درجة حديث: «من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة»

Question
هل قراءة سورة الواقعة في كل ليلة تقي من الفقر؟
Answer

ما ورد في سورة الواقعة وأنها تقي من الفقر [شعب الإيمان: 2268] حديث ضعيف لا يُحتَج به، ولا يُستدَل به على هذا، وقلنا مرارًا: إن جمهور أهل العلم في مثل هذا يستدلون بالضعيف؛ لإثبات فضلِ سورةٍ أو ترتيبِ أجرٍ عليها، وأصلُ القراءة مطلوبة، فالأصل موجود، ولكن تحديد ما رُتِّب عليها من جلب نفع أو دفع ضر أو زيادة ثواب فهذا يحتاج إلى دليل يثبت من صحيح أو حسن في القول الراجح من قولي أهل العلم، وإن كان الأكثر من أهل العلم يرون أن مثل هذه الفضائل تثبت بالضعيف بشروطه المعروفة:

- أن يكون ضعفه ليس بشديد.

- وأن يندرج تحت أصل عام.

- وألَّا يُعتقد عند العمل به ثبوته، وإنما يُعتقد الاحتياط.

ولكن المرجح أنه لا يثبت شيء من الفضائل ولا الأحكام فضلًا عن العقائد إلا بما صح أو حسن من الأخبار.

فالمرتَّب على هذا الحديث من نفي الفقر قدر زائد على ما جاء في ثواب القراءة، وأنه في قراءة القرآن لكل حرف عشر حسنات، فهذا هل يثبت بمثل هذا الحديث الضعيف؟ الجمهور -فيما قرَّره النووي وغيره- يعملون به في مثل هذا إذا لم يكن ضعفه شديدًا، والقول المرجح وهو الصحيح أنه لا يثبت شيء من أحكام الدين سواء أكانت أحكامًا، أم فضائلَ، أم ترغيبًا وترهيبًا، أم عقائدَ، أم مغازيَ، أم سيَرًا، وما أشبهه، كل ذلك لا يثبت إلا بما صح أو حسن.