المفاضلة في الطواف بين الدعاء والذكر

السؤال
ما الأفضل في الطواف: الدعاء، أم الذكر؟
الجواب

على كل حال التنوُّع مطلوب، فإذا شَغلتَ هذا الطواف بذكر الله -جلَّ وعلا- من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، ودعوتَ الله في أثناء هذا الطواف، وقرأتَ شيئًا من القرآن، المقصود أنه يُعمَر بذكر الله، فهذا الأصل.

وكَرِه بعض السلف قراءة القرآن في الطواف، لكن الجمهور على أن القراءة أفضل الأذكار، والمطلوب شَغْله بالذكر، كبقية الوقت.

ولو دار الإنسان على البيت سبع مرات من الركن إلى الركن، ولم يتكلَّم بكلمة واحدة، فالطواف صحيح، لكن يبقى أن اللَّهج بذكر الله، وجَعْل اللسان رطبًا بذكر الله من أفضل الأعمال، «سَبَق المفرِّدون...الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات» [مسلم: 2676]، والذِّكر لا يُكلِّف شيئًا، «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» [البخاري: 6406]، «مَن قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حُطَّتْ خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر» [البخاري: 6405]، وتُقال في دقيقتين، «مَن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مِرار، كان كمَن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل» [مسلم: 2693]، وعشر مرات تُقال في دقيقة واحدة، والرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو الذي غُفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر يقول: «إنه ليُغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة» [مسلم: 2702]، ويُحفظ عنه في المجلس الواحد أنه يستغفر مائة مرة [أبو داود: 1516]، وهو الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فكيف بغيره؟ فكيف بحالنا مع تقصيرنا وقصورنا وتفريطنا، ومع الخلل الكبير الموجود عندنا، سواء كان في علمٍ أو في عملٍ؟! والله المستعان.

فيُنوِّع، فمرَّة يذكر الله، ومرَّة يدعو، ومرَّة يقرأ، وهكذا، وتنوُّع العبادات من مقاصد الشرع.