كتابة مذكرة في التفسير مستخلَصة من كتب التفاسير

Question
أُريد أن أكتب مذكرةً في التفسير لنفسي؛ رجاء أن أطَّلع على كتب التفسير، مع العلم أني كنتُ كثير المطالعة لكتب التفسير خاصةً تفاسير: (ابن كثير)، و(الشنقيطي)، و(ابن تيمية)، و(ابن القيم) –رحمهم الله-، فما توجيهكم لي في مثل هذه الفكرة في كتابة هذه المذكرة؟
Answer

ياء (تيميَّة) تكون كَيَا الكرسيِّ، وتُنطق (ابن تيميِّة)، هذا الأصل، وكثيرًا ما نسمعها من بعض طلبة العلم بالتخفيف، وإذا كانت النسبة لتيماء فالمُذكَّر (تيميٌّ)، والمؤنث (تيميِّة)، فنُقِصت الألف في النَّسب، وحلَّتْ محلها ياء النَّسب. ولو زيدت الألف في النَّسب بأن كان العكس الزيادة في النَّسب لا في المنسوب إليه مثل: (اليمن)، فالنسبة إليها (يمنيٌّ) و(يمنيِّة)، ولو زدتَ ألفًا فقلتَ: (يماني) و(يمانيَة) لزمك التخفيف؛ لأن الألف عِوضًا عن الياء المحذوفة، لأن ياء النَّسب مُشدَّدة عبارة عن ياءين الأولى منهما ساكنة، فإذا زيدت الألف خُفِّفت الياء، فيُقال: (يماني) و(يمانيَة)، وجوَّز بعضهم التشديد طردًا لياء النَّسب، وأنها مشدَّدة.  

أما عن صاحب هذه الفكرة فقد ذكرتُ في مناسباتٍ كثيرة أن من وسائل التحصيل الكتابة، فهي تُثبِّت المعلومات، وكتابة المسألة أو الكتاب في تقديري أنها عن قراءته عشر مرات، أضف إلى ذلك أنه إذا اعتمد الطريقة التي ذكرها وأراد أن يجمع تفسيرًا لنفسه من هذه الكتب أَحضَر ذهنَه وعَصَر فكرَه وانتبه لما يكتب، فهو يستفيد فائدة عظيمة.

لكن ينبغي أن يعرف أنه إذا كان غير متمكِّن، وليس من أهل العلم أن يكتب لنفسه لا للناس، ولا يستعجل بنشر ما كتبه حتى يُحرِّره ويُنقِّحه ويَنضج، ويَعرضه على من هو أعرف منه، فلا يتسرَّع في النشر ثم يكون مسخرةً أو محلَّ نقدٍ للناس ولا يُفيدهم الفائدة المرجوة؛ لأن التأليف في هذه المرحلة يكون هشًّا لا يُستفاد منه الفائدة المرجوَّة، وقد يبعثه على الغرور إذا نشره وهو لم يتمكَّن، فعليه أن يتريَّث، ويكتب لنفسه لا مانع، ويجمع لنفسه تفسيرًا من هذه التفاسير، ويستفيد منه فائدة عظيمة.

وكثير من طلاب العلم يقول: (قرأتُ (ابن كثير) خمس مرات وما استفدتُ)؛ لأن الحافظة عنده ضعيفة، فإذا لم يحفظ ما استفاد، لكن إذا كتب وأَحضَر ذهنَه وقارن بين ما ذكره ابن كثير وما ذكره غيره من المفسرين استفاد فائد عظيمة؛ لأن المسألة فيها مُعاناة، والعلم متين يحتاج إلى معاناة، ولا يُستطاع العلم براحة الجسم، بل لا بُد فيه من التعب؛ ليثبت، والله أعلم.