سبيل النجاة من الفتن

السؤال
ما السبيل للنجاة من هذه الفتن التي تموج بالأمة؟
الجواب

أولًا: جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أن «العبادة في الهرج كهجرة إليَّ» [مسلم: 2948]، «الهرج» أي: القتل، يعني: في زمن الفتن وكثرة القتل ينبغي للإنسان أن يتَّجه إلى العبادة، والعبادة في زمن الفتن كهجرة إليه -عليه الصلاة والسلام-، فيحرص الإنسان على العبادة، ويُكثر من ذكر الله وتلاوة كتابه، ويُكثر من النوافل: من الصلاة والصيام والصدقة والبر وغيرها، ويعمل في هذه الأيام لإصلاح نفسه وإصلاح من تحت يده، ويبدأ بالأقرب فالأقرب، وبذلك ينجو، فطوبى للعامل في مثل هذه الأيام، وجاء في (سنن أبي داود) ما يدل على أن للعامل في أيام الفتن أجر خمسين، قالوا: يا رسول الله منَّا أو منهم؟ قال: «منكم» [4341]، أي: أجر خمسين من الصحابة -رضي الله عنهم-، فهل هو أفضل من الصحابة؟! لا، وإنما من جهة العمل في عمله فضل، لكن أجر الصحبة وشرف الصحبة لا يناله أحد كائنًا من كان ممن جاء بعد الصحابة «فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم، ولا نصيفه» [البخاري: 3673].

فعلى المشفق على نفسه الحريص عليها أن يبدأ بصلاحها، وأن يتحسَّسها وينظر في جوانب النقص والتفريط فيها، فيسعى لتكميلها بطاعة الله وتقواه، ثم بعد ذلك يمتد نفعه إلى الأقرب فالأقرب، وحينئذٍ ينجو بإذن الله -جل وعلا-.