السؤال
انتشر بين عامة الناس اشتغالهم بتكفير الطائفة الفلانية والطائفة الفلانية، ولم يُطلب منهم الحكم، فليسوا علماء ولا مفتين، وإنما هذا الكلام من باب الحديث من بعضهم لبعض، فهل يأثمون؟
الجواب
نعم يأثمون؛ لأن الحكم على الناس حكم شرعي؛ لأنك إذا كفَّرتَه فمعناه أن الدين حكم عليه بكذا، وأن حكمه عند الله كذا، وهذا إن صدر من غير عالمٍ يعرف الحق بدليله فهذا كذب على الله -جل وعلا-، ويدخل دخولًا أوليًّا في قول الله -جل وعلا-: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ} [الزمر: 60]، فأنت إذا قلتَ: فلان كافر، فمعناه: أنه في شرع الله كافر، وأن حكمه عند الله كافر، فهل تعرف حكم الله في هذا وأنت جاهل لا تعلم شيئًا؟ هذا لا يجوز بحال.