الإفطار في الطائرة فوق مدينة الطائف على توقيتها مع رؤية الشمس

السؤال
عندما كنتُ في الطائرة في رمضان أُعلن في الطائرة أننا حاذينا ميقات مدينة الطائف، وذلك لأجل الدخول في نية العمرة، فنظرتُ حينها إلى الساعة فوجدتُ أن أذان المغرب في مدينة الطائف قد دخل قبل أربع دقائق، ومع ذلك مازلتُ أرى الشمس، وترددتُ في الفطر، لكن لما تذكرتُ حديث التعجيل بالفطر أفطرتُ في تلك اللحظة بناءً على توقيت المدينة التي نحن فوقها، وأنا أرى الشمس، فما حكم صيامي لذلك اليوم؟
الجواب

الصيام محدَّد بالنص إلى الليل {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ} [البقرة: 187]، والليل إنما يبدأ بغروب الشمس، ومازالت الشمس طالعةً فإن الغاية لم تتحقَّق، فمادام الصائم يرى الشمس فلا يجوز له أن يُفطر بحال، ولو كان في الطائرة في جهة العلو، ولو أفطر مَن تحته في الأرض؛ لأنه تحققَّتْ فيه الغاية: غابت عنه الشمس، أما في جهة العلو فالشمس طالعة، وحينئذٍ لا يجوز له أن يُفطر؛ لأنه لا يزال في النهار؛ لأن الشمس علامة النهار، وعليه حينئذٍ أن يقضي هذا اليوم الذي أفطره قبل غروب الشمس، والله أعلم.

وكذلك مَن كان في جبلٍ شاهقٍ وتحته أناس ويسمع أذانهم، فمادام يرى الشمس لا يجوز له أن يفطر ولو كانت المسافة قريبة، فالمقصود أنه يرى الشمس {ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ}، ولا قائل يقول: إنه يمكن أن يأتي الليل والشمس طالعة أبدًا؛ لأن الشمس آية النهار {فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً} [الإسراء: 12].