يَمُوتْ الكُفْء وهُو عَلَى رَأْسِ العَمَلْ يَشْغَر المَكَان سِنِين؛ يَبْحَثُون عَنْ شَخْصٍ بَدِيل مَا يَجِدُون! أَنْتُمْ انْظُرُوا الآن من ذَهَبَ مِنْ أَهْلِ العِلْم هَلْ يُوجَد مَنْ يَسِدّ مَسَدُّهُ؟! ((لَا تَكَادُ تَجِد رَاحِلَة)) نعم - يُوجَد نَاس على قَدْر الوَقْت، وأهل الوقت؛ لكنْ فَات أَئِمَّة كِبَار نَسْأَل الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعَوِّضْ الأُمَّة خيرًا، وإذا كان أهلُ الحَدِيثْ إِذَا مَاتَ شَخص مُسْنِدْ يَعْنِي عِنْدَهُ أَسَانِيدْ عَالِيَة قالوا: نَزَلَتْ الأُمَّة دَرَجَة بِوَفَاتِهِ فَكَمْ نَزَلَت الأُمَّة بِمَوْت بَعْض الكِبَار؟! دَرَجَاتْ قَرُبَتْ مِنَ الحَضِيض، كانت الثِّقَة بِعُلَمَاء هذهِ البِلَاد كَبِيرَة جِدًّا؛ أَخَذَتْ تَنْزِلْ تَنْزِل، والخير باقي إنْ شَاءَ الله، واليَأْس ما هو بِوَارِد؛ لكن شوف الحديث ((إِنَّمَا النَّاس كَالإِبِل المِائَة)) إِذَا أَرَدْتَ أنْ تُسَافِر، وعِنْدَكَ رَعَايَا مِنَ الإِبِلْ، تقول: يا الله أيّ وَحْدَة يالله بس نركب؟! ما هو بأيِّ وحدة، تختار؛ هذي تَصْلَح، هذي تَصْبِر، هذي جَفُول، هذي صَعْبَة، هذي إيش هذي ذَلُول نركب؛ تَخْتَار وَاحِدَة من المِائَة فَكَيْفَ بِالرِّجَال؟! هذا يَصْلَح، هذا طَايل، هذا قَاصِر، هذا حار، هذا بارد، هذا... ما تجد الشَّخْص المُنَاسِب فِي المَكَان المُنَاسِب؛ إِلَّا وَاحِد بِالمِائة! ((لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيها رَاحِلَة)) هَذَا فِي سَفَرٍ يَسِير، قَصِير يمكنْ سَاعَة، سَاعَتِينْ ، يُومْ يُومِينْ، شَهَر سَنَة؛ يَنْتَهِي؛ لَكِنْ سَفَر عمر، سَفَرْ أُمَّة كامِلَة يُسَيِّرُهَا رَجُل كُفْء! هذا الشَّاقّ، واللهُ المُسْتَعَان.