يقول السيوطي: (العام الباقي على عمومه ومثاله عزيز، ولم يوجد لذلك إلا {وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282]، {خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ})
فماذا عن قوله -جل وعلا-: {اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 20]؟ هذا الحصر فيه نظر ظاهر، وفي النصوص من العمومات الشرعية مما هو باقٍ على عمومه الشيء الكثير، وقد استعرض شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- العمومات التي في سورة الفاتحة مما لم يدخلها أي تخصيص، وفي الورقة الأولى من سورة البقرة فذكر لذلك أمثلة كثيرة جداً، فقول السيوطي: (ومثاله عزيز) يرده أول كلمة في القرآن {الحمد} [الفاتحة: 1]، فـ(أل) هنا جنسية، فجميع المحامد لله –عز وجل-، فماذا دخلها من تخصيص؟ فهذا الكلام لا صحة له، بل كثير من العمومات الشرعية لم يدخلها التخصيص.