العلم مهما أُخِذَ منهُ، ومهما تَزَوَّد الإنسانُ منهُ، أوَّلاً: أنَّكَ لا تَنْقُصُ منْ أَخَذْتَ منهُ العلم؛ لأنَّ العلم يَزِيد بالإنْفَاق، ما يَنْقُصْ.
الأمر الثَّاني: أنَّكَ قد أَخَذْتْ، فأنتَ ومن أَخَذْتَ منهُ ومِمَّنْ أَخَذَ منهُ، كُلُّ هذا شيءٌ يسير لا يُذْكَرْ في جانب عِلْمِ الله -جلَّ وعلا-: {وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [(85) سورة الإسراء]، وما عِلْم مُوسى والخَضِرْ إلاَّ كما نَقَرَ العُصْفُور من البَحْر بالنِّسبة لعلم الله -جلَّ وعلا-، فَعَليكَ من العِلْم بما يَنْفَعُكْ، وإلاَّ العُمر لا يَسْتَوْعِبْ كُلَّ العِلْم، فَأَنْتَ تبدأ بالمُهِم؛ لِتُدْرِك هذا المُهِمّ، واتْرُكْ غيرَهُ وإنْ كان فيهِ شيء من النَّفْع والفَائِدَة.
وبالمُهِمِّ المُهِمّ ابدأ؛ لِتُدْرِكَهُ |
|
وقَدِّمِ النَّصَّ والآرَاءَ؛ فاتَّهِمِ |
لا بُدَّ أنْ يَبْدَأَ الإنْسَانَ بالمُهِم؛ لأنَّهُ إذا كان يَخْلِطْ مُهِمّ، وغير مُهِمّ، ويُلَقِّط من ذا، ويمين ويسار يخلط ، مَا يَصْلَح، يَضِيع العُمر بدُون فائِدَة، فَعَلى طالب العلم أنْ يُرَتِّبْ نَفْسَهُ، ويَأْخُذْ من العلم ما يَنْفَعُهُ؛ لأنَّهُ لَنْ يُحِيطْ بالعِلْم، يقول: نبي نأخذ من العلم ما ينفع وما لا يَنْفَع العُمر ما يَسْتَوْعِبْ، عُمرك لا يَسْتَوْعِبْ كُلّ مَا يَنْفَع؛ فضلاً عَمَّا لا يَنْفَعْ!