دخول الذي يطلب العلم أحيانًا في حديث «من سلك طريقًا»

السؤال
هل من حضر دروس العلم عند استطاعته من غير أن ينتهج منهجًا في طلب العلم يدخل في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة»؟
الجواب

هذا الذي حضر الدروس وقصدها وسلك الطريق إليها ولو لم يكن منتظمًا فهو يدخل في الحديث؛ لأن «مَن سلك» من صيغ العموم، وأيضًا «مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا» نكرة في سياق الشرط، فـ«طريقًا» و«علمًا» نكرة في سياق الشرط؛ لأن الموصول مُشرب بالشرط في الجملة، «مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له به طريقًا إلى الجنة» [مسلم: 2699]، فيفيد العموم، وعلى كل حال إذا خرج من بيته قاصدًا الدرس ولو لم يكن منتظمًا فإنه يُسَّهل له طريقٌ إلى الجنة، وتسهيلُ هذا الطريق ليس بمثابة وبمنزلة من سلك الطريق باستمرار أو بانتظام يلتمس العلم، مع أن هذا يختلف عن ذاك، هذا يستفيد فائدة أقل، وذاك المنتظم الذي يسلك الطريق لطلب العلم من أبوابه وعلى أهله وعلى طريقتهم وترتيبهم يُحصِّل الوصف الذي يصير به عالمًا، ويدخل في {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9]، فهذا سلك طريقًا؛ ليكون عالمًا، فلا شك أن فضله وأجره أكثر وأعظم، والثواب المُرتَّب على الوصف بالعلم غير المُرتَّب على مجرد طلب العلم، وإن كان هذا وسيلة إلى ذاك، لكنْ فرق بين من يسعى؛ ليكون عالمًا، فيسلك الطريق المُرتَّب المُنظَّم ويحضر الدروس منتظمًا فيها مُرتبًا فيها على طريقة أهل العلم، ويؤهل نفسه ليكون عالمًا -والعالم لا شك أن فضله على العابد كما ذُكر في الخبر-، وبين مَن سلك طريقًا حال الفراغ كأن يجد فراغًا فيذهب إلى مسجد فيه درس، لكن مع ذلك هذا لا يخلو من الأجر، وقد سلك الطريق، فيُرجى أن يُسهَّل له طريقٌ إلى الجنة.