الآن صارت الأغاني والموسيقى والمعازف تُسمع في المساجد، وكان الإنكار في أول الأمر فيه قوة على المستوى المطلوب، ثم أخذ يضعف ويتضاءل ويخفت إلى أن صرنا نسمع بدون إنكار، لا سيما مع وجود الذرائع التي تقول: (تُنكر أو لا تُنكر، فهذا الجوال الذي فيه هذه الموسيقى مع شخص أعجمي ما يفهم ما تقول)! فصار الناس يتركونه من أجل هذا، يا أخي أنت بجواره فتُنكر عليه بالطريقة التي يفهمها، ولو بالإشارة، أما أن يتواطأ الناس على السكوت حتى تُسمع هذه الموسيقى الصاخبة في أقدس البقاع: تحت الكعبة، وفي بيوت الله، وحتى يكون ذلك معروفًا ومما تَعمُّ به البلوى فلا يُنكر، فهذا الكلام ليس بصحيح.
هؤلاء الشباب الذين يُشغِّلون الأغاني في الفصول والقاعات، لا بد من رفع أمرهم إلى مَن يملك إيقافهم، فتذهب إلى الإدارة، وتقول لهم: آذونا، ومعروفٌ الوعيد الشديد فيمن آذى المؤمنين، {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} [الأحزاب: 58]، وهذا مقلق، وهو أشد من أذى الجسد عند أهل الغيرة والصلاح.