التعليق على تفسير القرطبي - سورة القدر

سورة القدر وهي مدنية في قول أكثر المفسرين، ذكره الثعلبي، وحكى الماوردي عكسه، قلت: وهي مدنية في قول الضحاك وأحد قولي ابن عباس، وذكر الواقدي أنها أول سورة نزلت بالمدينة، وهي خمس آيات، بسم الله الرحمن الرحيم، قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}[القدر:1]  قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ}[القدر:1] يعني القرآن، وإن لم يجر له ذكر في هذه السورة؛ لأن المعنى معلوم. "

ولا يلتبس، ويجوز عود الضمير على غير مذكور إذا أُمن اللبس {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَاب}[ص: ٣٢]  الشمس ما لها ذكر سابق، لكن لا يلتبس أمرها.

" والقرآن كله كالسورة الواحدة، وقد قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: ١٨٥] ، وقال: {حم*وَالْكِتَابِ الْمُبِين*إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان: ١ - ٣]  يريد في ليلة القدر، وقال الشعبي: المعنى إنا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر. وقيل: بل نزل به جبريل- عليه السلام- جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة، وأملاه جبريل على السفرة، ثم كان جبريل ينزله على النبي -صلى الله عليه وسلم- نجومًا نجومًا، وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة، قاله ابن عباس، وقد تقدم في سورة البقرة، وحكى الماوردي."

نزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا، هذا ثابت عن ابن عباس- رضي الله عنهما- وإن كان فيه ما فيه من حيث المعنى أن الله- جل وعلا- ينزله على نبيه بواسطة جبريل بحسب الوقائع، ومقتضى إنزاله إلى السماء الدنيا أن جبريل ينزل به من السماء الدنيا بعد أن نزل جملة واحدة على حسب الوقائع، فالله- جل وعلا- على ما جاء عن ابن عباس تكلم به مرة واحدة، وهذا يؤيد قول الأشاعرة تكلم به مرة واحدة، ومن أراد أن يصحح كلام ابن عباس ويجريه على مذهب أهل السنة يقول: لا يمنع أن يكون نزل به إلى السماء الدنيا جملة واحدة، والله يتكلم به، ويتجدد كلامه بحسب الوقائع، ويأخذه جبريل من الله- جل وعلا- مباشرة.

" وحكى الماوردي عن ابن عباس قال: نزل القرآن في شهر رمضان، وفي ليلة القدر في ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجَّمته السفرة الكرام الكاتبون على جبريل عشرين سنة، ونجمه جبريل على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرين سنة، قال ابن العربي: وهذا باطل ليس بين جبريل وبين الله واسطة، ولا بين جبريل ومحمد- عليهما السلام- واسطة. قوله تعالى: {فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}[القدر:1] قال مجاهد في ليلة الحكم {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةِ الْقَدْر}[القدر:2]  قال: ليلة الحكم. "

وهذا نص في أن الله- جل وعلا- أنزل القرآن على الخلاف المذكور، هل ابتدأ إنزاله في ليلة القدر أو أنزله دفعة واحدة جملة واحدة إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، خلافًا لمن يقول: ليلة القدر أو ليلة النصف من شعبان، هذا قول معروف عند أهل العلم في تفسير {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [الدخان:٣]  قالوا: هي ليلة النصف من شعبان، ويزعمون أن فيها كتابة الآجال مع أنه لم يثبت فيها شيء، والكتابة كلها في ليلة القدر.

طالب: ................

لا لا، هم لماذا يقولون ابتدأ إنزاله في ليلة القدر؟ لأنه من المجزوم به المقطوع به أن كثيرًا من القرآن نزل في غير رمضان على النبي -عليه الصلاة والسلام- بحسب الوقائع، فأنزلنا جملة كله أم أنزلنا أوله ابتدأنا إنزاله؟ ثم بعد ذلك ينزّل منجّمًا بحسب الحاجات والوقائع.

طالب: ................

في ليلة القدر، وأنها ليلة معلومة محددة مقررة من السنة، هكذا، لكن الأدلة التي وردت فيها من السنة لا بد أن تحمل على أنها متنقلة، لا بد، ولذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- سجد ليلة إحدى وعشرين في ماء وطين ليلة إحدى وعشرين، فتكون محددة بهذه الليلة، ولو لم تكن تنتقل ما قال: التمسوها في ليلة في سابعة تبقى، في خامسة، إلى آخره.

