معنى قول الله تعالى: {إن الله بالغ أمره}

السؤال
سائل يسأل عن قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}؟
الجواب

قال المفسرون في قوله -جل وعلا- في الآية المذكورة: {إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} [الطلاق: 3]: أي: مُنفِّذٌ قضاياه وأحكامه في خلقه بما يريد ويشاؤه، {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} يعني: نظير قوله -جل وعلا-: {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8].

{إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ} قرأ عاصم: {بَالِغُ أَمْرِهِ} بالإضافة، وقرأ غيره: {بَالغٌ أمرَه}، والفرق بين القراءتين أنه إذا كان بمعنى المُضي فالمتوجِّه الإضافة، وإذا كان الأمر -الذي هو الحدث- بمعنى المستقبل فالمتوجِّه هو القطع عن الإضافة، والتنوين.

وينظِّرون لمثل هذا -كما ذَكر ذلك القرطبي في تفسير آخر سورة النازعات- من باب التوضيح أنه فرقٌ بين مَن يقول: (أنا قاتلُ زيدٍ)، وبين مَن يقول: (أنا قاتلٌ زيدًا)، فالذي يقول: (أنا قاتلُ زيدٍ) هذا يَعترف على نفسه بأنه قتله، وأن الفعل قد مضى، والذي يقول: (أنا قاتلٌ زيدًا) هذا يُهدِّد بأنه سيقتله في المستقبل، والله أعلم.