درجة أثر: «رُبَّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه»

السؤال
هل هذا الحديث صحيح «رُبَّ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه»؟ وكيف يلعنه القرآن؟
الجواب

هذا أثر وليس بحديثٍ مرفوع إلى النبي –عليه الصلاة والسلام-، فهو مأثور عن ميمون بن مهران -رحمه الله-، فليس بحديث، وهذا مما يُدرك بالاجتهاد، كيف يُدرك؟ نعرف أن هذا يظلم ويقرأ القرآن، أو يأكل الربا ويقرأ القرآن، أو غير ذلك مما ورد لعنه في القرآن وهو يُزاوله ويَمتهنه، نعرف أن القرآن لعنه، وإن تجاوز الله عنه –جلَّ وعلا- وعفا عنه فهذا شيء آخر، لكن هذه الآية منصبَّةٌ على مَن اقترف الجُرم والذنب الذي لُعن بسببه، وهذا فيه تحذير للمسلم الذي يقرأ القرآن ولا يعمل به، فإن مِن الناس مَن يقرأ القرآن ويَمرُّ عليه الزواجر والمنهيات ومع ذلك هو مُستمر في غيِّه وضلاله، {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [هود: 18] وهو يظلم الناس! وهذا في القرآن، أليس معنى هذا أن القرآن الذي جاء فيه {أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} تتناوله وهو فرد من أفرادها، وهو يظلم الناس؟ هذا معنى الأثر، وهذا مُدرك وليس من الأمور التوقيفية، ولذلك هذا أثر وليس بحديث.