طالب: ................

لا، التمسوها في كذا، التمسوها في كذا، أرى رؤياكم قد تواطأت، فمن كان متحريها فليتحرها في كذا وكذا، يدل على أنها ليست ثابتة، كل سنة لها ليلتها.

" قال: ليلة الحكم، والمعنى ليلة التقدير، سميت بذلك؛ لأن الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القابلة من أمر الموت والأجل والرزق وغيره، ويسلمه إلى مدبِّرات الأمور، وهم أربعة من الملائكة إسرافيل وميكائيل وعزرائيل وجبريل- عليهم السلام- وعن ابن عباس قال: يكتب من أم الكتاب ما يكون في السنة من رزق ومطر وحياة وموت حتى الحاج. قال عكرمة: يكتب حاج بيت الله تعالى في ليلة القدر بأسمائهم وأسماء آبائهم، ما يغادر منهم أحد، ولا يزاد فيهم، وقاله سعيد بن جبير، وقد مضى في أول سورة الدخان هذا المعنى، وعن ابن عباس أيضًا: إن الله تعالى يقضي الأقضية في ليلة نصف شعبان، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر، وقيل: إنما سميت بذلك لعظمها وقدرها وشرفها من قولهم: لفلان قدر أي شرف ومنزلة، قاله الزهري وغيره، وقيل: سُميت بذلك؛ لأن للطاعات فيها قدرًا عظيمًا وثوابًا جزيلاً. وقال أبو بكر الوراق: سميت بذلك؛ لأن من لم يكن له قدر ولا خطر يصير في هذه الليلة ذا قدر إذا أحياها. وقيل: سميت بذلك؛ لأنه أَنزَل فيها كتابًا ذا قدر على رسول ذي قدر على أمة ذات قدر. وقيل: لأنه ينزل فيها ملائكة ذوو قدر وخَطر. وقيل: لأن الله تعالى ينزل فيها الخير والبركة والمغفرة. وقال سهل: سُمِّيت بذلك؛ لأن الله تعالى قدّر فيها الرحمة على المؤمنين. وقال الخليل: لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة، كقوله تعالى:{وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}[الطلاق: ٧]  أي ضُيِّق. " 

والأرض تضيق {وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ} [الطلاق: ٧]  يعني ضيق عليه، والأرض تضيق من كثرة ما يتنزل فيها من الملائكة، لكن في المعاني السابقة من الوضوح أكثر من هذا.

طالب: ................

خطر المنزلة العظيمة.

طالب: ................

نعم، تقول أنت خطير فلان خطير، مثله. نعم

" قوله تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر} [القدر:٢ - ٣]  قال الفرّاء: كل ما في القرآن من قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ}[القدر:2]  فقد أدرى، وما كان من قوله:{وَمَا يُدْرِيكَ} [الأحزاب: ٦٣]  فلم يدره، وقاله سفيان، وقد تقدم. {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر}[القدر:3] بيّن فضلها وعِظمها، وفضيلة الزمان إنما تكون بكثرة ما يقع فيه من الفضائل، وفي تلك الليلة يقسم الخير الكثير الذي لا يوجد مثله في ألف شهر، والله أعلم. وقال كثير من المفسرين: أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، وقال أبو العالية: ليلة القدر خير من ألف شهر لا تكون فيه ليلة القدر. وقيل: عنى بألف شهر جميع الدهر؛ لأن العرب تذكر الألْف في غاية الأشياء كما قال تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} [البقرة: ٩٦]  يعني جميع الدهر، وقيل: إن العابد. "

وإلا فالألف الشهر ثلاث وثمانون سنة، ما يشمل جميع الدهر.

طالب: ................

لا، هو وما أدراك فقد أدراه: أعلمه، تقرير هذا.

وقيل: إن..

والتكرار لا شك أنه للتأكيد والتعظيم معروف.

