحين ويتخذونهم شفعاء ويتوسلون بهم إلى الله وهذا كان أصل وهذا كان أصلُ شرك العرب.
لا، أصلَ.
أحسن الله إليك.
وهذا كان أصلَ شرك العرب.
اسم كان ضمير يعود على هذا.
أحسن الله إليك.
قال تعالى حكاية عن قوم نوح {وَقَالُوا لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدًّا وَلاَ سُوَاعًا وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}[نوح:23] وقد ثبت في صحيح البخاري وكتب التفسير وقصص الأنبياء وغيرها عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من السلف أن هذه أسماء قوم صالحين في قوم نوح فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم وأن هذه الأصنام بعينها صارت إلى قبائل العرب ذكرها ابن عباس رضي الله عنهما قبيلة قبيلة وقد ثبت في.
بعدأن طال عليهم الأمد جاءهم الشيطان هم صوروهم ليتذكروهم للذكرى ومع الأسف أن التصوير بهذه الحجة للذكرى موجود عند الناس اليوم، طيب لماذا تصور؟ قال والله للذكرى بنفس الحجة ثم بعد ذلك طال الأمد وجاءهم الشيطان قال ما صوروهم إلا ليستسقوا بهم ويستشفعوا بهم ويطلبوا منهم المدد والحوائج فعبدوهم.
وقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي الهيَّاج الأسَدي قال قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ألا أبعثك على ما بعثني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أمرني ألا أدع قبرًا مشرفًا إلا سويته ولا تمثالاً إلا طمسته وفي الصحيحين.
قبرًا مشرفًا يعني مرتفعًا أكثر من شبر يعني يكون بيّنا وواضحا أنه قبر وما زاد على ذلك يزال، ولا تمثالاً إلا طمسته المراد بالتمثال التصوير ولا يلزم أن يكون له ظل على ما قالوا من مفهوم التمثال لأن الطمس إنما يكون للصورة ولو لم يكن لها ظل.
طالب: ............
التصوير أعم من أن تكون أصناما أو غير أصنام.
طالب: ............
وين؟
طالب: ............
مرسومة نعم، تمثال يعني لأن الطمس لا يناسب كونه مجسَّما.
طالب: إلا كسرته.
إلا كسرته.
طالب: عندنا في مصر القبور غرف هل للمسلم أن يوصي ألا.. في مثل هذا...
نعم لا بد إذا كان يعرف أنه سيدفن في مثل هذا تجب عليه الوصية.
وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في مرض موته: «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما فعلوا قالت عائشة رضي الله عنها ولولا ذلك لأبرز قبره ولكن كره أن يتخذ مسجدًا.
يقول «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» اليهود لهم أنبياء وأنبياؤهم ماتوا ودفنوا في قبور لكن الإشكال في النصارى ليس لهم إلا نبي واحد ولم يقبر فكيف يقول «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» في بعض الروايات «اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم» فقال بعض الشراح إن الأنبياء لليهود والصالحين للنصارى، ومنهم من يقول أن أنبياء اليهود أنبياء للنصارى للاتفاق الكبير بين الملتين، ولولا ذلك لأُبرز قبره النبي -عليه الصلاة والسلام- دُفن في بيته في بيت عائشة وليس في هذا مستند لمن يقول بالبناية على القبور؛ لأن البناية تكون بعد الدفن بعد القبر، النبي -عليه الصلاة والسلام- دفن في قبره ولا أبرز خشية أن يتخذ عيدًا أو أن يتخذًا مسجدًا ودعا النبي -عليه الصلاة والسلام- قال «اللهم لا تجعل قبري عيدًا اللهم لا تجعل قبري عيدًا» وفي حديث آخر «اللهم لا تعجل قبري وثنًا يعبد» وابن القيم يقول:
ولقد أجاب الله دعاءه |
|
فأحاطه بثلاثة الجدران. |
ولا يمكن أن يتجه إليه ويعبد هذا كلام ابن القيم لكن رأينا من يستدبر القبلة ويتجه إلى القبر ويسجد لكن ما يمكن أن يقال إن هذا اتخذ عيدا أو اتخذ وثنا؛ لأنه نوادر وقلة.
طالب: ............
قد يتضمن هذا تزكية للنفس لكن بدون كلام وبدون شيء إذا خشي من ذلك بذل الأسباب وأوصى غيره وحرص على ألا يجعل، وإذا فعل ذلك برئت ذمته.
