المفاضلة بين الملائكة وبين صالحي البشر

السؤال
هل الملائكة هم أفضل الخلق، أم هناك خلق أفضل منهم؟ وهل أَمْر الله لهم بالسجود لآدم لأن آدم أفضل منهم؟ أفيدونا.
الجواب

المسألة في تفضيل الملائكة على صالحي بني آدم مسألة خلافية بين أهل العلم، ومنهم مَن يُفضِّل الملائكة مطلقًا، وهذا ما قرَّره ابن حزم في مقدمة (المحلى)، فهو يُفضِّل الملائكة على جميع البشر بمن فيهم الرسل، ومنهم مَن يُفضِّل الصالحين من بني آدم، ومنهم مَن يقول: إن الرسل أفضل من الملائكة، والملائكة أفضل ممن عدا الرسل من بني آدم.

والأدلة للأقوال الثلاثة موجودة مجموعة عند أهل العلم، ومما يَستدل به مَن يُفضِّل الملائكة قوله تعالى: {إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ} [الأعراف: 20] يعني: أنتما تطمحان أن تكونا ملكين، فدلَّ على أن منزلة الملائكة أفضل من منزلة بني آدم؛ لأن آدم تطلَّع إلى هذه المرتبة بأكله من الشجرة، فمن باب أولى بنوه.

وعلى كل حال مَن يقول: إن بني آدم لا سيما خيارهم أفضل من الملائكة، يقول: إن الملائكة لا يوجد عندهم داعي المعصية، والداعي موجود عند بني آدم، فمَن ترك المعصية مع وجود الداعي أفضل ممن تركها مع عدم وجود الداعي، فلو فرضنا -مثلًا- أن شخصًا عِنِّينًا لا يطأ النساء، ثم عَرَضتْ له المعصية التي هي الزنا، ثم تركها، وشخصًا آخر لديه القدرة، بل لديه الشهوة الغالبة، ثم عَرَضتْ له المعصية فتركها، فأيهما أفضل؟ لا شك أن الثاني أفضل؛ لأن ترْك الأول لها قد يكون من خوف الله -جل وعلا-، وقد يكون لأنه لا يستطيع، والثاني إنما تركها من جَرَّائي، يعني: من خوفه لله -جل وعلا-.

والمسألة خلافية بين أهل العلم، وعلى كل حال ليست من المسائل التي تُؤثِّر في سير الإنسان إلى ربه -جل وعلا-.