" وقيل: إن العابد كان فيما مضى لا يُسمى عابدًا حتى يعبد الله ألف شهر، ثلاثًا وثمانين سنة وأربعة أشهر، فجعل الله تعالى لأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- عبادة ليلة خيرًا من ألف شهر كانوا يعبدونها، وقال أبو بكر الورّاق: كان ملك سليمان خمسمائة شهر، وملك ذي القرنين خمسمائة شهر، فصار ملكهما ألف شهر، فجعل الله تعالى العمل في هذه الليلة لمن أدركها خيرًا من ملكهما. وقال ابن مسعود: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر، فعجب المسلمون من ذلك، فنزلت:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ} [القدر:١]  الآية خير من ألف شهر التي لبس فيها الرجل سلاحه في سبيل الله، ونحوه عن ابن عباس، قال وهب بن منبه: إن ذلك الرجلَ كان مسلمًا، وإن أمه جعلته نذرًا لله، وكان من قرية قوم يعبدون الأصنام، وكان سكن قريبًا منها، فجعل يغزوهم وحده، ويقتل ويسبي ويجاهد، وكان لا يلقاهم إلا بلحيي بعير، وكان إذا قاتلهم وقاتلوه وعَطش انفجر، له من اللحيين ماء عذب فيشرب منه، وكان قد أُعطي قوة في البطش لا يوجعه حديد ولا غيره، وكان اسمه شمسون. وقال كعب الأحبار: كان رجلاً ملكًا في بني إسرائيل فعل خصلة واحدة، فأوحى الله إلى نبي زمانهم قل لفلان يتمنى، فقال: يا رب، أتمنى أن أجاهد بمالي وولدي ونفسي، فرزقه الله ألف ولد، فكان يجهز الولد بماله في عسكر، ويخرجه مجاهدًا في سبيل الله، فيقوم شهرًا ويُقتل ذلك الولد، ثم يجهز آخر في عسكر، فكان كل ولد يقتل في الشهر، والملك مع ذلك قائم الليل صائم النهار، فقتل الألف ولد في ألف شهر، ثم تقدم فقاتل فقُتل، فقال الناس: لا أحد يدرك منزلة هذا الملك، فأنزل الله تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر} [القدر:٣]  من شهور ذلك الملك في القيام والصيام والجهاد بالمال بالمال والنفس والأولاد في سبيل الله. وقال علي وعروة: ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة من بني إسرائيل فقال: عبدوا الله ثمانين سنة لم يعصوه طرفة عين، فذكر أيوب وزكريا وحزقيل بن العجوز ويوشع بن نون، فعجب أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتاه جبريل فقال: يا محمد عجِبت أمتك من عبادة هؤلاء النفر ثمانين سنة لم يعصوا الله طرفة عين، فقد أنزل الله عليك خيرًا من ذلك، ثم قرأ{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر}[القدر:1] فسُرَّ بذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-."

نعم؛ لأن أعمار هذه الأمة بالنسبة للأمم السابقة قصيرة جدًّا، فلا يتصور أن إنسانًا يعبد ثمانين سنة، سبعين سنة، وأعمار هذه الأمة بين الستين والسبعين، وقد يوجد نادرًا، قبل سنتين أو ثلاثة أجروا مقابلة مع أعرابي من سكان البادية في شمال المملكة عمِّر مائة وثلاثين وقالوا: ماذا تتمنى؟ قال: أتمنى أن أحج هذه السنة ثم أموت، ويكون بهذه الحجة قد أتم مائة حجة، مائة حجة، سبحان الله هذا نادر جدًّا في هذه الأمة؛ لأن أعمار الأمة كما هو معلوم كما جاء في الحديث، والواقع يشهد بذلك بين الستين معترك المنايا بين الستين والسبعين، وهذا حمل السلاح ألف شهر، فعوض الله هذه الأمة بالأعمال اليسيرة والأجور العظيمة، صلاة في المسجد الحرام عن مائة ألف صلاة، فرض واحد عن خمس وخمسين سنة، وليلة القدر ليلة واحدة عن ثلاثة وثمانين سنة، فضل الله واسع.

وقال مالك في الموطأ.

طالب: ................

قال مالك في الموطأ؟

طالب: ................

أين؟ نعم، قال علي بن عروة، والتخريج ماذا يقول؟

طالب: ................

إذًا علي بن عروة.

طالب: ................

