القول بأن الدعوة بما يحفظ طالب العلم أولى من الإقبال على طلب العلم

السؤال
ماذا تقول لمن يقول: (إن طلب العلم ليس بالضرورة، وإن الدعوة بما تحفظ من القرآن والسنة ولو كان قليلًا يكفي)، ويقول: (إن المسلمين يغرقون في الذنوب والمعاصي، وأنت منكبٌّ على طلب العلم، فما الفائدة من ذلك بعدما يغرق شباب المسلمين في كل المعاصي؟)؟
الجواب

لا تعارض بين العلم والعمل والتعليم والدعوة، فعلى الإنسان أن يأخذ من العلم ما يُنير له الطريق، ويدعو إليه الناس، «بلغوا عني ولو آية» [البخاري: 3461]، فإذا حفظ آية يُبلغها الناس، وإذا حفظ حديثًا يقرؤه على الناس، وإذا رأى منكرًا إن كان يعرف حكمه وإلَّا يسأل عنه وينكره، وهكذا، فما يُنتظر في الشخص ألَّا يأمر ولا ينهى ولا يدعو حتى يَكتمل علمه، بل يدعو الناس ويأمرهم وينهاهم بقدر استطاعته، مع تحصيله للعلم، والعلم إنما يُستعان عليه بمثل هذه الأمور، فيُستعان على العلم بالعمل، ويُستعان عليه بالدعوة، ويُستعان عليه بالتعليم، فإذا حفظتَ أحاديث فتعالَ وألقها على زوجتك وأولادك، وبهذا ترسخ هذه الأحاديث في ذهنك وفي حافظتك، وإذا رأيتَ عندهم منكرًا فأنكره، فأنت تتعلَّم، وتعمل بنفسك، وتُعلِّم غيرك، وتأمر وتنهى. ورأينا من شيوخنا مَن يحضر الدروس على الشيخ ابن باز إلى وفاته -رحمه الله-، فيحضر الدروس عند الشيخ بعد صلاة الفجر، وله دروس في المساء، وله كلمات مرتَّبة، ومحاضرات، ويُشارك في الأمر والنهي وفي كثير من الأمور، فما فيه تعارض إطلاقًا، المقصود أن هذا ليس بعذر.