أفضل الشروح لكتاب (سنن أبي داود)

Question
ما هي أفضل الشروح لكتاب (سنن أبي داود) -رحمه الله-؟ وهل يمكن التكرُّم بإعطاء نبذة عن هذا الكتاب؟
Answer

أقدم الشروح لـ(سنن أبي داود) شرحُ أبي سليمان الخطابي واسمه (معالم السُّنن)، وهو مطبوع، طُبِع في حلب قديمًا في أربعة أجزاء، ثم طُبِع مع (اختصار المنذري) و(تهذيب ابن القيم) في ثمانية أجزاء ليست كبيرة، بتحقيق الشيخين: أحمد محمد شاكر، ومحمد حامد الفقي، في طبعة نفيسة ممتازة، أعني طبعة أنصار السنة بتحقيق هذين الشيخين، ويَضُم المجموع ثلاثة كتب:

- (مختصر سنن أبي داود) للمنذري، وفيه تنبيهات للمنذري على الأحاديث ونقدها.

- وشرح الخطابي المسمى (معالم السُّنن)، وهو أطول من (أعلام الحديث) شرح البخاري، وأكثر فائدة منه.

- و(تهذيب السنن) للإمام الحافظ ابن القيم، وهو من أفضل ما كُتب على العلل في (سنن أبي داود)، فابن القيم أبدع أيما إبداع في هذا الكتاب، فيستفيد منهما طالب العلم [أي: (مختصر السنن) للمنذري، و(تهذيب السنن) لابن القيم] لا سيما المتوسط والمنتهي، وقد لا ينتفع بهما المبتدي.

فهو مجموعٌ يَضُم مختصرَ وشرحَ وتهذيبَ (سننِ أبي داود)، فهذا يُنصَح كل طالب علم باقتنائه.

وهناك شرح لابن رسلان الشافعي، وهو من أطول الشروح وأنفسها، وفيه فوائد كبيرة جدًّا، وهو محَقَّق في رسائل علمية، ولم يُطبَع بعدُ على حد علمي.

وهناك شرح للسهارنفوري اسمه (بذل المجهود)، والسهارنفوري حنفي، ومع ذلك هو متعصب لمذهبه، وأقرب منه إلى الاعتدال صاحب (عون المعبود)، فهو يعتني بالدليل ويهتم به، وهو شرح مختصر في متناول اليد، يُفيد منه طالب العلم.

وهناك شرح متأخِّر اسمه (المنهل العذب المورود) لمحمود خطَّاب السُّبْكِي، وهو معاصر توفي سنة 1352هـ، وهو شرح مفصَّل مرتَّب على الفنون كطريقة العيني في (عمدة القاري)، فيبدأ بتخريج الحديث، ثم الأسانيد، ثم الكلام على الفقه والفوائد الحديثية...، وهو شرح طيب ونفيس، وطبعته جميلة جدًّا، لكنه لم يَكمُل، وقد شرع في تكميله ابنه أمين بن محمود الخطاب السُّبْكي في شرح لا بأس به، ثم بعد ذلك انقطع الكتاب ما كُمِّل، وإلا لو كَمُل لأغنى عن كثير من الشروح، ومع ذلك يبقى في رأس القائمة شرح الخطابي مع ما ذُكر معه، ويبقى أيضًا شرح ابن رسلان، وأيضًا (عون المعبود) في غاية الأهمية لطالب العلم؛ لأنه مختصر، وفي متناول اليد. ويذكر محمد منير الدمشقي صاحب المطبعة المنيرية أنه لما وصل (عون المعبود) إلى الهند جاء به السُّبْكي المتقدِّم -محمود خطَّاب- إلى محمد منير؛ ليطبعه طباعةً مصريةً؛ لأن الطبعة الهندية بالخط الفارسي، وإن كانت اللغة عربية لكنها بالخط الفارسي، وكثير من طلاب العلم لا يستطيع أن يتعامل معها، فأراد السبكي أن يطبع الكتاب على طريقة الحرف المشرقي العربي المتداول في المطابع، فقال له محمد منير كما في (أنموذج الأعمال الخيرية): أنت شيخ مُدرِك ولديك القدرة أن تشرح الكتاب ونطبعه لك بدلًا مِن أن تأخذ مُؤَلَف شخصٍ آخر بدون إذن منه وتطبعه، ففعل، ومع ذلك لم يُطبع شرحه في المطبعة المنيرية، إنما طُبع في مطبعة أخرى، لكن الطباعة جميلة جدًّا وفيها إتقان.