لا، الفجر يصير مثل موسى، ومثل نبع الماء من بين أصابع النبي -عليه الصلاة والسلام-، لكن هذا إن صح الخبر، كونه يخرج له على ضعف ما هو مثل ما ثبت للأنبياء.

طالب: ................

والخبر واهٍ ما يثبت.

طالب: ................

الحنك الحنك.

طالب: ................

يقاتل به، نعم. على كل حال الخبر غير صحيح، ولو ما تلقى غيره يصول عليك أحد.. وبعض الناس يضعه في جراب المسدس يهيب به؛ لأنه على صفته.

طالب: ................

لماذا لحي الجمل الذي هو الحنك الذي فيه الأضراس.

طالب: ................

لأنه على شكل المسدس مثله.

" وقال مالك في الموطأ: من رواية من رواية ابن القاسم وغيره: سمعت من أثق به يقول: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُري أعمار الأمم قبله، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل مثلما بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله تعالى ليلة القدر، وجعلها خيرًا من ألف شهر. "

هذا الخبر من بعض الإخوان، يقول: عندنا رجل في قريتي عمره مائة وثلاثون سنة، يصلي الضحى خمسين ركعة وفي الليل خمسين ركعة غير الوتر، ولا يزال يؤذن ويصلي الفرض واقفًا، الله المستعان، «خيركم من طال عمره وحسن عمله»، نسأل الله حسن الختام، والله هذا إن كان قريبًا يزار، عبرة، هذا يصير عنه أشياء وعنده أخبار وعنده.. أين وسائل الإعلام عنه أين..؟ يفرحون بمثل هذا؟

" وفي الترمذي عن الحسن بن علي- رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أري بني أمية على منبره، فساءه ذلك، فنزلت: إنا أعطيناك الكوثر، يعني نهرًا في الجنة، ونزلت: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر*وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْر*لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر} [القدر:١ - ٣]  يملكها بعدك بنو أمية، وقال: قال القاسم بن الفضل الحُدَّاني: فعددناها فإذا هي ألف شهر لا تزيد يومًا ولا تنقص يومًا، قال: حديث غريب. "

ماذا قال عنه؟

طالب: ................

" قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ} [القدر: ٤]  أي تهبط من كل سماء ومن سدرة المنتهى ومسكن جبريل على وسطها، فينزلون إلى الأرض، ويؤمِّنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر فذلك قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم}[القدر:4]  أي جبريل- عليه السلام-، وحكى القُشيري أن الروح صنف من الملائكة جُعلوا حفظة على سائرهم، وأن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة. وقال مقاتل: هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى. وقيل: إنهم جند من جند الله- عز وجل- من غير الملائكة، رواه مجاهد عن ابن عباس مرفوعًا، ذكره الماوردي، وحكى القشيري قيل: هم صنف من خلق الله يأكلون الطعام ولهم أيد وأرجل وليسوا ملائكة، وقيل: الروح خلق عظيم. "

المرجح أنه جبريل- عليه السلام- وعطفه على الملائكة من عطف الخاص على العام؛ للاهتمام بشأن الخاص والعناية به، {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين*عَلَى قَلْبِكَ}[الشعراء:١٩٣-١٩٤]  نعم يدل على أنه جبريل- عليه السلام-.

