التعليق على تفسير القرطبي - سورة الفلق

تفسير سورة الفلق، وهي مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر، ومدنية في أحد قولي ابن عباس وقتادة، وهي خمس آيات، وهذه السورة وسورة الناس والإخلاص تعوّذ بهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين سحرته اليهود على ما يأتي، وقيل: إن المعوّذتين كان يقال لهما المقشقشتان أي تبرئان من النفاق، وقد تقدم، وزعم ابن مسعود أنهما.. "

ابن.. وزعم ابن..

" وزعم ابنُ مسعود أنهما دعاء تُعُوُّذ به. "

أو تَعَوَّذ به يعني النبي -عليه الصلاة والسلام-.

" وليستا من القرآن، وخالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت، قال ابن قتيبة: لم يكتب عبد الله بن مسعود في مصحفه المعوذتين؛ لأنه كان يسمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعوذ الحسن والحسين- رضي الله عنهما- بهما فقدّر أنهما بمنزلة «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة»."

هذه عمدة من نسب إلى ابن مسعود أن المعوذتين ليستا من القرآن أنه لم يكتبهما في مصحفه، وهذه العلة لا تنهض لأن ينسب إلى ابن مسعود ابن أم عبد الذي قال فيه النبي -عليه الصلاة والسلام-: «من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أنزل فليقرأ بقراءة ابن أم عبد» ابن مسعود- رضي الله عنه وأرضاه- لم يكتب المعوّذتين في مصحفه، وهذا معروف، وليس هذا بدليل على أنهما لا يراهما قرآنًا، وإنما أمن من نسيانهما، ما فيه أحد ما يحفظ المعوذتين، فلا داعي لكتابتهما، هل الذي يحفظ القرآن حفظًا متقنًا يلزمه أن يشتري مصحفًا أو يملك مصحفًا؟! هو يحفظ القرآن، ليس بحاجة إلى مصحف، فما حفظ منه لا يلزمه أن يكتبه أو أن يقتنيه هو محفوظ في الصدور، وهذه صفة هذه الأمة، أناجيلها في صدورها، وأما كونه ما كتبها فلا ينهض أن ينسب لابن مسعود- رضي الله عنه وأرضاه-، وهو بمنزلته المنزلة المعروفة من الدين والقرب من النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يقول إن المعوذتين ليستا من كتاب الله، هذا الكلام لا يثبت، وفي كلام ابن الأنباري ماذا يقول؟

" قال أبو بكر الأنباري: وهذا مردود على ابن قتيبة؛ لأن المعوذتين من كلام رب العالمين المعجز لجميع المخلوقين، وأعيذكما بكلمات الله التامة من قول البشر بيّن وكلام الخالق الذي هو آية لمحمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين وحجة له باقية على جميع الكافرين، لا يلتبس بكلام الآدميين على مثل عبد الله بن مسعود الفصيح اللسان العالم باللغة العارف بأجناس الكلام وأفانين القول، وقال بعض الناس: لم يكتب عبد الله المعوّذتين؛ لأنه أمن عليهما من النسيان، فأسقطهما وهو يحفظهما، كما أسقط فاتحة الكتاب من مصحفه، وما يشك في حفظه وإتقانه لها، فرد هذا القول على قائله، واحتج عليه بأنه قد كتب {{ إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ } النصر:1  إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ } الكوثر:1 قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }١الإخلاص:1  وهن يجرين مجرى المعوّذتين في أنهن غير طوال، والحفظ إليهن أسرع، ونسيانهن مأمون، وكلهن يخالف فاتحة الكتاب؛ إذ الصلاة لا تتم إلا بقراءتها، وسبيل كل ركعة أن تكون المقدمة فيها قبل ما يقرأ من بعدها، فإسقاط فاتحة الكتاب من المصحف على معنى الثقة ببقاء حفظها والأمن من نسيانها صحيح، وليس من السور ما يجري في هذا المعنى مجراها، ولا يسلك به طريقها، وقد مضى هذا المعنى في سورة الفاتحة، والحمد لله. "

لا مانع أن يسلك بالمعوذتين مسلك الفاتحة، فالذي يأمن من نسيان الفاتحة يأمن من نسيان المعوذتين، وأما كونه أثبت قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1،  وإذا جاء نصر الله، فالاستدلال إنما يكون لما فيه مخالفة، أما ما لا مخالفة فيه فلا يستدل له، كيف نستدل لماذا أثبت؟ ولماذا نستدل لماذا ما كتب؟ أما ما أثبته فهو على الأصل ما يحتاج إلى استدلال.

