عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((مُسْتَرِيحٌ، وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ...)) الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ؛ لأنَّ هذهِ الدُّنيا سَفَرْ، مَثَلُها كَمَثَلِ شَخْص اسْتَظَلّ بِظِلّ شجرة، ثُمَّ يُفارقها، فالدُّنيا لا شك أنَّها سَفَر، والأيَّام هي مَراحِل هذا السَّفَر، فإذا وَصَل إلى المَقْصَد والهَدَفْ والسَّفَر كما جاء في الحديث: ((السَّفَرْ قِطْعَةٌ من العَذَابْ)) إذا انْتَهَى السَّفَر ورَجَع إلى أهْلِهِ وبَلَدِهِ ارْتَاح، وهذهِ رَاحَة نِسْبِيَّة بالنِّسْبَةِ للسَّفَر، وعُمُوم النَّاسْ على هذا أو غَالبهم؛ وإلاَّ بعض النَّاس يَتعلَّلْ بالأسْفَار هُرُوباً مِمَّا عِنْدَهُ منْ مَشاكل في بَيْتِهِ وأهلهِ وذَويهِ! على كُلِّ حال الدُّنْيَا كُلُّها سَفَرْ، وأَيَّامُها مَراحل يَقْطَعُها الإنْسَانْ مَرْحَلَة مَرْحَلة، فهذا المُسافر السَّفَر الطَّوِيل سَفري بعيد وزَادي لن يُبَلِّغني، المَقْصُود إنَّ هذا السَّفر إذا قُطِعَ على الوَجْه المَأْمُور بِهِ، وهذهِ المَراحل، وهذهِ الخَزَائِنْ يَسْتَفيد منها على مُرَادِ الله -عزَّ وجل-، مِثل هذا يَرْتَاحْ خلاص وَصل القَصْد وصل الهَدَفْ، ولا رَاحَة قَبْلَ دَار القَرَارْ، الرَّاحَة التَّامَّة؛ وإلاَّ المُؤْمِنْ يَرْتَاح في قَبْرِهِ، وفي البَرْزَخْ، المَقْصُود أنَّ مثل هذا يَسْتَرِيحْ والعَكْسْ فيمن يُؤْذِي النَّاس ولا يَنْفَعُهُم بِوَجْهٍ من الوُجُوه، مثل هذا يُسْتَرَاحْ منهُ.