على المُسلم أنْ يُعيد النَّظر في عِبَادَاتِهِ لِيتحقَّق لهُ المَطْلُوب

على الإنسانْ أنْ يُعِيد النَّظَر في عِبَادَاتِهِ، بعضُهُم يَحُج، ويَرْجِعُ بآثَامِهِ وذُنُوبِهِ؛ لِأَنَّهُ لمْ يُؤَدِّ الحَج على الوَجْه الشَّرعيّ، فَعَلَيْنَا أنْ نَتَفَقَّه فِي الدِّين، ونَنْظُر فِي هَدْي سَيِّدِ المُرْسَلِينْ، مُخْلِصِينَ فِي ذَلك لله -جَلَّ وعَلا-، مِنْ أَجْلِ أنْ تَتَرَتَّبْ الآثَار على هَذِهِ العِبَادَاتْ، فَتَجِد الإِنْسَان مِثل مَا ذَكَرْنَا يَصُوم ويُصَلِّي ويَحُج، ويَبْلُغ مِنَ العُمر مَا يَبْلُغ، وهُو عَلَى عَادَتِهِ، وكَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ! تَجِدْ حَالَهُ قَبْل رَمَضَانْ وبَعْد رَمَضَانْ لَا فَرْق! مَا تَغَيَّر مِنْ حَالِهِ شَيْء، يَحج ويَرْجِع، ثُمّ يَعُود إِلَى مَا كَانَ يُزَاوِلُهُ قَبْلَ الحَج، يَدْخُل المَسْجِد ويُصَلِّي الصَّلاة ، ثُمَّ بَعد ذَلِك إِذَا خَرَج كَأَنَّ شَيْئًا لَمْ يَكُنْ! تَجِدْهُ يَعْتَكِفْ فِي العَشْرِ الأَوَاخِر، وقَبْلَ الاعْتِكَافْ يَفُوتُهُ شَيْء مِنَ الصَّلَوات تَجِدْهُ إِذَا خَرَج بَعْد إِعْلان خُرُوج رَمَضَان فَاتَهُ شَيْءٌ مِنَ صَلاةِ العِشَاء، خَرَجَ المَغْرِب وفَاتَهُ شَيْء مِن صَلاةِ العِشَاء، والعَهْد قَرِيب ... لِمَاذا؟! لأنَّ هذهِ العِبَادات مَا أُدِّيَت على الوَجْهِ الشَّرعيّ، فيها نَقْص، فيها خَلل، ولا يُقال بإعَادَة هذهِ العِبَادات أو بِبُطْلانِها – لا – إذا اكْتَمَلَتْ شُرُوطُها، وأَرْكَانُها، وَوَاجِبَاتُها صَحَّتْ وسَقَطَ بِها الطَّلَبْ، ولا يُطَالبْ بإعَادَتها؛ لكنْ الآثَار المُتَرَتِّبة عليها إنَّما تكُونُ إذا أُدِّيَت على الوَجْه الشَّرعيّ، كثير من المُسْلِمين يَسْمَع الحَدِيث الصَّحيح: ((الصَّلَوات الخَمْسْ والجُمُعة إلى الجُمُعة، ورَمَضَان إلى رَمَضَانْ، والعُمْرَة إلى العُمرة كَفَّارَاتْ لما بَيْنَهُنّ مَا لَمْ تُغْشَ كبيرة))   - أو -  ((ما ارْتُكِبَت الكَبَائِر)) كما فِي بعضِ الألْفَاظ، ثُمَّ بعد ذلك يُصلِّي صلاةً ليسَ لهُ إلاَّ عُشْرُ أجْرها، هذهِ الصَّلاة يقُول شيخُ الإسلام -رحِمَهُ اللهُ- إنْ كَفَّرَتْ نَفْسَها كَفَتْ!؛ فعلى الإنْسَان – كما قُلْنا – أنْ يُعِيد النَّظَر في هذهِ العِبَادات، ويُؤَدِّيها على الوَجْه الشَّرعيّ، ويَحْرِصْ أنْ يَتَعَرَّف على سُنَّةِ النَّبيّ -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-؛ لِيُؤدِّي العِبَادات على الوَجْهِ المَطْلُوب مُخْلِصاً  فِي ذَلِك للهِ -جَلَّ وعَلا-.