مناقشة مَن يستدل بأخذ ابن عمر -رضي الله عنهما- من اللحية

السؤال
عدد من الشباب الذين يأخذون من لِحاهم عندما يُناقَشون في هذه المسألة يستدلون بفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-، ويقولون: (إنه أشدُّ الصحابة -رضي الله عنهم- تمسُّكًا بالسنة) فبماذا نرد عليهم؟
الجواب

ابن عمر -رضي الله عنهما- تمسَّك بآية، وحَلَق شعره، وأخذ من لحيته في النُّسك؛ جمْعًا بين الحلق والتقصير؛ لأن الآية جمعتْ بينهما، فهذا فهمه للآية، فهل فهمك مثل فهمه؟ هل ترى الجمع بين الحلق والتقصير في النُّسك؟ استدِل بفعل ابن عمر إن أدَّاك فهمك إلى هذا وأنت من أهل النظر والاجتهاد في النصوص، أما إذا كنتَ مقلِّدًا فعندك النصوص الصحيحة الصريحة المُلزِمة المرفوعة إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، تقول فَعَل ابن عمر! طيِّب أدخل الماء في عينيك واقتدِ بابن عمر! وكفْكِف ناقتك في أثر مواطِئ ناقة النبي -عليه الصلاة والسلام-، كما كان يفعل ابن عمر! وشدَّ على نفسك مثلما يفعل ابن عمر! ولا تنم من الليل إلا قليلًا مثل ابن عمر! ولو تقول مثلًا: (أنا والله أُريد أن أبني بيتي بنفسي، وأصنع الطين واللَّبِن، وأبنيه بنفسي؛ اقتداءً بابن عمر "إذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء")، فنعم، هذا صحابي مُؤتسٍ فاقتدِ! لكن المسألة مسألة هوى -نسأل الله العافية-.