وفي الصحيحين أنه ذُكر له في مرض موته كنيسة بأرض الحبشة وذكر له من حسنها وتصاوير فيها فقال «إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك التصاوير أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة» وفي صحيح.
أولئكَ والا أولئكِ؟ لأن الخطاب لأنثى.
بالكسر.
إما أن يقال أن المراد أولئكَ الأقوام أو يكون الخطاب لعائشة أو أم سلمة على اختلاف الروايات فيكون خطاب الأنثى مكسور.
أحسن الله إليك.
وفي صحيح مسلم عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال قبل أن يموت بخمس «إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك» ومن أسباب الشرك عبادة الكواكب واتخاذ الأصنام بحسب ما يُظن أنه مناسب للكواكب من طباعها وشرك قوم إبراهيم عليه السلام كان فيما يقال من هذا الباب وكذلك الشرك بالملائكة والجن واتخاذ الأصنام لهم وهؤلاء كانوا مقرين بالصانع وأنه ليس للعالم صانعان ولكن اتخذوا هذه الوسائط شفعاء كما أخبر عنهم تعالى بقوله:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}[الزمر:3] وقال تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون}[يونس:18].
يعني أتخبرونه بشيء يخفى عليه؟! أتخبرون الله بشيء يخفى عليه؟! نسأل الله العافية! لا تخفى عليه خافية يعلم السر وأخفى، أخفى من السر يعلمه ويعلم ما لم يكن- جل وعلا- ما لم يكن لو كان كيف يكون؛ لأنه أخبر عن أهل النار أنهم لو ردوا- وهذا مستحيل- لعادوا وهذا شيء لم يكن ولن يكون ويعلم كيفيته لو كان، بهذا يرد {أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ}[يونس:18] يرد على من يجهر بنيته إذا وقف بين يدي الله في الصلاة قال أصلي لله صلاة الظهر أربع ركعات تماما من غير قصر حضر ومن غير سفر هذا يخبر الله بما لا يعلم؟! الله عالم بنيتك وأن مجرد وقوفك بين يديه هذه النية المطلوبة شرعًا.
طالب: ............
هو مدفون في القبر أو في الغرفة في الحجرة؟
طالب: ............
ما أدخل القبر أدخلت الغرفة فرق بين أن يقبر في المسجد ثم يقام عليه بناء لا شك أن مثل هذا يجب نبشه ولا يجوز بحال لكن هو مسجد مستقل وبيت مستقل اجتهد الوليد بن عبد الملك وأدخله وأنكر عليه من أنكر من التابعين الموجودين ووافقه من سكت، وبعضهم سكت درءًا للمفسدة في الخلاف، وعلى كل حال هو اجتهاد غير مصيب ولو لم يكن فيه إلا الذريعة لوجود قبور في المساجد ويقولون أن هذا مسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- وهذا كذا يظنون أن المسجد قبل القبر وأدخل فيه، هو ما أدخل فيه، المسجد في جهة والقبر في الحجرة، ليس في المسجد، نعم الخطأ في إدخال المسجد، في إدخال القبر بالمسجد ويبقى أنه ليس من المسجد مهما كان، الحُجر ليست من المسجد حتى في الحال الراهنة ليست من المسجد وإن شملها سوره كما أن المسعى ليس من المسجد الحرام.
وكذلك كان حال الأمم السالفة المشركين الذين كذبوا الرسل كما حكى الله تعالى كما حكى الله تعالى في قصة صالح عليه السلام عن التسعة رهط الذين تقاسموا بالله أي تحالفوا بالله لنبيتنه وأهله فهؤلاء المفسدون المشركون تحالفوا بالله على قتل نبيهم وأهله وهذا يبين أنهم كانوا مؤمنين بالله إيمان المشركين فعُلم.
ولولا اعترافهم بهذا التوحيد توحيد الربوبية ما تقاسموا بالله، تقاسموا بما يعتقدونه من خالقهم ورازقهم لكنهم تقاسموا بالله لاعتقادهم أنه هو الخالق، توحيد الربوبية آمن به فرعون وأقسم بعزة الله لكنه عنده الكفر المؤبد الذي حكم الله به عليه، وأما معرفته بالله فهو يعرف ولذا غلاة الجهمية الذي يقولون التوحيد المعرفة الإيمان المعرفة والا التوحيد شيء ثاني، الذين يقولون الإيمان المعرفة يقولون فرعون مؤمن لأنه أقسم بعزة الله فهو يعرف الله وتكفي هذه المعرفة في تحقيق الإيمان ولكن هذا القول باطل بل هو رأس الكفر- نسأل الله العافية-.
