ما ورد في السؤال من ترتيب أمور على تحرك العين اللا إرادي ورفيفها، فإنه لا أصل له لا من حيث الدليل ولا في الواقع، وهو أشبه ما يكون بالتطيُّر المعلَّق بالطيور، فإن ذهبت من جهة اليمين اُعتقد فيها الخير، وإن ذهبت من جهة الشمال تشاءموا واعتقدوا فيها الشر، يقول: (يعتقدون بأن العين إذا رفَّت وتحركت حركة لا إرادية فإن ذلك يؤدي لأمر ما) يعني مثل الطيور، (فإذا كانت هذه الحركة من العين اليمنى فإنه سوف يحصل بذلك خير)، مثل: السوانح والبوارح التي تذهب ذات اليمين وذات الشمال، فإن ذهبت ذات اليمين تفاءلوا خيرًا ومضوا إلى عملهم، وإن ذهبت إلى ذات الشمال كفوا عن ذلك وظنوا أن هذا الأمر يؤدي إلى شر، على كل حال إذا أَمْضتْ أو رَدَّتْ فهذه الطِّيرة المحرمة، فإذا حصل شيء من هذا فعليه أن يتوكل على الله ويمضي إلى طريقه ولا يلتفت لمثل هذه الأمور.
والمقصود بقولنا: (إذا أمضتْ أو ردَّتْ) إذا رفّت العين اليمنى أو ذهبت الطير من الجهة اليمنى فأمضته إلى عمله وجعلته يمضي ويستمر في طريقه، فإن هذا لا شك أنه من التطيُّر. وكذلك إذا كفَّته ومنعته من الذهاب إلى طريقه وسبيله بأن ذهبت ذات الشمال فكذلك هذه طِيرة، والطيرة شرك.