والعجب كل العجب من الحجاج بن يوسف فيما ذكره الحافظ ابن كثير في ترجمته من كلام قبيح حيث قال: إن صحت النسبة إليه، وإلا فالأمر عظيم وددت أن أحك قراءة ابن أم عبد من المصحف بضلع خنزير، نسأل الله العافية، يعني من عظائم الأمور إن ثبتت عنه، والله المستعان.

" قوله تعالى: قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ٢ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ ٤ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥ }  سورة الفلق:1-5، فيه تسع مسائل؛ الأولى: روى النسائي عن عقبة بن عامر قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود، أقرئني سورة يوسف فقال لي: «ولن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١}  الفلق:1 »، وعنه قال: بينا أنا أسير مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين الجحفة والأبواء إذ غشتنا ريح مظلمة شديدة، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوّذ بـ {قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١}   الفلق:1  و{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١} الناس:1  ويقول: «يا عقبة تعوَّذ بهما، فما تعوذ متعوذ بمثلهما» قال: وسمعته يقرأ بهما في الصلاة، وروى النسائي عن عبد الله قال: أصابنا طش وظلمة، فانتظرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج ثم ذكر كلامًا معناه فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليصلي بنا فقال: «قل» فقلت: ما أقول؟ قال: «قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ }  الإخلاص:1  والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا يكفك كل شيء»، وعن عقبة بن عامر الجهني قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «قل» قلت: ما أقول؟ قال: «قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } الإخلاص:1  {قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١}  الفلق:1  {قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١}  الناس:1» فقرأهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: «لم يتعوذ الناس بمثلهن أو لا يتعوذ الناس بمثلهن». وفي حديث ابن عباس: {قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١}  الفلق:1  و{{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ ١}  الناس:1  هاتين السورتين. وفي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها. النفث: النفخ ليس معه ريق. "

ماذا قال عن الحديث الأول، أقرئني سورة هود.

طالب: ..................

طيّب.

طالب: ..................

الحديث الأول صحيح.

طالب: ..................

ما بقي شيء.

طالب: ..................

على كل حال هذه الأحاديث كلها جياد، ما فيها إشكال إن شاء الله.

" الثانية: ثبت في الصحيحين من حديث عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سحره يهوديٌّ من يهود بني زريق يقال له: لبيد بن الأعصم حتى يخيَّل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله، فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث- في غير الصحيح سنة- ثم قال: «يا عائشة، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني ملكان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي: ما شأن الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في ماذا؟ قال: في مُشط ومُشاطة وجف طلعة ذكر تحت راعوفةٍ في بئر ذي أوران»."

ما هو ذروان.

ذي أوران.

مكتوب نحفظ بئر ذروان.

طالب: ..................

نعم، في بئر ذروان ويقول هنا بئر ذي أوران، لعل الأولى تخفيف من هذه.

طالب: ..................

نعم، هو معروف، لكن ذي أوران والذي نحفظه ذروان.

طالب: ..................

طيب على كل حال ما يهم، المقصود أنه الخبر صحيح، وفي الصحيحين سحر النبي -عليه الصلاة والسلام- ثابت، سحره اليهودي لبيد بن الأعصم، وثابت لا مجال للشك فيه، وإن شكك فيه بعض من تقدم وزعم أنه ينافي العصمة، وتلقاه بعض من تأخر حتى ممن ينتسب إلى العلم مع  الأسف زعموا أنه معارض للعصمة، والعصمة- ولله الحمد- ثابتة له -عليه الصلاة والسلام- فلم يحصل أثناء سحره ما يخل بتبليغه ما أوحاه الله إليه، يعني ما تطرق أي شك ولا أدنى تردد فيما أوحي إليه، أما كونه يخيّل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله فهذا أمر من أمور خاصة، في أموره العادية، لا تتعلق بما ثبتت فيه العصمة.

