السؤال
رأيتُ في مدينة النبي –صلى الله عليه وسلم– رجلًا ليس من العرب يتحدث في مسائل الدِّين بطلاقةٍ وبإجادة لأحكام اللغة العربية، فحرَّك ذلك كوامن نفسي: كيف هذا الأعجمي وصل إلى ما وصل إليه في إتقانه للغة العربية وأنا عربيٌّ من بلاد العرب ولا أُحسن قواعد اللغة؟! فدفعني ذلك دفعًا شديدًا إلى تعلم اللغة العربية وطلب العلم الشرعي، ولي في هذا -بحمد الله- قريبًا من السَّنة، لكن السؤال الذي يُحيِّرني: هل يُعتبر هذا الدافع الذي دفعني من قبيل مَن يتعلم العلم؛ ليُباهي به العلماء، أم هو دافعٌ إيجابيٌّ بالنسبة لي؟
الجواب
هذا الدافع قد يكون الإنسان في غفلةٍ عن عملٍ خيري فيتنبَّه له، ويستيقظ ضميره، فيفعله فيُثاب عليه، وهذا الذي رأيتَه من هذا الأعجمي وأعجبك منه صار سببًا في طلبك للعلم الشرعي وما يُعين عليه من علوم العربية، فلا يدخل هذا في المماراة إلا إذا وقر في قلبك أثناء قرارك بتعلم العلم واللغة أنك ستفعل كذا: ستُماري به العلماء، وتُجاري به السفهاء، فهذا شيءٌ آخر، أما أصل المسألة فلا يظهر فيها ما ذكرتَ في السؤال، والله أعلم.