دخول الماء إلى حلق الصائم عند المضمضة والاستنشاق بدون قصد

السؤال
توضأتُ وأنا صائم، ودخل الماء إلى حلقي عند المضمضة والاستنشاق، ولم أتمكَّن من ردِّه، فهل علي القضاء لذلك اليوم؟
الجواب

على المسلم إذا صام أن يحتاط لصيامه ولا يبالغ في المضمضة ولا الاستنشاق، وجاء في حديث لقيط بن صبرة –رضي الله عنه-: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا» [أبو داود: 142]، فعلى المسلم أن يحتاط لصيامه، ولا يترك مجالًا للماء أن ينساب إلى جوفه لا من طريق الفم ولا من طريق الأنف، ولكن إذا احتاط لذلك واستحضر صيامه، وذهب من الماء شيء لا يستطيع ردَّه فلا شيء في ذلك، والله -جل وعلا- يقول: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5]، ويقول العلماء: إن طار إلى حلقه غبار أو ذباب -يعني: من غير قصد ولا اختيار- فإنه لا يُفطر، وكذلك الماء إذا دخل إلى جوفه من غير قصدٍ، سواء كان في المضمضة أو الاستنشاق، مع استحضاره لصيامه وأيضًا عدم المبالغة في ذلك؛ احتياطًا للصوم، فإنه إذا ذهب شيء منه بدون قصد فإنه لا يُفطِر به، والله أعلم.