المجيء إلى العيد ماشيا أفضل

يقول علي -رضي الله عنهُ- (من السُّنَّة ) المعرُوفْ أنَّ قول الصَّحابي من السُّنَّة لهُ حُكمُ الرَّفْع (من السُّنَّة أنْ تخرج إلى العيد ماشياً) رواهُ التِّرمذي وحَسَّنَهُ؛ لكنَّهُ من رِوَاية الحارث الأعور عن علي وهو ضَعيفٌ جداً, فَالخَبَر ضَعِيف، والتِّرمذِي حَسَّنَهُ فِي جَامِعِهِ, لما يشهد له من أخبار أُخرى مُرْسَلة عن الزُّهْرِي وغيره, وأيضاً جاء النَّص الصَّحِيح بالنِّسْبَة لِصَلاةِ الجُمُعَة (يخرج إلى الجُمُعة ماشياً ويرجع ماشياً), والعِيد فِي حُكْمِ الجُمُعة إذا أَمْكَن ذلك وتَيَسَّر؛ لكنْ إذا كان المُصَلَّى بَعيداً ويَشُقُّ عليهِ المَشِي فلا شكَّ أنَّ الرُّكُوب لا بَأْسَ بِهِ.

 الإمام البُخَاري -رحمهُ اللهُ تَعَالى- بَوَّبَ فِي الصَّحِيح قال: بَابُ المَشِي والرُّكُوب إلى العِيد، فَسَوَّى بَيْنَهُما وأنَّ كُلاًّ مِنْهُما جَائِز؛ لكنْ مَسْأَلَة كَوْن المَشِي أفْضَل لا شكّ  كالجُمُعة، والجمعة فيها نصٌّ صحيحٌ صَرِيح  في أنَّ المَشِي إِلَيْها أَفْضَل وأنَّ كُل خُطْوَة يُرْفَع بِها دَرَجَة ويُحَطُّ عنهُ سَيِّئَة ويُكْتَبْ لهُ بِهَا حَسَنَة، والعِيد في حُكْمِها، وكذلك المَشِي إلى الصَّلَواتْ كذلك، فالعِيد من بابِ أولى؛ لكنْ هذا الحَدِيثْ لا يَثْبُتْ في إسْنَادِهِ الحارث الأعور وهُو ضعيفٌ جدًّا.