قول الناس عن العالم: (مولانا)

السؤال
ما حكم قول الناس عن العالم: (مولانا)، فيقولون: (مولانا فلان)؟
الجواب

المولى كلمة مشتركة، جاء إطلاقها على الله -جل وعلا-، وهي من أسمائه، لكنها من الأسماء المشتركة، وجاء إطلاقها على المخلوق، فكما تُطلق على الله -سبحانه وتعالى- تُطلق على السيد والمالك وتُطلق على القريب، {يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا} [الدخان: 41] يعني: قريب عن قريبه، وتُطلق على العتيق فيقال له: (مولى)، والمُعتِق يقال له: (مولى)، هذا مولى من أعلى، وهذا مولى من أسفل.

فهي كلمةٌ مشتركة، لكن الأولى والأفضل ألَّا تُطلق على الناس بمعنى الرئاسة بمعنى الكبير ونحو ذلك؛ لأنه جاء في حديث رواه الإمام مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقل: مولاي، فإن مولاكم الله» [يُنظر: مسلم: 2249]، وجاء في حديث آخر أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال للعبد: «وليقل: سيدي مولاي» [البخاري: 2552] لمن يملكه، المقصود أن مثل هذه الألفاظ مثل: (السيد)، فالنبي -عليه الصلاة والسلام- صحَّ عنه أنه قال: «أنا سيد ولد آدم» [مسلم: 2278]، ولما قيل له: "أنت سيدنا"، قال: «السيد الله» [أبو داود: 4806]، يعني في مواطن، فحينما يكون القلب مشرأبًّا –مثلًا- إلى العلو والارتفاع يُتورَّع عن مثل هذا، وإذا كان مع التواضع وبيان الواقع فلا مانع من ذلك، فيقال كما يقول العبد: (سيدي ومولاي).

وعلى كل حال فالأمر فيه واسع -إن شاء الله تعالى-، كما هو شأن الأسماء المشتركة بين الله –سبحانه وتعالى- وبين خلقه، كالعزيز والكريم وما أشبه ذلك، لا مانع من إطلاقها على المخلوق، فالأمر فيه سعة -إن شاء الله تعالى- في حق السيد المالك، فيُلحق به من كان مثله في المعنى كالسلطان والأمير وشيخ القبيلة والعالم أيضًا، ولكن التورع عن مثل هذا الكلام المُلبِس الموهِم الذي له دخَل في النية، وله دخَل في التعظيم وغيره، وتركه أولى حينئذٍ، والله أعلم.