نعمة الآلات والأجهزة

الآلات والأجهزة يسرت الآن بإمكانك أن تحضر الدروس وأنت في بيتك، وأنت جالس في بيتك من خلال الأشرطة والإنترنت وغيره، تأتي إلى المتن الذي يشرحه هذا العالم، وليكن مثلاً كتاب التوحيد، فتحضر المتن وتسمع الشرح من الشريط، أو من خلال الشبكة، وتنظر في المتن تقرأ المتن أكثر من مرة قبل أن تسمع الدرس وتفهم المتن معناه كلمة كلمة من خلال ما تسمع من شرح، والأمر ميسور -ولله الحمد- وهذا في جميع العلوم، وكثير من الناس أدرك من العلم أكثر مما يدركه من يزاحم العلماء وهم في بيوتهم، بل تأتينا الأسئلة التي تدل على الفهم الدقيق من كندا وأستراليا في آن واحد، من خلال الشبكة، ونحن في الدرس، فالأمر متيسر، وليس لأحد عذر، فعلينا أن نعنى بهذا الجانب وهذا لا يكلفنا شيء، وإذا عرفنا لا بد أن نعرف أولاً شرف المطلوب، يعني لو قيل لك مثلاً: اذهب كل عصر إلى الحراج، ترزَّق، أنت راتبك قد لا يكفيك ويكفي أولادك، تروح إلى الحراج، تقول: يا أخي ايش أتردد إلى الحراج عشرين ثلاثين كيلو وأنا رايح جاي، أيش باحصل في الحراج ؟ أثاث متكسر أو شيء ما يسوى التعب؛ لكن إذا أنت عرفت شرف المقصود، وهو العلم الشرعي، الذي أشهد الله -جل وعلا- أربابه وأصحابه على الشهادة له بكلمة التوحيد، عرفت أن جميع ما تبذله من أجل تحصيل هذا العلم فهو رخيص، يعني ما يستحق الذكر بالنسبة لما تحصله، هناك كتب ألفها أهل العلم بلهجة العصر، صارت سهلة وميسرة، بإمكان المتعلم أن يقرأ فيها ويستفيد، نعم كانت المتون صعبة، كانت المتون صعبة، لا يُدركها كثير ممن يقرأ فيها من غير أهل الاختصاص، الآن صارت العلوم ميسورة، سهلة ميسرة، يعني من كان يتطاول على زاد المستقنع من غير العلماء وطلاب العلم؟! حتى يسر الله له الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- فشرحه بالشرح الممتع، الشرح الممتع يفهمه الناس كلهم؛ لأن الشيخ - رحمه الله تعالى- ذَلَّلَ الله له كيفية التعليم وإيصال المعلومات، فنستفيد فائدة من هذا الكتاب، الملخص الفقهي أيضاً كتاب يستفيد منه كل من يقرأ ويكتب، فلا عُذر لنا ولا حجة لنا في أن نترك، يعني لو المسألة متن الزاد، نقول: هذا صعب على المتعلمين؛ لكن شرحه للشيخ ابن عثيمين مفهوم، شروح الشيخ ابن جبرين، وشروح المشايخ كلها سهلة ميسرة، نفهمها ونحن في البيوت؛ لكن نحتاج مع ذلك إلى أن نطلع درجة درجتين ثلاث، في علوم الآلة حتى نستطيع أن نتعامل مع النُّصُوص على الطريقة العلمية المعروفة عند أهل العلم، وهذا أيضاً أمرٌ يسير، ولله الحمد؛ لأنّ هذه العلوم شرحها هؤلاء العلماء، ويَسَّرُوها لطُلاب العلم، فكيفيَّة التَّحصيل تتم بحضور الدروس وبالمطالعة الخاصة بهذه الكتب التي ألفت بلغة العصر، ولهجة العصر بحيث يفهمها كل أحد، بحضور الدروس بالبدن ومزاحمة الشيوخ، والإفادة منهم مباشرة أو من طريق الآلات لمن لا يستطيع ذلك، فالأمر متيسر -ولله الحمد- وبإمكان الشخص أن يكون عالماً من خلال هذه الآلات، نعم قد يحتاج إلى أن يستفهم، بإمكانه أن يرفع سماعة التلفون، ويسأل أي عالم يحل له هذا الإشكال، وقد يقول قائل: أن العلماء مشغولين نتصل ولا يردون، نعم التقصير موجود، وأيضاً العدد غير كافي لحاجات الناس؛ لأنه كان في السابق العالم الواحد يغطي البلد؛ لأن السواد الأعظم عوام، لا يحتاجون إلى أسئلة إلاَّ فيما يقع لهم، الآن – لا -، السواد الأعظم مُتَعَلِّم، ويسأل عن كل ما يُشكل عليه، فصار فيه كثرة في الطلب على أهل العلم، مع كثرتهم، صار الطلب أكثر من طاقتهم، فعلينا أن نُعنى بهذا الباب.