اتبعوا ولا تبتدعوا

النبي -عليه الصلاة والسلام- أعلم الخلق، وأكمل الخلق، وأشرف الخلق، وأخشى الخلق، وأكرمهم على الله، وأعلمهم و أتقاهم وأكرمهم وأشجعهم، هذا لا يُنَازِع فيه أحد؛ لكن لا يجوز أنْ يُصْرَفْ لَهُ شيء من حُقُوق الرَّب -جلَّ وعلا-، فهو يقول فيما صحَّ عنه: ((إياكم والغلو؛ فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو))، وقال: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم)) والقائل ممن ينتسب إليه، ويزعم أنَّهُ يَتَقَرَّبُ بِمَدْحِهِ إلى الله -جَلَّ وعلا- يقول:        

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذُ به 

 

سواك عند حلول حادث العمم!!!

إذا كان لا يوجد من يلوذ به إذن أين الله؟! فهذا غلو يرفع النبي -عليه الصلاة والسلام- من مرتبته التي وضعه الله فيها بين العبودية والرسالة إلى مقام الربوبية يقول: 

من جودك الدنيا و ضرتها

 

ومن علومك علم اللوح والقلم

ماذا أبقى لله -جل وعلا-؟! إذا كانت الدنيا والآخرة من جود النبي -عليه الصلاة والسلام- فماذا أبقى لله -جل وعلا-؟! ومرتبة النبي -عليه الصلاة والسلام- معروفة ومحفوظة في النفوس وهو أحب  إلى المسلم يجب أن يكون أحب إلى المسلم من نفسه وجاء في الحديث: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين))، وهذا في الصحيحين: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين))، وفي البخاري من حديث عمر: ((لأنت أحب الناس إلي إلا من نفسي، فقال: بل ومن نفسك يا عمر!، قال: بل أنت أحب الناس إلي من نفسي، قال: الآن يا عمر)) هذا شيء المحبة والمودة والتعظيم والاحترام والإجلال وإنزاله منزلته التي أنزله الله بها، وجاء في أوصافه أنه الأعلم الأخشع الأتقى لله -جل وعلا- هذا لا يعني أننا نصرف له شيئاً من حقوق الرب -جل وعلا-؛ فالرب له حقوقه، والرسول -عليه الصلاة والسلام- له حقوقه، ولا شك أن من المسلمين بل كثير من المسلمين بل ممن يقيم هذه الموالد ويدعي حب النبي -عليه الصلاة والسلام- في محبته للنبي -عليه الصلاة والسلام- خلل وتقصير شديد؛ لأن مجرد الدعوة الكلام دعوى تحتاج إلى برهان ما البرهان على صدق هذه الدعوة؟ الإتباع فإذا ابتدعنا في الدين ما صدقنا في دعوانا فلا بد أن نتبع ولا نبتدع.