" وقيل: الروح خلق عظيم يقوم صفًّا والملائكة كلهم صفَّا، وقيل: الروح الرحمة ينزل بها جبريل- عليه السلام- مع الملائكة في هذه الليلة على أهلها دليله:{يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ}[النحل:٢]  أي بالرحمة فيها أي في ليلة القدر {بِإِذْنِ رَبِّهِم}[القدر:4] أي بأمره {مِّن كُلِّ أَمْر} [القدر: ٤]  أُمر بكل أمر قدّره الله وقضاه في تلك السنة إلى قابل، قاله ابن عباس، كقوله تعالى: {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} [الرعد:١١]  أي بأمر الله، وقراءة العامة: تنزَّل بفتح التاء إلا أن البزّي شدد التاء، وقرأ طلحة بن مصرّف وابن السَّميقع بضم التاء على الفعل المجهول، وقرأ علي وابن عباس وعكرمة والكلْبي: من كل امرئ، ورُوي عن ابن عباس أن معناه من كل ملك، وتأوّلها الكلبي على أن جبريل ينزل فيها مع الملائكة، فيُسلمون على كل امرئ مسلم، فمن بمعنى على، وعن أنس قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة من الملائكة يصلون ويسلّمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله تعالى». قوله تعالى:{سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر}[القدر:5]  قيل: إن تَمام الكلام من كل أمر ثم قال: سلام رُوي ذلك عن نافع وغيره أي ليلة القدر سلامة وخير كلها لا شر فيها حتى مطلع الفجر أي إلى طلوع الفجر، قال الضحّاك: لا يقدر الله في تلك الليلة إلا السلامة، وفي سائر الليالي يقضي بالبلايا والسلامة. وقيل: أي هي سلام أي ذات سلامة من أن يؤثِّر فيها شيطان في مؤمن ومؤمنة، وكذا قال مجاهد: هي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءًا ولا أذى. ورُوي مرفوعًا، وقال الشعبي: هو تسليم الملائكة على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر، يمرون على كل مؤمن ويقولون: السلام عليك أيها المؤمن، وقيل: يعني سلام الملائكة بعضهم على بعض فيها، وقال قتادة:{سَلاَمٌ هِيَ [القدر:5]   خير هي {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر}[القدر:5] أي إلى مطلع الفجر. وقرأ الكسائي وابن محيصن: مطلع الفجر. "

استنبط بعضهم من {سلامٌ هي} هي بالنسبة للكلمات رقمها سبع وعشرون، فقالوا: إن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين؛ لأن هي رقم سبع وعشرين بالنسبة لكلمات السورة، وهذا مثل ما قال ابن عطية، هذا يقول من مُلح العلم، وليس من متينه، يعني يذكر من أجل العلم به، وإلا ما يعتمد عليه.

" وقرأ الكسائي وابن محيصن: مطلِع بكسر اللام، والباقون بالفتح، والفتح والكسر لغتان في المصدر والفتح الأصل في فعل يفعل نحو المقتل والمخرج والكسر على أنه مما شذ عن قياسه نحو المشرق والمغرب والمنبت والمسكن والمنسك والمحشر والمسقط والمجرز. "

المجزر.

" والمجزر، حُكي في ذلك كله الفتح والكسر، على أن يراد به المصدر لا الاسم، وهنا ثلاث مسائل؛ الأولى في تعيين ليلة القدر، وقد اختلف العلماء في ذلك. "

الحافظ ابن حجر ذكر فيها ما يقرب من خمسين قولاً في تعيين ليلة القدر، في فتح الباري ذكرها بأدلتها، ومعلوم أن فيها الأقوال الضعيفة والأقوال القوية، لكن المرجح عند كثير من أهل العلم أنها في العشر الأواخر، وفي أوتاره أقوى، مع أنها أيضًا على الرواية من الآخر قد تكون في الأشفاع، وعلى كل حال هي ليلة متنقلة، ويخطئ من يزعم أنه يستدل على معرفتها بدقة برؤى ومنامات والنبي -عليه الصلاة والسلام- الذين رأوها في المنام الصحابة أفضل الناس بعد الأنبياء، والذي سمع رؤاهم النبي -عليه الصلاة والسلام- أشرف الخلق المؤيَّد بالوحي، ورأى رؤياهم قد تواطأت يعني اتفقت على ليلة بعينها، فهل أخبر بهذه الليلة؟ ما أخبر بهذه الليلة، بل قال: «أرى رؤياكم قد تواطأت» يعني اتفقت، «فمن كان متحريها فليتحرها في كذا وكذا وكذا» ذكر الليالي ما ذكر ليلة واحدة، فلذلك يخطئ ويجني على الناس من يحدد هذه الليلة بليلة بعينها ولو رُؤيت في المنام.

طالب: ................

ماذا فيها؟

طالب: ................

سلام يعني ما فيها ما يضاد السلام والسِّلم والأمن، قد يقع فيها شرور؛ لأنه ما كل شيء يكون سببًا لشيء أن يترتب المسبب على السبب، قد يتخلف لمانع، قد يتخلف المُسَبب المرتب على سبب لمانع.

طالب: ................

