علاج العجز والكسل والخمول وحب النوم

السؤال
ما علاج العجز والكسل والخمول وحب النوم، حيث إنني أرجو أن أكون مُنتِجًا في حياتي، ومباركًا في وقتي، وحريصًا على العلم، وصبورًا على العمل، وناجحًا في التجارة...، لكن هذه الأمور تغلبني ولا أستطيع التخلص منها؟
الجواب

في (صحيح البخاري) من حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: «كنتُ أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل، فكنتُ أسمعه كثيرًا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال» [2893]، عليك أن تستعيذ بالله من هذه الأمور، وأن تُشمِّر عن ساعد الجِد، وأن تأخذ أمورك بقوة، سواء في أمور الدين أو في أمور الدنيا، ولا تكسل ولا تعجز، وعليك أن تجاهد نفسك، وتغالب نفسك وشيطانك:

وخالفِ النفسَ والشيطانَ واعصهما
 

 

وإن هما محضاكَ النُصحَ فاتَّهمِ
 

لا شك أن النفس ميَّالة إلى الكسل والإخلاد إلى الراحة والنوم، لكن العزيمة فيها الغنيمة -كما يقال-، فإذا أعطى الإنسان نفسه هواها فإنه في الغالب لا يُفلح، فعليه أن يستعيذ بالله من هذه الأمور التي ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- كما قال أنس -رضي الله عنه-: «فكنتُ أسمعه كثيرًا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال»، وعليه أن ينظر في العواقب، فإذا أراد أن يعمل عملًا أو توجَّه إلى عمل ينظر في عاقبته، فإن كان من أمور الخير فليبادر إليه، وإن لم يكن من أمور الخير أو كانت فائدته أقل من غيره فليقدِّم ما هو أكثر له فائدة، ولا يُتبع نفسه هواها، يقول الناظم:

 

وإذا هممتَ بأمرِ سوءٍ فاتَّئِد
 

 

وإذا هممتَ بأمرِ خيرٍ فاعجلِ
 

 

يعني: بادر.

وصحبة أهل الهمة وقراءة سير أهل الهمم العالية من أهل العلم وغيرهم لا شك أنها من الدوافع التي تعين على الحزم والعزم وعلو الهمة، أما مصاحبة أهل البطالة وأهل الكسل فالنتيجة معروفة أنه سوف يقتدي بهم ويتأثَّر بسلوكهم ويكتسب صفاتهم، والله أعلم.