استحباب مُخالفة الطريق يوم العيد

هذا الحديث الصَّحيح حديث جابر -رضي الله عنهُ- قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم العيد خالف الطريق" يعني ذهب من طريق ورجع من طريقٍ آخر, وقال بهذا جمعٌ من أهل العلم واستحبوه لا سِيَّما للإمام, وهو المذهب عند الحنابلة والشَّافعيَّة, يَسْتَحِبُّون للجميع, بعضُهُم خَصَّهُ بِالِإمام؛ لأنَّ النَّبِي -عليه الصَّلاة والسَّلام- إمام؛ لأنَّ النَّاس كُلُّهُم بحاجة إلى الإمام وقد يكونُ لهم حاجات عندهُ لا يستطيعُون الوُصُول إليهِ إلاَّ بِهذِهِ الطَّريقة؛ فإذا كان يمر من هؤُلاء ويمُر من هؤُلاء ويَقْضِي حوائِج هؤُلاء، ويستمع إلى مطالِب هؤُلاء لا شكَّ أنَّهُ يُحَقِّق السُّنَّة بهذا... وهل يُقال مثل هذا في الجُمعة باعتبارها تُشَارِك العِيد وهي عيد الأُسبُوع؟ أو يُقال إنَّ هذا خاصٌّ بِالعِيد؟ المَسألة مُحْتَمِلَة؛ فإذا نَظَرنا إِلى أَصْل العِلَّة قُلْنَا: إِنَّها سُنَّة؛ لأنَّ الحَاجَة مُسْتَمِرَّة إِلى الِإمام لا سِيَّما مِثْلُهُ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام- الذِّي يَحْصُل بِمُرُورِهِ الخَيْر والبَرَكَة, ولِأَهْلِ العِلم وأهْلِ الفَضْل الِإقْتِدَاء بِهِ فِي مِثْلِ هَذا، واللهُ المُستعان.