الطَّريقة الصَّحيحة لدراسة المُتُون

يقول: ما هي الطَّريقة الصحيحة لطالب العلم في دراسة المتون؟ هل يدرس المتن على شرح واحد أم يتوسَّع في الشُّرُوحات؟ وما هو الحد الأقصى من الشُّرُوحات للمتن الواحد؛ حتَّى يَسْتَوعبَهُ فَهماً، مع العلم أنَّني طالب مُبتدئ؟

طالب مُبتدئ، أوَّلا: تقرأ من المتون ما قُرِّر للطُّلاب المُبتدئين، المُتُون الصَّغيرة، وتقرأ عليها الشروح المُبَسَّطة المُيَسَّرة، وتسمع عليها التسجيل للشُّرُوح المُختصرة، ثم بعد ذلك تنتقل إلى ما بعدها، وما يُشكل عليك تسأل عنهُ، وتحضر الدروس في هذه المتون إلى أنْ تُنْهِي كُتُب المرحلة الأولى التِّي هي طبقة المبتدئين إلى المرحلة التِّي تليها المُتوسِّطين، فتتوسع قليلا، أما كوننا نقتصر على شرح واحد أو أكثر من شرح فهذا الذي يُحدِّدُهُ الحاجة، قد يكون هذا المتن لهُ شرح وافي لا نحتاج معهُ إلى غيرِهِ، وقد يكونُ هذا المتن لهُ شُرُوح يُكمِّلُ بعضهُا بعضاً، فلا يقول قائل: إنَّ شرح النَّووي على مُسلم مثل فتح الباري مثلاً! يعني طالب العلم إذا اكتفى بالنِّسبة للبُخاري بفتح الباري، نقول: فيهِ غُنْيَة وإنْ كانت الشُّرُوح الأخرى فيها فوائد؛ لكنْ كيف يكتفي طالب العلم بشرح النووي على مُسلم وفيهِ إعواز كبير؟ ولذلك أُلِّفَت السِّلسلة المُكَمِّل بعضُها لبعض بالنِّسبة لمُسلم فهناك المُعلم وهناك إكمالُ المُعلم، وإكمال الإكمال، ومُكَمِّلُ إكمال الإكمال مع النووي، مع النووي، مع القُرطبي، إذا اجتمعت هذه الكتب كلها ما تُعادِل فتح الباري، فنحنُ بالنِّسبة إلى صحيح مُسلم بحاجة إلى أنْ نُراجع هذهِ الشُّرُوح كلها، وبالنِّسبة للبُخاري إذا اقْتَصَرْنا على فتح الباري فيه كفاية؛ لأنَّهُ فيه مادَّة كبيرة، وإنْ أضفنا إليهِ عمدة القاري، وإرشادُ السَّاري ، فضلاً عن شرح الإمام الحافظ ابن رجب -رحمهُ الله تعالى-.