أثر الدهان المتبقِّي في أعضاء عُمَّال البناء على الوضوء

السؤال
ما يتبقَّى من الدهان في أيدي وأرجل عمال البناء بعد طلائهم المباني هل يُعفى عنه، أو يُعدُّ مانعًا من الوضوء؟
الجواب

هذا الباقي في أيدي وأرجل العمال:

- إن كان له جرم يمنع من وصول الماء إلى البشرة فلا بُد من إزالته، ولا يصح الوضوء وهو موجود على العضو من أعضاء الوضوء.

- وإذا كان لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة كمجرد اللون ونحوه، فإنه لا مانع أن يتوضأ وهو موجود.

وهؤلاء العمال الذين يُزاولون هذه المهن ويبقى في أيديهم ما يمنع من صول الماء إلى البشرة، عليهم أن يلبسوا ما يقي أيديهم من وصول هذه المواد التي تمنع من وصول الماء إلى البشرة.

يقول النووي –رحمه الله- في (المجموع): (إذا كان على بعض أعضائه شمعٌ أو عجينٌ أو حناء وأشباه ذلك، فمنع وصول الماء إلى شيءٍ من العضو لم تصح طهارته، سواء كثُر ذلك أم قَل، ولو بقي على اليد وغيرها أثر الحناء ولونه دون عينه، أو أثر دُهنٍ مائعٍ بحيث يمس الماء بشرة العضو ويجري عليها لكن لا يَثبت صحَّتْ طهارته)، يعني إن كان له جرم يمنع وصول الماء إلى البشرة فهذا لا تصح معه الطهارة، وإن كان مجرد لونٍ أو أثرٍ لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة فهذا لا بأس به، وتصح الطهارة معه.

فالحناء عندما يكون في خلطته على اليد هذا يمنع وصول الماء إلى البشرة، لكن عندما يصبح مجرد لونٍ على العضو فهذا لا يؤثر، وكذلك ما يستخدمه الناس الآن من الأدهنة، فإذا كان هذا الدهان ينبو عنه الماء ولا يتمكَّن الماء من الاستقرار على العضو والتردُّد عليه، فهذا أيضًا يمنع من وصول الماء إلى البشرة؛ لأنه لا يتمكَّن معه الماء من الوصول إليها، وإذا كان هذا الدهان الذي يستعمله الناس؛ لتحسين البشرة ومعالجة ما فيها من قشورٍ أو شطوب أو نحو ذلك، لا ينبو معه الماء، بل يتخلله ويصل إلى البشرة، وليس له جرم يمنع من الوصول، فهذا لا بأس به -إن شاء الله تعالى-.

أما لو أن إنسانًا –مثلًا- أكل من مادةٍ دسمة من لحم أو غيره، ثم بقي هذا السمن والدسم على يده، ثم غسلها بمجرد الماء دون أن يُزيله تمامًا، ثم توضأ بعد ذلك، فهذا لا يضر ولا يؤثر على الوضوء؛ لأنه لا يمنع من وصول الماء إلى البشرة، والسلف هذه عادتهم، ليس عندهم من المنظِّفات والمزيلات التي عندنا، كما قال بعضهم: "لم يكن لنا مناديل إلا أكفنا وسواعدنا وأقدامنا" [البخاري: 5457]، فلا يمنع هذا -إن شاء الله تعالى-، وبالله التوفيق.