لا، رفع العلم بها لكن يبقى أنها في تلك السنة تواطأت رؤاهم على ليلة بعينها.

طالب: ................

معروف تلاحي رجلين، وتلاحى فلان وفلان فَرفعت يعني رُفع العلم بها.

طالب: ................

لا، أراد أن يخبرهم بها، خرج ليخبرهم بها، يعني في تلك السنة ما يلزم أن يكون كل سنة.

" وقد اختلف العلماء في ذلك، والذي عليه المعظم أنها ليلة سبع وعشرين؛ لحديث زر بن حبيش قال: قلت لأبي بن كعب: إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لقد علم أنها في العشر الأواخر من رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكنه أراد ألا يتكل الناس، ثم حلف لا يستثني أنها ليلة سبع وعشرين، قال: قلت: بأي شيء تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالآية التي أخبرنا بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو بالعلامة أن الشمس تطلع يومئذٍ لا شعاع لها. قال الترمذي: حديث حسن صحيح، وخرّجه مسلم، وقيل: هي في شهر رمضان دون سائر العام، قاله أبو هريرة وغيره، وقيل: هي في ليالي السنة كلها. "

الآن لما قال ابن مسعود: من يقم الحول يصب ليلة القدر هذا من تمام نصحه- رضي الله عنه وأرضاه-؛ ليكثر الناس من التّعبد، الآن لو تأتي إلى مدرس يدرس مقررًا، وتقول له: أخبرني بالأسئلة، ويقول لك: ذاكر الكتاب كله والأسئلة إن شاء الله تصيبها من أجل أن تقرأ الكتاب وتستفيد فائدة كاملة ولاسيما إذا كان الكتاب من كتب العلم المعروفة، هو يعرف الأسئلة ومواضعها، لكن يريد أن تستفيد الفائدة الكاملة من قراءة الكتاب كاملاً فمن علق.

طالب: ................

نعم، السنة الكاملة، وكل إنسان مطلوب منه أن يقوم الليل في السنة كلها، وهذا دأب الصالحين، عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، «نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل». لكن من قيدته الذنوب ما يستطيع مثلنا، والله ما نقدر، الله يرحم الحال.

" فمن علق طلاق امرأته أو عتق عبده بليلة القدر لم يقع العتق والطلاق إلا بعد مضي سنة من يوم حلف؛ لأنه لا يجوز إيقاع الطلاق بالشك، ولم يثبت اختصاصها بوقت، فلا ينبغي وقوع الطلاق إلا بمضِّي حول، وكذلك العتق، وما كان مثله من يمين أو غيره، وقال ابن مسعود: من يقم الحول يصيبها. "

يصِبْها.

" من يقم الحول يصبْها، فبلغ ذلك ابن عمر، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، أما إنه علم أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان، ولكنه أراد ألا يتكل الناس. وإلى هذا القول ذهب أبو حنيفة أنها في جميع السنة، وقيل عنه: إنها رُفعت يعني ليلة القدر، وإنها إنما كانت مرة واحدة، والصحيح أنها باقية، وروي عن ابن مسعود أيضًا أنها إذا كانت في يوم من هذه السنة كانت في العام المقبل في يوم آخر، والجمهور على أنها في كل عام من رمضان، ثم قيل: إنها الليلة الأولى من الشهر، قاله أبو رزين العقيلي، وقال الحسن وابن إسحاق وعبد الله بن الزبير: هي ليلة سبع عشرة من رمضان، وهي الليلة التي كانت صبيحتها وقعة بدر، كأنهم نزعوا بقوله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}[الأنفال: ٤١]"

لاسيما عند بعضهم إذا وافقت ليلة جمعة.

طالب: ................

هو قول الرافضة أنها رفعت بالكلية، أما رفعت رفع العلم بها هذا معروف عند أهل العلم.

وكان ذلك ليلة سبع عشرة.

من أغرب ما قرأت من الأقوال أن ليلة القدر ليلتين في السنة ما هي بليلة واحدة، وهذا قال به الدهلوي في الحجة البالغة.