فعُلم أن التوحيد المطلوب هو توحيد الإلهية الذي يتضمن توحيد الربوبية قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}[الروم:30] إلى قوله: {إِذَا هُمْ يَقْنَطُون}[الروم:36] وقال تعالى: {أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}[إبراهيم:10] وقال -صلى الله عليه وسلم- «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» ولا يقال إن معناه يولد ساذجًا لا يعرف توحيدًا ولا شركًا كما قاله بعضهم لما تلونا ولقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربه عز وجل: «خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين» الحديث وفي الحديث المتقدم ما يدل على ذلك حيث قال: «يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» ولم يقل ويسلمانه وفي رواية: «يولد على الملة» وفي أخرى: «على هذه الملة» وهذا الذي أخبر به -صلى الله عليه وسلم- هو الذي تشهد الأدلة العقلية بصدقه منها أن يقال لا ريب أن..
«كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» لو كان قبل بعثة محمد -عليه الصلاة والسلام- في زمن موسى مثلاً هل يتناوله هذا الحديث فيذم أبواه على تهويده لأنه جعل «يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» في مقابل الفطرة التي فطر الناس عليها، في مقابل هذه الفطرة، وما بقي مما يدخل في الفطرة إلا الإسلام، والإسلام هو الدين المرضي عند الله جل وعلا عند جميع الأمم وفي في شريعة محمد {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}[آل عمران:19] حصر بتعريف الجزئين وهو مؤكَّد بإنّ فلا دين عنده {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ}[آل عمران:85] فهل إذا هوّده أبوه وهو في شريعة موسى يكون على خلاف الفطرة أو إذا نصره وهو من أتباع عيسى قبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- هل هو على خلاف الفطرة؟ المطلوب منه الإسلام سواء كان يهوديًا أو نصرانيًا أو بعد بعثة محمد -عليه الصلاة والسلام- فالدين عند الله الإسلام وأما كونهم يهودا لأنهم هادوا ورجعوا إلى الله أو لأنهم كانوا يتهودون في عباداتهم يعني يتحركون، يعني تأمَّل في الحديث هل الحديث خاص بهذه الأمة؟ كل مولود يولد على الطفرة كل مولود شامل لجميع من ولد لآدم إلى يوم القيامة من لدنه عليه السلام إلى يوم القيامة طيب «فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» هل يمكن أن يقال إن هذا بعد نسخ اليهودية والنصرانية أو أن المطلوب من الإسلام من الجميع ومعنى يهودانه يحرفانه عن الإسلام ينصرانه يحرفانه عنه وعن الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
طالب: ............
نعم هذا الأصل لذلك المطلوب من الأمم كلها الإسلام {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}[آل عمران:19] لأنه يرد هذا الإشكال من بين عموم قوله «كل مولود يولد على الفطرة» هل هذا خاص بهذه الأمة ليس بخاص بهذه الأمة إذًا كيف يقال «يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» واليهودية والنصرانية كانت مقبولة قبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- إذا سلمت من التحريف والشرك بالله جل وعلا المطلوب من الجميع الإسلام، والوصف بكونهم يهودا أو نصارى لا يعني أن هذا دينهم، المطلوب منهم الإسلام.
وهذا الذي أخبر به -صلى الله عليه وسلم- هو الذي تشهد الأدلة العقلية بصدقه منها أن يقال لا ريب أن الإنسان قد يحصل له من الاعتقادات والإرادات ما يكون حقًا وتارة ما يكون باطلاً وهو حساس متحرك بالإرادة فلا بد له من أحدهما ولا بد له من مرجح لأحدهما ونعلم أنه إذا عُرض على كل أحد أن يصدق وينتفع وأن يكذب ويتضرر مال بفطرته إلى أن يصدق وينتفع وحينئذٍ فالاعتراف..