" فجاء البئر واستخرجه، انتهى الصحيح، وقال ابن عباس: «أما شعرت يا عائشة أن الله تعالى أخبرني بدائي»، ثم بعث عليًّا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء تلك البئر حتى كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة، وهي الراعوفة- صخرة تُتْرَك أسفل البئر يقوم عليها المائح- وأخرجوا الجف فإذا مشاطة. "

المائح وتقال المايح، وهناك الماتح بالتاء؛ لأن عند الاستقاء من البئر يكون الواحد في الأعلى يستنبط الماء بالدلو والرشاء، وشخص في الأسفل في الماء يملأ الدلو، فالماتح هو الأعلى، والمايح هو الأسفل، ولذا يقولون إن الأعلى للأعلى والأسفل للأسفل، يقولون التاء باعتبار النقطتين فوق الماتح الأعلى، والمايح بنقطتين أسفل للأسفل الذي أسفل البئر، ويطردون هذا، يقولون: كل أعلى لأعلى، وكل أسفل لأسفل، ومنها ما ذكروه في دَجاجة بالفتح، ودِجاجة بالكسر قالوا: دَجاجة الذكر، ودِجاجة الأنثى باعتبار أن هذا أعلى وأسفل، هذه من الطرائف التي تذكر في هذا المقام، وليست من متين العلم كما قال أهل العلم.

" فإذا مشاطة رأس إنسان وأسنان من مشط، وإذا وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغرزة بالإبر، فأنزل الله تعالى هاتين السورتين، وهما إحدى عشرة آية على عدد تلك العقد، وأمر أن يُتعوَّذ بهما، فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد النبي -صلى الله عليه وسلم- خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة، فكأنما أُنشط من عقال، وقال: ليس به بأس، وجعل جبريل يرقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول: «باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر حاسد وعين واللهُ يشفيك» فقالوا: يا رسول الله، ألا نقتل الخبيث؟ فقال: «أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أُثير على الناس شرًّا»، وذكر القشيري في تفسيره أنه ورد في الصحاح أن غلامًا من اليهود كان يخدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فدست إليه اليهود ولم يزالوا به حتى أخذ مُشاطة رأس النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمُشاطة بضم الميم ما يسقط من الشعر عند المَشط، وأخذ عدة من أسنان مشطه، فأعطاها اليهودي، فسحروه بها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي، وذكر نحو ما تقدم عن ابن عباس. الثالثة: تقدم في البقرة القول في السحر وحقيقته وما ينشأ عنه من الآلام والمفاسد وحكم الساحر، فلا معنى لإعادته. الرابعة: قوله تعالى الفلق. "

يعني عند قوله- جل وعلا-: {وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَ }البَقَرَةِ الآية :102  هناك أفاض المؤلف رحمه الله تعالى، وذكر جميع ما يتعلق بالسحر.

" قوله تعالى: الفلق، اختلف فيه فقيل: سجن في جهنم، قاله ابن عباس، وقال أبي بن كعب: بيت في جهنم إذا فُتح صاح أهل النار من حره، وقال.. "

الحبلي.

" الحبلي أبو عبد الرحمن: هو اسم من أسماء جهنم. وقال الكلبي: وادٍ في جهنم. وقال عبد الله بن عمر: شجرة في النار. وقال سعيد بن جبير: جب في النار. وقال النَّحاس: يقال لما اطمأن من الأرض فلق، فعلى هذا يصح هذا القول. وقال جابر بن عبد الله والحسن وسعيد بن جبير أيضًا ومجاهد وقتادة والقرظي وابن زيد: الفلق الصبح، وقاله ابن عباس، تقول العرب: هو أبين من فلق الصبح وفرق الصبح، وقال الشاعر.. "

قد جاء في الحديث الصحيح أن النبي -عليه الصلاة والسلام- أول ما بُدئ به من الوحي الرؤيا الصالحة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، وهذا أولى ما يُفسَّر به الفلق.

" وقال الشاعر:

يا ليلة لم أنمها بت مرتفقًا
 

 

أرعى النجوم إلى أن نور الفلق
 

وقيل: الفلق الجبال والصخور تنفلق بالمياه أي تتشقق، وقيل: هو التفليق بين الجبال والصخور؛ لأنها تنشق من خوف الله- عز وجل-، قال زهير:

ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت
 

 

أيدي الركاب بهم من راكس فلقًا
 

الراكس بطن الوادي، وكذلك هو في قول النابغة.. "

لماذا فتحت؟! ما زلتَ هي مضبوطة بالفتحة عندي، مضبوطة عندك؟

طالب: ..................

هو الأصل؛ لأنه يقول: أرمقُه، فالكلام منسوب له، للمتكلم نفسه.