" وقيل: هي ليلة التاسع عشر، والصحيح المشهور أنها في العشر الأواخر من رمضان، وهو قول مالك والشافعي والأوزاعي وأبي ثور وأحمد، ثم قال قوم: هي ليلة الحادي والعشرين، ومال إليه الشافعي- رضي الله عنه-؛ لحديث. "

الحديث في الصحيحين أنه رأى أنه يسجد في ماء وطين ليلة واحد وعشرين.

" لحديث الماء والطين، ورواه أبو سعيد الخدري، خرجّه مالك وغيره، وقيل: ليلة الثالث والعشرين؛ لما رواه ابن عمر أن رجلاً قال: يا رسول الله إني رأيت ليلة القدر في سابعة تبقى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أرى رؤياكم قد تواطأت على ثلاث وعشرين، فمن أراد أن يقوم من الشهر شيئًا فليقم ليلة ثلاث وعشرين»، قال معمر: فكان أيوب يغتسل ليلة ثلاث وعشرين ويمس طيبًا، وفي صحيح.. "

من باب أنها سابعة تبقى، تصير ليلة ثلاث وعشرين إذا كان الشهر ناقصًا، وإلا هي ليلة أربع وعشرين وهو المرجَّح، أنس بن مالك وغيره والحسن البصري وجمع من أهل العلم ليلة أربع وعشرين سابعة تبقى باعتبار أنها شهر كامل، الخبر الأخير مخرّج؟ ليلة ثلاث وعشرين.

طالب: ................

ليلة ثلاث وعشرين «أرى رؤياكم قد تواطأت».

طالب: ................

ليلة ثلاث وعشرين المحفوظ: أرى رؤياكم قد تواطأت، فمن كان متحريها فليتحرها في كذا وكذا وكذا أكثر من خيار.

طالب: ................

أصل الخبر لعله يقصد أصل الخبر.

" وفي صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إني رأيت أني أسجد في صبيحتها في ماء وطين»، قال عبد الله بن أُنيس: فرأيته في صبيحة ليلة ثلاث وعشرين في الماء والطين كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-."

المحفوظ في الصحيحين ليلة إحدى وعشرين، لكن هو يقول: رواه مسلم، فإن كان محفوظًا دل على أنها تتنقل من الأدلة على أنها تنتقل.

" وقيل: ليلة خمس وعشرين؛ لحديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: التمسوها في العشر الأواخر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى. رواه مسلم قال مالك: يريد بالتاسعة ليلة إحدى وعشرين والسابعة ليلة ثلاث وعشرين والخامسة ليلة خمس وعشرين، وقيل: ليلة سبع وعشرين، وقد مضى دليله، وهو قول علي- رضي الله عنه- وعائشة ومعاوية وأبيّ بن كعب، وروى ابن عمر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من كان متحريًا ليلة القدر فليتحرها ليلة سبع وعشرين»، وقال أبيُّ بن كعب: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. وقال أبو بكر الوراق: إن الله تعالى قسم ليالي هذا الشهر شهر رمضان على كلمات هذه السورة، فلما بلغ السابعة والعشرين أشار إليها فقال: هي، وأيضًا فإن ليلة القدر كرر ذكرها ثلاث مرات، وهي تسعة أحرف فتجيء سبعًا وعشرين، وقيل: هي ليلة تسع وعشرين؛ لما روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ليلة القدر التاسعة والعشرون أو السابعة والعشرون، وأن الملائكة في تلك الليلة بعدد الحصى، وقد قيل: إنها في الأشفاع، قال الحسن: ارتقبت الشمس ليلة أربع وعشرين سنة، فرأيتها تطلع بيضاء لا شعاع لها، يعني من كثرة الأنوار في تلك الليلة، وقيل: إنها مستورة.. "

وهذا يدل عليه في سابعة تبقى على أن الشهر كامل هي ليلة أربع وعشرين.

