كيفية استصحاب نية العبادة في كل الحركات والأقوال

السؤال
كيف يمكن لطالب العلم أن يَستصحب في كل حركاته وأقواله أنه في عبادة عظيمة؟
الجواب

 إذا استحضر أنه إنما خُلق لتحقيق هدف عظيم، وهو تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، فعليه أن يسعى في تحقيق هذا الهدف، وقد يقول قائل: (إن العبودية لا تستغرق من الإنسان أكثر من ساعتين أو ثلاث، وبقية الوقت في أمور الدنيا)، نقول: هذه الأمور من أمور الدنيا إذا ابتغُي بها وجه الله تعالى والاستعانة بها على تحقيق ما خُلق من أجله، صارت عبادات، فالنوم إذا نُوي به التقرب إلى الله -جل وعلا- بتنشيط الجسم؛ ليقوى على العبادات، يكون عبادة، وقل مثل هذا في الأكل والشرب والانبساط مع الإخوان، كل هذا إذا قُصد به الاستجمام والتقوي على طاعة الله -جل وعلا-، فإنه يُعان عليه.

وهناك أمور يغفل عنها كثير من الناس، وهي أبواب عظيمة من أبواب الخير، مثل: إذا اشترى الإنسان لنفسه أو لأهله غرضًا من مأكول أو ملبوس، فقد جاء في الحديث الصحيح حتى ما يضعه الرجل في في امرأته [البخاري: 56]، فلو استحضر هذا الرجل حينما يشتري أغراض البيت من المطعومات والمشروبات والملبوسات وقت شرائها مثل هذا الحديث -وهي ظاهرها أنها من أجْل إقامة البدن واستمرار الوجود-، انقلب شراؤه لهذه الأمور عبادة، فعلى الإنسان أن يستصحب هذه النية، والمسألة تحتاج إلى تمرين وتعويد للنفس.