المخرج من الفتن

المخرج من الفتن، وجدت الفتن، وجدت الفتن، والآن تموج من حولنا، والناس يتخطفون من حولنا، ونحن نعيش في أمن ورخاء ورغد ولله الحمد والمنة، نسأل الله -جل وعلا- أن يديم هذا بتوفيقنا لرضاه.

المخرج: الاعتصام بكتاب الله -جل وعلا- والعمل بسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في الحديث: ((تكون فتن)) قيل: يا رسول الله فما المخرج منها: قال: ((كتاب الله)) فعلى المسلم الذي يحسن القراءة أن يكون ديدنه تلاوة كتاب الله، قراءة القرآن، في كل وقت، هذا فيه مخرج من الفتن، وفيه أيضاً بكل حرف عشر حسنات، يعني تجلس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس أسبوع وتختم القرآن، ساعة، تختم القرآن في أسبوع، ثلاثة ملايين حسنة، ومع ذلك العصمة في كتاب الله، فمن يفرط في مثل هذا؟ ما يفرط إلا محروم، نسأل الله السلامة والعافية، يعني في وقت قصير ولا يعوقك عن تحصيل أي مصلحة، لا دين ولا دنيا، ومع ذلك تجد الذين يجلسون انتظاراً لارتفاع الشمس قلة، ونراهم في بلادنا، بلاد الخير والفضل، أقل من القليل، بل كثير من المساجد ما يجلس أحد، ما يجلس أحد، ذهبنا إلى بعض المناطق، مناطق المملكة التي في عرف كثير من الناس محل ازدراء، ليست محل، يعني ما هي بمحل التزام واستقامة، وفيها طوائف مبتدعة، وفيها اختلاط وكذا، وجلس بعد صلاة الصبح صفان إلى أن ارتفعت الشمس، ومظاهرهم ليست من مظاهر الاستقامة والالتزام، فالزهد في مثل هذه الأمور التي جاء الحث عليها لا شك أنه خذلان، يعني ما الذي يمنع أن يجلس طلاب العلم، يجلس عامة المسلمين، كبار السن، خيار الناس، بعد صلاة الصبح إلى أن تنتشر الشمس لمدة ساعة، ويقرأ القرآن، أسبوع ثلاثة ملايين حسنة، ويعصم من الشيطان، يعصم من الدجال، الإنسان في، غني عن العصمة من الفتن؟ المخرج في كتاب الله، العمل بسنة النبي -عليه الصلاة والسلام- ((عليكم بسنتي))، والذي لا يعمل بالسنة لا بد وأن يبتلى ببدعة، لا بد أن يبتلى ببدعة، عليه أيضاً أن يلزم العبادة، في أوقات الفتن ففيها مخرج، وفي الحديث الصحيح: ((العبادة في الهرج كهجرة إلي))، ((العبادة في الهرج كهجرة إلي)) فعلى الإنسان أن يلزم هذه العبادة.

الفرائض عليه أن يسعى في تكميلها، يعني إذا كان يعقل منها النصف أو الربع، أو الثلث يسعى أن يعقل جميع هذه الفرائض؛ لأنه ما تقرب بشيء أحب إلى الله مما افترض عليه، ثم بعد ذلك يسعى فيما يسد الخلل من الإكثار من النوافل من جنس هذه العبادة، يكثر من نوافل الصلاة، يكثر من نوافل الصيام، من نوافل الحج والعمرة، ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) الأذكار التي لا تكلف الإنسان شيئا،ً ورتب عليها الأجور العظيمة، إبراهيم -عليه السلام- يقول للنبي -عليه الصلاة والسلام-: ((يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة قيعان، غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر)) تجد الإنسان يغرس الشجرة، أو يغرس النخلة، ويتكلف عليها المبالغ والجهود، وخمس سنوات أو ست ما تثمر، سبحان الله غرس شجرة في الجنة، الحمد لله غرس شجرة في الجنة، وهكذا، ما الذي يعجز عن أن يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وهي الباقيات الصالحات، {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ} [سورة الكهف:46]، يعني أفضل من المال ومن البنين، وهي لا تكلف شيء، وأنت جالس، وأنت قائم، ماشي، مضطجع، في نور، في ظلام، على أي حال تذكر الله، سبحان الله وبحمده في دقيقه ونصف مائة مرة حطت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، يعني الذي يلهج بذكر الله، هل يخذل في وقت الفتن إذا كان ذلك من أخلاص واستحضار لهذه الأذكار؟ لن يخذل بإذن الله، وجاءت الأحاديث الكثيرة في الذكر والذاكرين، ((سبق المفردون، الذاكرون الله كثيراً والذاكرات)) وللذكر أكثر من مائة فائدة، ذكرها ابن القيم -رحمه الله- تعالى في أول الوابل الصيب في الكلم الطيب، الوابل الصيب من الكلم الطيب، فالعبادة في وقت الفتن وقت الهرج الذي هو: القتل بلسان الحبشة، لا شك أنه فيه مخرج عظيم وتوفيق من الله -جل وعلا- للخروج من هذه الفتن.

لزوم جماعة المسلمين، يعني إذا وجدت هذه الفتن، ووجد القتل على الإنسان أن يلزم جماعة المسلمين.

أيضاً يكثر الاستعاذة بالله -جل وعلا- من هذه الفتن، يكثر الاستعاذة بالله -جل وعلا- من هذه الفتن، عله أن يوافق ساعة استجابة فيعصم منها، يعني موقف العلماء وطلاب العلم في أيام الفتن، عليهم أن يبصروا الناس، ويثبتوهم، ويربطوا على قلوبهم، ويبينوا لهم ما جاء في ذلك من نصوص، ولا يجعلونهم يتخبطون ويتبعون كل ناعق يتكلم ممن له شأن، ومن لا شأن له.