الأعمال ما تُقاس بالأعمار

إذا كان هِمَّة الإنسان الجنة وعمل لها حصَّلها، عمر بن عبد العزيز لما كان والياً على المدينة, كانت هِمَّتُهُ الولاية على المدينة ثم حصَّلها، ثم الخلافة ثم حصَّلها، وش بقي؟ في أول يوم تولي الخلافة سمت هِمَّتُهُ إلى أعظم من الدنيا كلها إلى الجنة، فعمل لها، وسمعتم وقرأتم في سيرته في هاتين السنتين مدة خلافته ما لا يحقق في عشرات السنين، سنتين وعمره أربعون سنة، توفي -رحمه الله-، فالأعمال ما تُقاس بالأعمار؛ إنما تقاس بالإنجازات, تجد الشخص يعيش تسعين سنة، مائة سنة مثلاً وإذا وجدته إن كان من أهل العلم وجدت تراثه إذا جمعته وجدته أوراق، وقد لا تجد، تبحث عن طلاب يذكرونه ما تجد، وهو يشار إليه أنه من أهل العلم، وجلس على المشايخ، وحصل علم، وتولى منصب، ومنهم من بلغت علومه شرق الأرض وغربها، في نصف هذه المدة، عمر بن عبد العزيز أربعين سنة، النووي ست وأربعين سنة لو اجتمعت جامعات الدنيا من أجل تأليف مثل المجموع ما استطاعوا، لماذا؟؛ لأن النووي ما عنده استراحة، ولا عنده مائدة تجلب من ست قارات، مائدة الطعام تجلب من ست قارات؟ هذا مو بخيال يا إخوان هذا واقع يعيشه بعض الناس الآن، النووي عنده كسرة خبز، وماء مالح؛ لأن همته سمت عن الدنيا كلها، بهذا العمر القصير شوف النفع الكثير والكبير خلف من الكتب من الطلاب من له أجره وأجر ما علمه هؤلاء الطلاب إلى يوم القيامة.

لو أن الله -جل وعلا- ولو تفتح عمل الشيطان-؛ لكن في مثل هذا لو أن الله -جل وعلا- نزهه عن التخليط في بعض مسائل الاعتقاد, نسأل الله -جلا وعلا- أن يعفو عنا وعنه.