التزام المسافر عند جمع الصلاتين بوقت الجمع في اليوم الأول

السؤال
إذا سافرتُ أجمع وأقصر في الصلاة، ولكنني أُلزم نفسي أنني إذا جمعتُ أول يوم في الظهر فإني في جميع أيام إقامتي في بلد السفر يكون جمعي في الظهر، ولا أُراعي في ذلك الأريح والأنسب لوقتي، وكذلك في المغرب والعشاء: إذا جمعتهما في المغرب أُلزم نفسي أني أصليها في وقت المغرب في جميع أيام إقامتي هناك، هل ما أفعله صحيح، أو أنه يمكنني أن أجعل الجمع في كل يوم على ما يتناسب مع وضعي في السفر؟
الجواب

المسافر يجوز له أن يجمع بين الصلاتين ويقصر الرباعية إلى ركعتين، والجمع سواء كان تقديمًا في وقت الأولى أو تأخيرًا في وقت الثانية، كله جائز، وجاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في (البخاري) عن أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر، ثم ركب» [1112]. وعلى كل حال الجمع والقصر إنما هو من أجل فِعل الأرفق بالمسافر، وعليه أن يراعي ذلك، فإن كان جمع التقديم في وقت الظهر أو في وقت المغرب أرفق به فهو أفضل، وإن كان جمع التأخير في وقت العصر أو في وقت العشاء أرفق به فهو أفضل، فالأفضل في حق المسافر أو غير المسافر ممن يباح له الجمع أن يفعل ما هو أرفق به، فإن كان الأرفق به أن يُقدِّم قدَّم، وإن كان الأرفق به أن يُؤخِّر أخَّر؛ لأن الأصل جواز الجمع رخصة وتسهيلًا، فكل ما كان أسهل على المسافر وأرفق به فهو أفضل؛ تحقيقًا للعلة التي من أجلها شُرع الجمع، والله أعلم.