"قال زهير:

ما زلتُ أرمقهم حتى إذا هبطت
 

 

أيدي الركاب بهم من راكس فلقًا
 

الراكس بطن الوادي، وكذلك هو في قول النابغة:

أتاني ودوني راكس فالضواجع
 

 

...............................
 

والراكس أيضًا الهادي، وهو الثور وسط البيدر تدور عليه الثيران في الدياسة، وقيل: الرحم تنفلق بالحيوان، وقيل: إنه كل ما انفلق عن جميع ما خلق من الحيوان والصبح والحب والنوى وكل شيء من نبات وغيره، قاله الحسن وغيره، قال الضحاك: الفلق الخلق كله، قال:

وسوس يدعو مخلصًا رب الفلق
 

 

سرا وقد أون تأوين العقق
 

قلت: هذا القول يشهد له الاشتقاق، فإن الفلْقَ الشق، فلقت الشيء فلقًا. "

{۞ إِنَّ ٱللَّهَ فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَى}  الأنعام:95  وهذا معروف؛ لأن فيها شقًّا.

" فلقت الشيء فلقًا أو شققته، والتفليق مثله، يقال: فلقته فانفلق وتفلّق، فكل من فلَق عن شيء من حيوان وصبح وحبٍّ ونوى وماء فهو فلق، قال الله تعالى: {{فالق الإصباح}} { ﭧ ﭨ}  الأنعام:96  قال: فالق الحب والنوى، وقال ذو الرمة يصف الثور الوحشي:

حتى إذا ما انجلى عن وجهه فلقٌ
 

 

هاديه في أخريات الليل منتصب
 

يعني بالفلق هاهنا الصبح بعينه، والفلق أيضًا المطمئن من الأرض بين الربوتين، وجمعه فلقان، مثل خلق وخلقان، وربما قالوا: كان ذلك يفالق كذا وكذا، يريدون المكان المنحدر بين الربوتين، والفلق أيضًا مقطرة السجّان، فأما الفِلْق بالكسر فالداهية والأمر العجب، تقول منه: أفلق الرجل وافتلق، وشاعر مفلق، وقد جاء بالفِلْق أي بالداهية، والفِلْق أيضًا القضيب يشق باثنين فيُعمل منه قوسان، يقال لكل واحدة منهما فِلْق، وقولهم: جاء يعلق فُلَق. "

لا، بِعُلَق بِعُلَق فُلَق.

" جاء بِعُلَق فُلَق. "

هذا من باب الإتباع مثل ما تقول فلان ضعيف نعيف، ضعيف نعيف هذا إتباع مثل عُلَق فُلَق.

" وهي الداهية لا يجرى مجرى عمر، يقال منه: أعلقتُ وأفلقت أي جئت بعُلق فلق. "

لا يجرى مجرى عمر، يعني هل يمنع من الصرف؛ لأنه وزن فُعَل مثل عمر أو لا؟ عمر قالوا المانع له من الصرف العلمية والعدل معدول عن عامر، فهل هذا مثله؟

طالب: ..................

هو مركب مزجي؟

طالب: ..................

لا لا.

" يقال منه: أعلقت وأفلقت أي جئت بعلق فلق، ومر يفتلق في عدوه أي يأتي بالعجب من شدته، وقوله تعالى:     {١ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ} الفلق:2  قيل: هو إبليس وذريته، وقيل: جهنم، وقيل: هو عام أي من شر كل ذي شر خلقه الله، عز وجل. "

لأن (ما) تفيد العموم {١ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}  الفلق:2  أي جميع ما خلقه الله- جل وعلا- مما ينطوي على الشر.

لدينا وقت لشيء؟ اقرأ.

" الخامسة: قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ }الفلق:3  اختلف فيه، فقيل: هو الليل، والغسق أول ظلمة الليل يقال منه: غسق الليل يغسق إذا أظلم، قال ابن قيس الرقيات:

إن هذا الليل قد غسق
 

 

واشتكيت الهم والأرق
 

وقال آخر:

يا طيف هند لقد أبقيت لي أرقًا
 

 

إذ جئتنا طارقًا والليل قد غسقا
 

هذا قول ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي وغيرهم، ووقب على هذا التفسير أظلم، قاله ابن عباس، وقال الضحاك: دخل، وقال قتادة: ذهب، وقال يمان بن رئاب: سكن، وقيل: نزل يقال: وقب العذاب على الكافرين نزل، قال الشاعر:

وقب العذاب عليهم فكأنهم
 

 

لحقتهم نار السموم فأحصدوا
 

وقال الزجاج: قيل الليل غاسق؛ لأنه أبرد من النهار، والغاسق البارد، والغسق البرد؛ ولأن في الليل تخرج السباع من آجامها والهوام من أماكنها، وينبعث أهل الشر على العبث والفساد وقيل: الغاسق الثريا. "

لأن ظلمة الليل تخفي أشباحهم وأجسامهم، فيصلون إلى ما لا يصل إليه في النهار، ينكشفون.

