المفاضلة عند دخول الحرم بين البدء بطواف العمرة وبين الدخول في التراويح

السؤال
هل الواجب أن أبدأ بطواف العمرة حال دخلتُ الحرم، إذ دخلتُه وهم يصلون التراويح، أم أصلي التراويح، ثم أبدأ الطواف؟
الجواب

لا شك أن تحية البيت الطواف، والابتداء بالطواف مستحبٌّ لكل داخل، سواء كان متلبِّسًا بنُسُك أم لا، فهو تحية البيت، لكن إذا تعارض هذا الاستحباب وهذا الفضل مع ما يفوت كالتراويح المسؤول عنها فإن الأفضل حينئذٍ أن يبدأ بصلاة التراويح؛ لأن صلاة التراويح إذا تركها وطاف فإنها تفوته مع الجماعة ومع الإمام، ومعروف أنه «مَن قام مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة» [الترمذي: 806]، وأما الطواف فإن وقته لا يفوت، فبإمكانه إذا صلى التراويح مع الإمام كاملةً وانصرف بعده أن يأتي بالطواف، وإن كان محرمًا جاء معه بالسعي، وهكذا.

فالقاعدة أن ما يفوت يُقدَّم على ما لا يفوت؛ تحصيلًا لأجر الأمرين، الفائت وغير الفائت، أما إذا قُدِّم ما لا يفوت وأُخِّر ما يفوت، فإذا انتهى مما لا يفوت ورجع إلى ما يفوت ووجد وقته قد فات فإنه يُحرَم من أجره، والله أعلم.