لأنه يفرق بين النفع والضر يفرق بين ما ينفعه ويضره بعقله وبفطرته، والبهائم ولها قوى مدركة ليس لها عقول لها قوى مدركة تفرِّق بين ما ينفعها وما يضرها الطعام مرغوب فيه؛ لأنه ينفع والذئب والوحوش والسباع مهروب منها لأنها تضر ولا يجوز، أن تُذبح البهيمة وأختها تنظر لأنها تتألم ليس لها عقول، لكن لها قوى مدركة كما يقول أهل العلم تُدرك بها ما ينفعها وما يضرها فكيف بابن آدم الذي ركِّب فيه العقل وتميز به عن سائر المخلوقات.
وحينئذٍ فالاعتراف بوجود الصانع والإيمان به هو الحق أو نقيضه والثاني فاسد قطعًا فتعيّن الأول.
لأنه هو النافع.
فوجب أن يكون في الفطرة ما يقتضي معرفة الصانع والإيمان به وبعد ذلك إما أن تكون محبته أنفع للعبد أو لا والثاني فاسد قطعًا فوجب أن يكون في فطرته محبة ما ينفعه.
نعم، الثاني فاسد قطعًا إما أن يكون أن تكون محبته أنفع للعبد وهذا المتعين لأنه هو الذي خلقه ورزقه وأوجده من العدم إلى الوجود وأغدق عليه النعم، أسبغ عليه النعم فما الداعي لأن يبغضه الفِطَر كلها تدل على محبة من أحسن إليها والنفوس مجبولة على هذا، جُبلت النفوس على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها.
أحسن الله إليك.
ومنها أنه مفطور على جلب المنافع ودفع المضارّ بحسبه وحينئذٍ وإن لم تكن فطرة كل أحد كل واحد مستقلة بتحصيل ذلك.
لحظة.
طالب: ............
إيه بعض النسخ بحسِّه وبعضها بحسبه ولا شك أن العاقل يدرك هذا بحسِّه العاقل يدرك ما ينفعه بحسِّه فلعلها هي المتجهة.
ومنها أنه مفطور على جلب المنافع ودفع المضارّ بحسِّه وحينئذٍ وإن لم تكن فطرة كل واحد مستقلة.
كذا عندك يا أبا عبد الله؟
عندي بحسبه.
طالب: ............
بحسه.
وحينئذٍ وإن لم تكنه فطرة كل واحد مستقلة بتحصيل ذلك بل يحتاج إلى سبب معيّن للفطرة.
معيْن مُعيْن.
أحسن الله إليك.
بل يحتاج إلى سبب مُعيْن للفطرة كالتعليم ونحوه فإذا وُجد الشرط وانتفى المانع فإذا وجد الشرط وانتفى المانع استجابت لما فيها من المقتضى لذلك.
ما وجد من الشرط وهو المعين على الفطرة لأنهم يقولون أن الفطرة في قلوب المخلوقين كالجمر تحت الرماد فتحتاج إلى معيْن ينفخ هذا الرماد ومع وجود المعيْن تحتاج إلى انتفاء المانع هذا سبب فإذا وجد السبب وانتفى المانع ترتب عليه المسبَّب.
أحسن الله إليك.
ومنها أن يقال من المعلوم أن كل نفس قابلة للعلم وإرادة الحق ومجرد التعليم والتحضيض لا يوجد العلم والإرادة لولا أن في النفس قوة تقبل ذلك وإلا فلو عُلِّم الجماد والبهائم وحضضا لم يقبلا ومعلوم أن حصول إقرارها بالصانع ممكن من غير سبب منفصل من خارج وتكون الذات كافية في ذلك فإذا كان المقتضي قائمًا في النفس وقُدِّر عدم المعارِض فالمقتضي السالم عن المعارض يوجد مقتضاه فعُلم أن الفطرة السليمة إذا لم يحصل لها من يفسدها كانت مقرّة بالصانع عابدة له.