" وقيل الغاسق: الثريا، وذلك. "

وما تقدم هو أول ما يفسر به الغسق وهو ظلمة الليل، وقب يعني دخل، والغسق هو أيضًا يعبّر عنه أيضًا بالغلس والدلس في أول الليل يختلط الظلام بما بقي من نور في الأفق، فهذا يسمونه غلس ودلس، وهو الغاسق الذي هو ظلمة الليل.

" وقيل: الغاسق الثريا، وذلك أنها إذا سقطت كثرت الأسقام والطواعين، وإذا طلعت ارتفع ذلك، قاله عبد الرحمن. "

وحينئذٍ تؤمن العاهة إذا طلع الثريا أمنت العاهة، وجاز بيع الثمرة وإلا قبل طلوع الثريا فلا يجوز بيعها؛ لأنه لا تؤمن عاهتها، كما جاء في الأحاديث.

" قاله عبد الرحمن بن زيد، وقيل: هو الشمس إذا غربت، قاله ابن شهاب، وقيل: هو القمر قال القتبي: إذا وقب القمر إذا دخل في ساهوره، وهو كالغلاف له، وذلك إذا خسف به، وكل شيء أسود فهو غسق، وقال قتادة: إذا وقب إذا غاب، وهو أصح؛ لأن في الترمذي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمر فقال: «يا عائشة استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وقب» قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. "

ماذا قال عنه المخرّج؟

طالب: ................

وغيره يعني ما خُرِّج. حسين ما فيه تخريج غير هذا؟ ما فيه غيره؟

......

هذا أولى ما تُفسَّر به الآية إن صح؛ لأنه حديث مرفوع، وأولى ما يفسر به القرآن القرآن ثم السنة، هذا مرفوع إلى النبي- عليه الصلاة والسلام- وصححه الترمذي والحاكم، لكن معروفان بالتساهل، ومع ذلك هو أولى ما يُفسَّر به.

" وقال أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي. "

ويكون هذا مما لا يدرك من لغة العرب، هذا بالتوقيف يعرف، أما أصل اشتقاق المادة ومعناها في الأصل اللغوي: الغسق الظلمة والليل يقال له غسق باعتباره ظلامًا.

"عن ابن الأعرابي في تأويل هذا الحديث وذلك أن أهل الرِّيب يتحينون وجبة القمر، وأنشد:

أراحني الله من أشياء أكرهها
 

 

منها العجوز ومنها الكلب والقمر
 

هذا يبوح وهذا يستضاء به

 

وهذه ضمرز قوامة السحر"

نعم هؤلاء هم الذين يفضحونه، هو صاحب ريبة، هذا صاحب شر، فساد هذه الأشياء هي التي تفضحه، العجوز كثيرة الانتباه لا تستغرق في نومها، كما هو شأن كبار السن، فإذا حست به أخبرت عنه، وكذلك الكلب إذا رآه نبح، والقمر أيضًا ينير الكون فيُرى في مِشيته في الليل، أما إذا غابت هذه الأشياء وصل إلى ما يريده.

أزورهم وظلام الليل يشفع لي
 

 

.............................
 

أزورهم وظلام الليل يشفع لي                              وأنثني وبياض الصبح يغري بي


 

 


 

.............................
 

 

وبياض الصبح يغري بي
 

طالب: ................

أحد محسنه؟

طالب: ................

من يقال له؟

طالب: ................

عندك؟

طالب: ................

 طيب.

