ما هي أَسْبَابُ إجابَة الدُّعَاء؟
أوَّلاً: لا بُدَّ من بذلِ الأسباب وانتفَاءُ المَوانع، والنَّظرُ إلى الموانع أشدّ؛ لأنَّ لو بُذِلَتْ الأسْبَابُ كُلُّها، ومع ذلك وُجِدَ مانع من الموانِعْ، لم تُقبل، يُسْتَبْعَد أنْ يستجِيبَ اللهُ -جلَّ وعلا-، والنَّبِيُّ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام- ذكر الرَّجُل ((يُطِيلُ السَّفر، أَشْعَثْ، أغْبَرْ، يَمُدُّ يديهِ إلى السَّماء..)) هذهِ كُلَّها من أسْبَاب الإجابة، يقولُ: ((يا ربِّ، يا ربِّ))، يدعُوا بهذا الاسم من الأسماء الحُسْنَى، ومع ذلك يقولُ فيه أهل العلم إنَّهُ أوْلَى ما يُدْعَى بِهِ، وإذا كَرَّرَهُ الإنسان خمْسْ مَرَّاتْ حَرِيٌّ بالإجابة؛ لكنَّهُ وُجِدَ المانع، ((ومَطْعَمُهُ حرام، ومَشْرَبُهُ حرام، وغُذِيَ بالحرام؛ فأنَّى يُسْتَجابُ لهَُ!)) اسْتِبْعَادْ، وكثيرٌ من المُسْلِمين مُتَوَرِّطْ في هذا الأمر إمَّا في مسائل البيع والشِّراء، أو الوظيفة التِّي لا يُبْرِئُ ذِمَّتَهُ منها، أو الدُّخُول في أُمُور ومُساهمات وأشياء فيها شُبُهات كُل هذهِ من الموانع، فعلى الإنسان أنْ يحرص على انْتِفَاء الموانع، ثُمَّ إذا انْتَفَتْ هذهِ الموانع يأتِي بالأسباب، من تَحَيَّنْ أوقات الإجابة، وبالدُّعاء المأثُور، ولا يدعُو بإثْمٍ ولا قطيعة رحم، ويَجْتَنِبْ السَّجْع، ويَجْتَنِبْ الاعتِدَاء في الدُّعاء، ويَرْفَعُ يديْهِ، ويَبْتَهِلُ إلى الله -جلَّ وعلا- مُقدِّماً التَّعْظِيمَ لله -جلَّ وعلا- والصَّلاة على النبي -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلام-؛ حِينئِذٍ تُرْجَى الإجَابة.