لولا اجتيال الشياطين بعد أن خلقهم الله- جل وعلا- حنفاء، جاءتهم الشياطين فاجتالهم هذا وجود المعارِض وإلا فهي في الأصل على الفطرة «خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين» كما في صحيح مسلم من حديث عِيَاض بن حمار اجتالتهم هذا وجود معارض وإلا فالفطرة موجودة ما وجد السبب المعين ووجد المعارض ومعلوم أنه إذا وجد المانع ولو وجد السبب لاسيما إذا كان المعارض قويا فلا تترتب عليه الآثار، وجود المسبَّب فكيف إذا كان المعارِض قويا، أبٌ حريص على ولده يتعاهده بالتعليم في خلاف هذه الفطرة ويتهدده على ذلك ويرغبه إذا امتثل ما أمر به فإن مثل هذا كما جاء «فأبواه يهودانه أو ينصرانه» ومع الأسف أننا نزج بأولادنا في بلاد الكفر ونجعل أولادهم وأطفالهم يدرسون في مدارس الكفرة من اليهود والنصارى ونُوجِد الموانع من اشتعال جذوة الفطرة في قلوبهم ونرجو أن.. والأب يأمل في حديث «أو ولد صالح يدعو له» يعني الأسباب غير مبذولة والموانع كلها موجودة، فكيف يخرج ولدا صالحا يدعو لك وأنت أسلمته للشيطان وأعوان الشيطان؟! حتى في بلاد المسلمين وفي بيوت المسلمين لا توجد مقاومة لهذه الشرور التي غزت البيوت ولا يوجد أي جهد يبذل من أولياء الأمور فكيف ترجو أن تدخل في «أو ولد صالح يدعو له»؟! الله جل وعلا يقول {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء:24] الكاف للتعليل معناه إذا ما ربيته وهو صغير ما تنتفع به، الدعوة هذه ما تنفعك، والله المستعان.
طالب: ............
شياطين الإنس شياطين الإنس.
ومنها أن يقال إنه إذا لم يحصل المفسد الخارج ولا المصلح الخارج كانت الفطرة مقتضية للصلاح لأن المقتضي فيها للعلم والإرادة قائم والمانع منتفٍ ويُحكى عن أبي حنيفة رضي الله عنه أن قومًا من أهل الكلام أرادوا البحث معه في تقرير توحيد الربوبية فقال لهم أخبروني قبل أن نتكلم في هذه المسألة عن سفينة في دِجلة تذهب فتمتلئ من الطعام والمتاع وغيره بنفسها وتعود بنفسها فترسي بنفسها وتتفرغ وترجع كل ذلك من..
يعني تفرغ حمولتها على هذا المرسى، على الساحل تذهب وترجع وهذه سفينة جماد لا يقول قائل أن هناك طائرات بغير قائد، الآن توجد طائرات بغير قائد وتحقق الهدف الذي من أجلها وجدت هل نقول أنه مخالف لهذا المثل؟
طالب: ............
نعم ليس لها قائد من البشر وإلا وجد الآن تماثيل يسمونها إنسانا آليا أو شيئا من هذا يركب الخيل ويسابق عليه ويضربه ويسبق ويفر ويكر هل نقول أن هذه بنفسها؟ لا، هي لها قائد ولو لم يكن من البشر حتى الريموت الذي يشغلها ويمشيها والبرمجة التي تجعلها تذهب وترجع هذه قائد ولو لم تكن من البشر لكن المسألة مفترضة في جماد لا قائد له ولا محرك يروح ويرجع بنفسه معقول؟! ما هو معقول يوجد من الحيوانات ما يقبل التعليم ويذهب إلى المحل ويأتي بالأغراض ويرجع، الحيوانات تقبل التعليم لا سيما الحمار وهو يقولون أنه من أبلد الحيوانات وأغباها، الفلاح يضع عليه ما يجنيه من مزرعته ويذهب إلى السوق وينزل يفرغ هذه البضاعة عند محل أو يسلمها إلى المحل الذي يبيعها ويضع الدراهم في موضع من مما يُركب عليه أو شيء من هذا وترجع إلى أصحابها هذه تقبل التعليم لكن الكلام والمثل الذي ضربه الإمام أبو حنيفة جماد ولذا لو اعتقدت في جماد نفعا أو ضرا قلت هذه الورقة تشفي مجرد وضعها في الجيب يشفي من مرض كذا قلنا هذا شرك لأنه ليس بسبب لا شرعي ولا طبعي عادي، يعني فالجمادات لا تنفع ولا تضر ولا تقدم ولا تؤخر، وأبو حنيفة ضرب هذا المثل وهو مقنع لمن يسمعه، المشرك كيف يجاوب على هذا الافتراض أن سفينة تذهب وتحضر البضائع من البلد الفلاني ثم تأتي وترسو في ميناء كذا وتفرغ الحمولة ثم ترجع وهكذا من غير قائد، وما كان في عهدهم من هذه الجمادات ما يقودها، التكنلوجيا الحديثة والاختراعات الجديدة كان وضعوا له احتياطا لأنه سيقول الساذج أين؟!! بوقت أبي حنيفة صحيح لكن الآن غير، طائرة تنطلق من مكان كذا وتضرب الهدف وترجع، هذه لا بد لها من قائد هذا ينقض الكلام، وهذا الكلام ما هو بصحيح فهذه لها قائد وقائدها الذي يتصرف فيها من بعد بواسطة ما استحدث {وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُون}[النحل:8].