" وقيل: الغاسق الحية إذا لدغت وكأن الغاسق نابها؛ لأن السم يغسق منه أي يسيل، ووقب نابها إذا دخل في اللديغ، وقيل: الغاسق كل هاجم يضر كائنًا ما كان من قولهم: غسقت القرحة إذا جرى صديدها. السادسة: قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ }  الفلق:4  يعني الساحرات اللائي ينفثن في عُقد الخيط حين يرقين عليها شبه النفخ، كما يعمل من يرقي، قال الشاعر:

أعوذ بربي من النافثات
 

 

في عظه العاظه المعظه
 

وقال متمم بن نويرة:

نفثت في الخيط شبيه الرقى
 

 

من خشية الجنة والحاسد
 

وقال عنترة:

فإن يبرأ فلم أنفث عليه
 

 

وإن يفقد فحق له الفقود
 

" السابعة: روى النسائي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئًا وُكل إليه»، واختلف في النفث عند الرقى. ""

ماذا قال عنه؟

طالب: ................

ليّن، يحتاج متابعًا.

طالب: ................

عن الحسن عن أبي هريرة؟

طالب: ................

ما سمع من أبي هريرة.

" واختلف في النفث عند الرقى، فمنعه قوم، وأجازه آخرون، قال عكرمة: لا ينبغي للراقي أن ينفث ولا يمسح ولا يعقد. قال إبراهيم: كانوا يكرهون النفث في الرقى. "

لئلا يشبهوا فعل السحرة، لكن النفث ثابت عن النبي- عليه الصلاة والسلام.

" وقال بعضهم: دخلت على الضحاك وهو وجع فقلت: ألا أعوذك يا أبا محمد؟ قال: بلى، ولكن لا تنفث فعوذته بالمعوذتين. وقال ابن جريج: قلت لعطاء: القرآن ينفخ به أو ينفث؟ قال: لا شيء من ذلك، ولكن تقرؤه هكذا ثم قال: بعد انفث إن شئت. وسئل محمد بن سيرين عن الرقية ينفث فيها فقال: لا أعلم بها بأسًا، وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة، روت عائشة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان ينفث في الرقية، رواه الأئمة، وقد ذكرناه أول السورة وفي سبحان، وعن محمد بن حاطب أن يده احترقت فأتت به أمه النبي- صلى الله عليه وسلم- فجعل ينفث عليها ويتكلم بكلام زعم أنه لم يحفظه، وقال محمد بن الأشعث: ذُهب بي إلى عائشة- رضي الله عنها- وفي عيني سوء فرقتني ونفثت. "

فالنفث النفث ثابت، وكونه يشبه فعل السحرة لا يقتضي منعه، فالممنوع من السحر هو الشرك والالتجاء لغير الله- جل وعلا-، وأما هذا فهو لجوء إلى الله ودعاء له، رقية بكلامه وبالأدعية الثابتة عن النبي- عليه الصلاة والسلام- فلا مشابهة، بعض الناس يكره النفث من باب التقذّر يقول: لا تنفث على وجهي إما على ثيابي وإلا فلا تنفث، هذا من باب التقذر، لكن مادام ثبت عن النبي- عليه الصلاة والسلام- أنه نفث وبيّن الرقية، وأنها ينفث فيها أو ينفخ فلا كلام لأحد.

طالب: ................

لا، أحيانًا يصير معه ريق، ما المانع؟! «بريقة بعضنا بتربة أرضنا» ما المانع؟! إذا صار فيه ريق فما فيه إشكال.

طالب: ................

ما فيه ما يمنع أبدًا.

طالب: ................

نعم، النفخ بدون ريق والنفث معه الريق.

" وأما ما روي عن عكرمة من قوله: لا ينبغي للراقي أن ينفث، فكأنه ذهب فيه إلى أن الله تعالى جعل النفث في العقد مما يستعاذ به، فلا يكون بنفسه عوذة. "

منه مما يستعاذ الظاهر أنه يستعاذ منه، عندكم أيش؟

طالب: ................

به؟! يستعاذ به؟!

طالب: ................

والمعنى صحيح؟ أو يستعاذ منه؟ لو كان يستعاذ به..

" مما يستعاذ منه فلا يكون بنفسه عوذة، وليس هذا كهذا؛ لأن النفث في العقد إذا كان مذمومًا لم يجب أن يكون النفث بلا عقد مذمومًا، ولأن النفث في العقد إنما أريد به السحر المضر بالأرواح، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان فلا يقاس ما ينفع بما يضر، وأما كراهة عكرمة المسح فخلاف السنة، قال علي- رضي الله عنه- اشتكيت فدخل عليَّ النبيُّ- صلى الله عليه وسلم- وأنا أقول؛ اللهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني، وإن كان متأخرًا فاشفني وعافني، وإن كان بلاءًا فصبرني، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «كيف قلت؟» فقلت له فمسحني بيده ثم قال: «اللهم اشفه»، فما عاد ذلك الوجع بعد، وقرأ عبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن سابط وعيسى بن عمر ورويس عن يعقوب: ومن شر النافثات في وزن فاعلات، ورويت عن عبد الله بن القاسم. "

على زنة اسم الفاعل، وأما القراءة المعروفة فهي بصيغة المبالغة.

