((اللهُّمّ أَمْضِ لِأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ)) يعني ما تركُوهُ لله -جلَّ وعلا- أمْضِيهِ لهم، ((ولا تَرُدُّهُم على أعْقَابِهِم))؛ بِأَنْ يَسْكُنُوا ويَسْتَوْطِنُوا البُلْدَان التّي تركُوها من أجل الله، والهِجرة شأنُها عظيم في الإسلام، وهي باقية إلى قيام السَّاعة، وهي الانتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، ومن بلاد البِدع -بلاد المعاصي- إلى بلاد السُّنَّة بلاد الاستقامة والالتزام، عند من يُعينك على تحقيق الهدف، هذهِ هي الهِجرة، وهي باقية إلى قيام السَّاعة، وهي واجِبَة، ولا يجُوزُ البقاء بِحَال بين ظهراني الكُفَّار، والخطر على المُسلم وعلى ذُرِيَّته معرُوف، يُدْرِكُهُ كُلّ أحد، وكم من طفل من أبناء المُسلمين تنصَّرُوا ولا تَهَوَّدُوا و لاَّ ترك دينه؛ لأنَّهُ بيضطر يُدَرَّسْ في مدارسهم، تُدَرَّسْ دِيَانَاتُهم، ويقولون حنا عندنا حُرِّيَّة ونُزاول عملنا، ما هو بصحيح، عندك حُرِّيَّة وأنت طالع ونازل ذاهب آيب تشُوف الكُفَّار وأعمالهم وكُفرُهُم وفُجُورُهم، تشُوف معاصِيهُم الظَّاهرة والباطِنَة ما هو بصحيح، إذا كان أهل العلم يُوجِبُون؛ بل يُحَرِّمُونَ البقاء في بلدٍ ولو كان إسلاميّ ليسَ فيهِ عالم يُفْتِي النَّاس ويدُلُّهُم على الحق، ويدُلُّهم على الخير ويُرْشِدُهُم إليهِ، منهُم من أفْتَى بتحريم البقاء في مثل هذا البلد، فكيفَ الإقامة في بلاد الكُفَّار؟! ونحنُ ولله الحمد في هذه البلاد نعيش نِعَمْ، نِعَمْ لا تَخْطُر على البال، يعني أنواع ممَّا يُرضي الله -جلَّ وعلا- موجُودة عندنا، نعم عندنا شيء من الخلل، عندنا نقص، عندنا معاصي، والخَبَثْ كَثُرْ، نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعيد الأُمَّة إلى دِينها.