الجمع بين حديث: "لا يَعرفهنَّ أحد من الغَلَس"، وحديث: «أَصبِحُوا بالصُّبح»

السؤال
ألا يمكن أن نجمع بين حديث عائشة -رضي الله عنها- وقولها: "كُنَّ نساء المؤمنات يشهدنَ مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر مُتَلَفِّعات بمروطهنَّ"، إلى أن قالت: "لا يَعرفهنَّ أحد من الغَلَس" [البخاري: 372]، وحديث: «أَصبِحُوا بالصُّبح؛ فإنه أعظم لأجوركم» [أبو داود: 424]، بأن النبي -عليه الصلاة والسلام- يُبيِّن أن الإمام يجب أن يُراعي حال الناس، فتارة يُصلِّي الفجر بغَلَس، وتارة يُصبِح بها، وذلك بحسب طول الليل وقصره، خصوصًا في أوقات الصيف والشتاء؛ لرفع المشقَّة عن الناس، حيث يطول ليل الشتاء، ويقصر ليل الصيف، فيُصلِّي شتاءً بغَلَس، وصيفًا يُصبِح بها؟
الجواب

على كل حال كلُّ هذا وهذا يدلُّ على أنه يُبادر بها في أول وقتها، إنما قوله -عليه الصلاة والسلام-: «أَسْفِرُوا» [الترمذي: 154]، «أَصبِحُوا»، يدلُّ على التأكُّد من دخول الصبح؛ لأنه ما دام يصليها بغَلَس، وجاء في صلاته في مزدلفة أنه صلَّاها قبل وقتها [البخاري: 1682 / ومسلم: 1289]، فقد يظنُّ ظانٌّ أنه لا مانع أن تُصلَّى قبل دخول وقتها؛ فلئلا يتطرَّق مثل هذا الفهم قال: «أَصبِحُوا» و«أَسْفِرُوا».