" ورويت عن عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- وروي أن نساءً سحرن النبي- صلى الله عليه وسلم- في إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية قال ابن زيد: كن من اليهود يعني السواحر المذكورات، وقيل: هن بنات لبيد بن الأعصم. الثامنة: قوله تعالى: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }  الفلق:5  قد تقدم في سورة النساء معنى الحسد، وأنه تمني زوال نعمة المحسود. "

وهؤلاء السحرة جبلوا على الشر، نعوذ بالله من شرهم، هذا اليهودي الذي سحر النبي- عليه الصلاة والسلام- جعل هذه العقد في قاع بئر؛ لئلا يوصل إليه، وذكر أن من سحرة هذا الوقت من جعل العقد في قاعدة عمارة ذات أدوار، حفروا القاعدة لأسفل البنيان، ووضع هذه العقد وواسى عليها التراب، ثم صب عليها بناية شاهقة، بل قد وجد ما هو أسوأ من ذلك، وضع في فم ميت، نسأل الله العافية، من يطلع عليه بعد؟! إلا إذا تاب هذا الساحر، فالشر متأصل فيهم، ولا أعظم من الشرك بالله- جل وعلا- والتقرب إلى شياطين.

طالب: ................

والله ما فيه شك أن النبي عليه الصلاة والسلام شُفي بحل العقد والوصول إلى السحر وإتلافه.

طالب: ................

الرقية سبب، قد يوجد هناك مانع يقاوم الرقية، فنحتاج إلى مؤثر آخر، المقصود أن كله شر، نسأل الله العافية، ولذلك كفر وحد الساحر ضربة بالسيف، أو ضربة بالسيف، ومع الأسف أنه يؤتى به ويُكرَّم وتنفق عليه الأموال، ويسمى بغير اسمه، يسمى محترفًا ويعظم أمام الناس، والناس يدخلون عليه بكروت وجبايات، ويحصل فيه اختلاط رجال مع نساء، ويزاول السحر، يسمونه المحترف أو السِّرك، ويعقد له خيط مما تخاط به الثياب بين مكانين مرتفعين متباعدين جدًّا، ويمشي على دباب على هذا الخيط بسرعة الدباب، ويرجع رويس بنفس السرعة على خيط مما يخاط به الثياب! هذا محترف هذا؟! هذا هو السحر، نسأل الله العافية، والناس تدفع الأموال لتشاهد مثل هذا.

طالب: ................

خفة اليد لها حدود، كل شيء له حدود، الشيء الذي لا يعقل وإذا اشتبه الحق بالباطل وجب منع الحق، إذا التبس الحق بالباطل يجب أن يمنع هذا، وإن كان حقًّا ليس فيه سحر؛ لأن الثاني ما يدريك أنه بعد يدعي هذه الدعوى، وهو في حقيقته ساحر.

طالب: ................

لا بد أن يعلم لأـن الحي أول متضرر.

طالب: ................

يحفر ماذا ويطلع، الشكوة لله، كما أنه يحفر أيضًا لمصلحة الميت إذا كان المحل ما هو مناسب للدفن يغير مكانه.

طالب: ................

ماذا يفعل به، لا بد أن يطلع، لا بد وتكون التكاليف كلها عليه، نسأل الله العافية.

" تقدم في سورة النساء معنى الحسد، وأنه تمني زوال نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها، والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل. "

التي هي الغبطة التي جاء فيها: «لا حسد إلا في اثنتين».

" فالحسد شر مذموم، والمنافسة مباحة، وهي الغبطة، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المؤمن يغبط، والمنافق يحسد»، وفي الصحيحين: «لا حسد إلا في اثنتين» يريد لا غبطة، وقد مضى في سورة النساء، والحمد لله. "

«المؤمن يغبط» قال عنه شيئًا؟ «المؤمن يغبط».

طالب: ................

إذًا ليس بصحيح لا يصح مرفوعًا.