فترسي بنفسها وتتفرغ وترجع كل ذلك من غير أن يدبرها أحد فقالوا هذا محال لا يمكن أبدًا فقال لهم إذا كان هذا محالاً في سفينة فكيف في هذا العالَم كله علو وسفله وتحكى هذه الحكاية عن غير أبي حنيفة أيضًا فلو أقر رجل بتوحيد الربوبية الذي يقر به هؤلاء النضار ويفنى فيه كثير من أهل التصوف ويجعلونه غاية السالكين كما ذكره صاحب منازل السائرين وغيره وهو مع ذلك..
منازل السائرين لأبي إسماعيل الهروي وفيه شوب تصوّف، وفيه أثر من القول بوحدة الوجود وشرحه ابن القيم رحمه الله، الكتاب جزء صغير شرحه ابن القيم في مدارج السالكين وحاول جاهدا أن يجعل كلامه موافقا والذي لم يستطع الإجابة عنه رد عليه- رحمه الله- ومع ذلك بقي أشياء تعقَّبها بعض المعلقين مثل الشيخ حامد الفقي حينما طبع مدارج السالكين له تعليقات تعقب فيها المؤلف والشارح، وابن القيم ليس بالمعصوم لكن الكتاب نفيس ومشحون بالفوائد التي لا توجد في غيره في مبحث التوبة وغيرها، منزلة الإخبات، ومنزلة مع التوبة، أيضًا الخشوع يعالج قضايا حساسة مما يداوي أمراض القلوب، وفيه يعني ابن القيم- رحمة الله عليه- مع أنه حاول جاهدًا أن يوجه كلام أبي إسماعيل الهروي إلا أنه أحيانًا فات عليه بعض الأشياء أو وجه بغير مناسب وليس بالمعصوم أفاض في مبحث التوبة في كلام لا يوجد لغيره وأغرى به قال عليك بهذا الكلام فقد لا تجده في مصنف آخر ألبتة وهذا الكلام صحيح كلام نفيس جدًا وهذا الكتاب من أمتع الكتب لكن يتقى ما فيه مما يتعلق بالتصوف.
طالب: ............
هؤلاء لا يقرون بصانع.
طالب: ............
أي نعم إيه.
وهو مع ذلك إن لم يعبد الله وحده ويتبرأ من عبادة ما سواه كان مشركًا من جنس أمثاله من المشركين والقرآن مملوء من تقرير هذا التوحيد وبيانه وضرب الأمثال له ومن ذلك أنه..
قف قف على قوله ومن ذلك.
أحسن الله إليك.
طالب: ...............
لا، ما فيه فرق {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون}[يوسف:111] هي القصاص لكن الفتح أفصح أفصح الفتح قَصص.
هذا يقول الذي أقسم بعزة الله هل فرعون أم إبليس؟
لا، إبليس {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِين}[ص:82].
كيف يقال إن المشركين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية مع أن توحيد الربوبية من مقتضياته أن الله هو المشرع أي أن الرب هو المشرع ولم يقروا بذلك؟
هم أقروا بالأصل الذي هو أن الصانع الخالق الرازق المدبر هو الله ثم بعد ذلك أشركوا به من جهات {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ}[الشورى:21] هذا الشرك الذي أشار إليه السائل.
طالب: أحسن الله إليك، القول بأن... اليهودية... عن شريعة موسى عليه السلام والنصرانية... عن شريعة عيسى عليه السلام صحيح؟
إيه ممكن. المقصود أن دين الأنبياء واحد هو الإسلام.
طالب: أحسن الله إليك يا شيخ إطلاق كلمة الصانع على الله..
هذا لفظ محدث استعمله أهل الكلام وما فيه ما يمنع من استعماله وهو مجرد اصطلاح ولا مشاحة في الاصطلاح لكنه ليس من الأسماء الحسنى.
"