طلب التزكية من أهل العلم والوجاهة وتقديمها للوظائف والمعاهد

السؤال
هل التزكية التي تُقدَّم عند بعض الوظائف أو المعاهد داخلة في النهي؟
الجواب

هذه صارت نظامًا في الجهات الرسمية، فحينما تريد عملًا من الأعمال يقال: (هات تزكيات من أهل العلم)، فيذهب لفلان وفلان وفلان؛ من أجل أن يزكُّوه ويمدحوه ويثنوا عليه، هل هذا من المنهي عنه؟ لأنه قد يوجد مَن يتورَّع عن مثل هذا، ويفوز بالأعمال المهمة غيره، والتمكين من الدراسة العالية لا بد فيه من التزكيات، فهل نقول لصاحب التحرِّي والورع والتثبُّت الذي لا يريد التزكية المنهي عنها: عليك أن تكفَّ عن مثل هذا وإن فاز بها غيرك، أو نقول: إن مواصلة العلم والتعليم أمر مطلوب شرعًا، وما لا يتم إلا به فحكمه حكمه؟ لا شك أن هذه من المضائق؛ لأن الإنسان وهو يسعى جاهدًا إلى مثل هذا في باله أشياء، وفيها الراجح وفيها المرجوح، فإن رَجَح في ذهنه التمكين من التعليم، وأنه لا يتمكن إلا بهذه الشهادة المتطلِّبة لهذه التزكيات، فهذه أمور مغتفرة في سبيل هذا الهدف النبيل الذي يرمي إليه، وإن كان جال في ذهنه أشياء، أنه كلما أخذ شهادة زاد راتبه -مثلًا-، مع تمكينه من التعليم، ومع أمور تحتف بذلك، فليكف؛ لأن ما عند الله لا يُنال بسخطه، وهذا العلم مما عند الله، وما يُبتغى به وجه الله لا يُنال بمثل هذه الأمور، ومع الأسف أنها صارت مشكلة الآن، والتزكية مطلوبة؛ لأن بعض الناس مجاهيل ما يُدرى عنهم ولا عن حقيقتهم، فلا بد من تزكيتهم، لكن طلب التزكية من المعروف غير وجيه.