" قال العلماء: الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، فيتبع مساوئه، ويطلب عثراته، قال- صلى الله عليه وسلم-: «إذا حسدت فلا تبغِ» الحديث وقد تقدم. "

باعتبار أن بعض النفوس مجبولة على مثل هذا الحسد وتمني النعم، والغيرة من أن يصاب أحد بنعمة، لكن لا يتكلم، ولا يعمل، ولا يبغي على من حسده، وبهذا يكون قد سلم وبرئ من التبعة، هذا قول لبعض أهل العلم، وينصره ابن الجوزي، وأن الإثم معلّق بالقول والفعل، وأما ما عدا ذلك فهو ملحق بحديث النفس، لكن عامة أهل العلم على أن الحسد محرّم، وتمني زوال النعمة عن غيره ولو لم يتكلم ولو لم يعمل؛ لأن هذا عمل القلب.

طالب: ................

لأن أكثرهن من النساء، الغالب عليه من النساء.

" والحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء، وأول ذنب عُصي به في الأرض، فحسد إبليس آدم، وحسد قابيل هابيل، والحاسد ممقوت مبغوض مطرود ملعون، ولقد أحسن من قال:

قل للحسود إذا تنفس طعنة
 

 

يا ظالمًا وكأنه مظلوم
 

التاسعة: هذه سورة دالة على أن الله سبحانه وتعالى خالق كل شر، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من جميع الشرور فقال: {مِن شَرِّ مَا خَلَقَ }  الفلق:2  وجعل. "

نعم الله- جل وعلا- هو الخالق المتفرد بالخلق، هو الخالق للخير والشر، لكن من باب الأدب أن الخير يضاف إليه صراحة، والشر يُكنى ولا يضاف صراحة {وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا}  الجن:10  «والشر ليس إليك» يعني إضافته لا ينبغي أن تكون صريحة إلى الله- جل وعلا- لكن هو خالقه بلا شك، هو خالق كل شيء، وليس معه خالق آخر، والله- جل وعلا- في هذه السورة يقول: {مِن شَرِّ مَا خَلَقَ }  الفلق:2  ولا شك أن المخلوقات الشريرة لا يجوز أن تضاف إلى غيره مثل العقارب والحيات والسباع وغيرها من الذي خلقها؟ هو الله-جل وعلا.

طالب: ................

ما صنعتُ يعني ما صنع هو.

طالب: ................

يعني نسبته لا تنبغي أن تكون صريحة إليك مثل ما قال الله- جل وعلا-: {أَشَرٌّ أُرِيدَ}  الجن:10  ما قال: وأراده الله أو أراد بهم ربهم شرًّا لا، بينما الخير أضافه صراحة.

" وجعل خاتمة ذلك الحسد. "

على أنه المنفي عنه- جل وعلا- الشر المحض، أما الشر الذي هو في ظاهره شر، وفي عاقبته وباطنه قد يكون خيرًا هذا هو الذي يُنسب إلى الله.

" تنبيهًا على عظمه وكثرة ضرره، والحاسد عدوّ نعمة الله، قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه أحدها: أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره، وثانيها: أنه ساخط لقسمة ربه كأنه يقول: لم قسمت هذه القسمة؟ وثالثها: أنه ضادّ فعل الله أي إن فضل الله يؤتيه من يشاء، وهو يبخل بفضل الله، ورابعها: أنه خذل أولياء الله، أو يريد خذلانهم وزوال النعمة عنهم، وخامسها: أنه أعان عدوه إبليس، وقيل: الحاسد لا ينال في المجالس إلا ندامة، ولا ينال عند الملائكة إلا لعنة وبغضاءً، ولا ينال في الخلوة إلا جزعًا وغمًا، ولا ينال في الآخرة إلا حزنًا واحتراقًا، ولا ينال من الله إلا بعدًا ومقتًا، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم- قل: «ثلاثة لا يستجاب دعاؤهم آكل الحرام ومكثر الغيبة ومن كان في قلبه غِلٌّ أو حسد للمسلمين»، والله سبحانه وتعالى أعلم. "

مخرّج؟

طالب: ................

على كل حال انطواء القلب على الحسد منافٍ لسلامة القلب يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩}الشعراء: ٨٨ - ٨٩  وقصة ابن عمر مع الرجل الذي قال النبي- عليه الصلاة والسلام-: «يدخل عليكم رجل من أهل الجنة»، في النهاية تبين أن هذا الرجل لا يحمل حقدًا ولا غلاً على أحد.

"