" وقيل: إنها مستورة في جميع السنة؛ ليجتهد المرء في إحياء جميع الليالي وقيل: أخفاها في جميع شهر رمضان؛ ليجتهدوا في العمل والعبادة ليالي شهر رمضان؛ طمعًا في إدراكها، كما أخفى الصلاة الوسطى في الصلوات، واسمه الأعظم في أسمائه الحسنى، وساعة الإجابة في ساعات الجمعة وساعات الليل، وغضبه في المعاصي، ورضاه في الطاعات، وقيام الساعة في الأوقات، والعبد الصالح بين العباد؛ رحمة منه وحكمة. الثانية: في علاماتها منها أن الشمس تطلع في صبيحتها بيضاء لا شعاع لها، وقال الحسن: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في ليلة القدر: «إن من أماراتها أنها ليلة سمْحة بلْجة لا حارة ولا باردة تطلع الشمس صبيحتها ليس لها شعاع»، وقال عبيد بن عمير: كنت ليلة السابع والعشرين في البحر، فأخذت من مائه فوجدته عذبًا سَلِسا. الثالثة في فضائلها وحسبك بقوله تعالى:{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر}[القدر:3] ، وقوله تعالى:{تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}[القدر:4] ، وفي الصحيحين: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه»، رواه أبو هريرة، وقال ابن عباس: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان ليلة القدر تنزَّل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى منهم جبريل ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على طور سَيْناء، ولا تدع فيها مؤمنًا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه إلا مدمن الخمر وآكل الخنزير والمتمضخ بالزعفران»، وفي الحديث «إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة»."

والمتضمخ بالزعفران.

المتضمخ؟

نعم، المتضمخ بالزعفران.

طالب: ................

بلا شك، نعم لواء على قبري ما يمكن يقوله الرسول -عليه الصلاة والسلام-.

" وفي الحديث: «إن الشيطان لا يخرج في هذه الليلة حتى يضيء فجرها، ولا يستطيع أن يصيب فيها أحدًا بخبل ولا شيء من الفساد، ولا ينفذ فيها سحر ساحر»، وقال الشعبي. "

تخريجه.

طالب: ................

نعم.

طالب: ................

المتلطخ المتلطخ.

طالب: ................

الزعفران يتزعفر مذموم التزعفر، إيه التزعفر مذموم، نعم جاء ذمه، جاء النهي عن التزعفر للرجال.

طالب: ................

قليلة وهو أمثل من مستدرك الحاكم ومن صحيح ابن حبان.

طالب: ................

والله ما.. أذكر أنه خاص من خواص..

" وقال الشعبي وليلها كيومها ويومها كليلها وقال الفرّاء: لا يقدر الله في ليلة القدر إلا السعادة والنعم ويقدر في غيرها البلايا والنقم، وقد تقدم عن الضحاك، ومثله لا يقال من جهة الرأي فهو مرفوع، والله أعلم، وقال سعيد بن المسيِّب في الموطأ: من شهد العشاء من ليلة القدر فقد أخذ بحظه منها ومثل. "

جاء في الحديث أنه كمن قام نصف الليل.

" ومثله لا يُدرَك بالرأي، وقد روى عبيد الله بن عامر بن ربيعة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من صلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة من ليلة القدر في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر»، ذكره الثعلبي في تفسيره، وقالت عائشة- رضي الله عنها- قلت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أقول؟ قال :«قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»."

لكن لا يغيب على البال أن الإنسان قد يوفَّق ويقوم ويصلي المغرب مع الجماعة ليلة القدر من أولها والعشاء كذلك، ويقوم مع الإمام حتى ينصرف، لكن ليس له من صلاته إلا ما عقل؛ لأنه قد يخرج منها وليس له منها أجر؛ لأنه قد لا يعقل منها شيئًا، وهذا حال كثير من الناس، فإلى الله المشتكى، فعلى الإنسان أن يهتم بهذا الأمر ويعتني به، ويقبل على ربه في جميع صلواته ليحوز هذه الأجور، وليلة القدر والصلوات في ليلة القدر مثل.. ما هي بأهم من الصلوات المفروضة التي قد يخرج منها الإنسان بعشرها أو أقل من ذلك أو أكثر، والصلوات الخمس كفارة لما بينهما ما لم تغش كبيرة، يقول شيخ الإسلام: الذي خرج من صلاته بعشرها ماذا يرجى أن تكفر هذه الصلاة؟ إن كفرت نفسها فنعم، والله المستعان.

طالب: ................

ماذاهي؟

طالب: ................

يتطيب بها إذا ألصقت بالثوب، عبد الرحمن بن عوف أنكر عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- التزعفر.

طالب: ................

أمثل من ابن حبان والحاكم.

"