التخوُّل بالعلم

والواحد منا إذا حضر درساً، أو ألقى درساً يحتاج إلى راحة، كأنه ألقى صخرة من فوق رأسه، يحتاج بقية اليوم كله يرتاح، وينفس عن نفسه، ويروح، فمثل هذا يحتاج إلى..، يحتاج الإنسان في مثل هذه الظروف إلى إعادة نظر, النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يتخولهم بالموعظة، في الحديث الصحيح أنه قيل لابن مسعود: ألا تحدثنا كل يوم؟ قال: "ألا إني أتخولكم، كما كان رسول الله –عليه الصلاة والسلام- يتخولنا بالموعظة"، نعم عوام الناس الذين ما أشربت قلوبهم حب العلم، مثل هؤلاء لا يضيق عليهم، ولا يكرر عليهم الكلام؛ لأن هؤلاء يملون، فمثل هؤلاء يتخولون، أما بالنسبة لطالب العلم يأمُل أن يكون إماماً للمتقين، وقدوة للعاملين، مثل هذا لابد أن يحمل نفسه علي العزيمة، والهمة العالية؛ لأنه يحتاج لمدة يسيره إلى جهاد، ومعاناة، ثم بعد ذلك لا يلبث أن تكون هذه ديدنه، وهي هجيراه بحيث لا يستطيع أن يفارق هذا البرنامج، وهذا شيء مجرب، يبدأ الإنسان في أول الأمر بقراءة صفحة، صفحتين، ثلاث، ربع ساعة، نصف ساعة في اليوم الثاني، ساعة في اليوم الثالث، إلى أن يضيق ذرعاً بوقت الطعام، ما يجد وقتاً للطعام، حتى أنه وجد من أهل العلم من يجعل القارئ يقرأ عليه، وهو في مكان قضاء الحاجة؛ لئلا يضيع الوقت، وأعرف من شيوخنا من حفظ ألفية العراقي، وهو يتوضأ، يعني واحد يصب عليه الماء يتوضأ، والثاني يقرأ عليه، بس وقت الوضوء، وقت الوضوء يحتاج إلي إيش؟ دقيقة يحفظ بيتاً، وحفظ كتباً أخرى لكن هذا مثال, هذا من استغلال الوقت، وهذه همة عالية نحتاج إليها:

 

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

 

وتأتى علي قدر الكرام المكارم